"وحدة سهم".. مصدر خاص يكشف تفاصيل حول "قطاع الطرق" في غزة

- جنّد "قطاع الطرق" العشرات من أبناء العشائر بهدف بناء قوة موازية لحماس
- جرى تزويد المجندين بالسلاح برعاية مباشرة من الاحتلال
- يطالب "قطاع الطرق" أصحاب شاحنات المساعدات بدفع مبالغ تصل إلى 50 ألف دولار لقاء مواصلة العبور

كشف مصدر أمني بوزارة الداخلية في غزة، عن تفاصيل محاولات "قطاع الطرق" السيطرة على شاحنات المساعدات، الأمر الذي فاقم من معاناة الغزيين، جراء احتكار البضائع ورفع الأسعار.

وبيّن المصدر لـ "قدس برس" أن "قطاع الطرق" جندوا العشرات من أبناء العشائر، وجرى تزويدهم بالذخيرة والسلاح برعاية مباشرة من الاحتلال؛ لبناء "قوة موازية لسلطة حماس في غزة"، بهدف "زعزعة الاستقرار الاجتماعي وضرب الجبهة الداخلية".

ووفق المصدر، الذي فضّل عدم الكشف عن هويته، يتقاضى "قطاع الطرق" "إتاوات" تتراوح بين 20 - 50 ألف دولار، لقاء تمكين أصحاب الشاحنات التي تنقل المساعدات والبضائع الخاصة بالتجار، من العبور، وهو ما يفسر ارتفاع أسعار السلع في أسواق القطاع.

وفي حالات أخرى يلجأ "اللصوص" إلى سلب الشاحنات باستخدام القوة، كما حدث قبل أيام حينما تم السطو على 97 شاحنة كانت تحمل الطحين، وتتجه إلى مخازن "الأونروا"، ما خلق غضبا واسعا بين المواطنين الذين أنهكهم الجوع، حيث تخطى سعر كيس الدقيق (50 كيلو) حاجز 300 دولار.

ويتخذ هؤلاء اللصوص من مناطق شرقي محافظتي رفح وخان يونس جنوبي القطاع، ملاذا لهم، وتحديدا في منطقتي "ميراج وصوفا"، وفق المصدر.

وشدد المصدر على استمرار الحملة الأمنية التي قادتها وحدة (سهم) أمس الاثنين، لملاحقة وتصفية "قُطاع الطرق" المتحالفين مع الاحتلال ضمن مساعيه إلى تجويع أبناء القطاع.

وتتركز مهمة "وحدة سهم" المكونة من عناصر شرطية وأمنية وبعض المتطوعين، على ضبط الأسواق وتأمينها وتثبيت مستوى الأسعار، بعد تكرار شكاوى المواطنين من ارتفاع غير مسبوق شهدتها أسعار السلع الأساسية.

وأكد المصدر أن "الحملة الأمنية ستتسع خلال الساعات القادمة وتشمل تفكيك نقاط تخزين السلع التي سيطر عليها اللصوص وحولوها لمستودعات لحفظ المساعدات والسلع، التي كانت تتم سرقها وهي تقع في مناطق شرق ميراج ومحيط المستشفى الأوروبي".

كما سيتم "إنذار التجار المحتكرين للسلع الأساسية والصرافين الذين يستغلون حاجات الناس ويقاسموهم في أموالهم عبر العمولات المرتفعة، ليتوقفوا عن هذه الممارسات الخبيثة، وإلا فإن القصاص سيكون شديدا ولن تتهاون وزارة الداخلية ضد أي شخص يمس بالجبهة الداخلية أو يسعى للعبث بها".

وكانت وزارة الداخلية في غزة، أمهلت، بوساطة المخاتير ولجان العشائر، قطاع الطرق لمدة 72 ساعة، للتوقف عن ممارساتهم الخطيرة مقابل العفو عنهم، ولكن العرض قوبل بالرفض والتحدي، وفق المصدر.

ما دور الاحتلال؟

أعلن الاحتلال في أكثر من مناسبة أنه بصدد ودعم تشكيل لجان محلية، لمحاولة إقصاء حكومة حماس وتولى مسؤولياتها في القطاع، من خلال مسميات مختلفة منها ما أعلن عنه وزير الجيش السابق يوآف غالانت في خطته المعروفة باسم "الجزر الإنسانية".

وفقا للتصور الإسرائيلي، فإنه يمكن استغلال حالة الفوضى في القطاع، من خلال تخصيص بعض الأماكن البعيدة عن سيطرة حكومة غزة، و"تشكيل جيش عصابات"، مهمته التحكم في مسار الشاحنات وإنشاء قوى جديدة من رؤوس الأموال.

أما من الناحية العسكرية، فقد وفر جيش الاحتلال غطاء لهذه الجماعات من خلال تسهيل تسليحها، والتغاضي عن أعمال السطو المسلح للشاحنات بالرغم من أنها لا تبتعد سوى مئات الأمتار فقط عن الدبابات الإسرائيلية، بالإضافة لاستهداف الاحتلال المتعمد لأي تواجد شرطي يمكن أن يعترض طريق هؤلاء اللصوص، وفق المصدر.

وكانت 29 منظمة دولية "غير حكومية" قد أفادت يوم الجمعة الماضي، بأن "جيش الاحتلال الإسرائيلي يشجع على نهب المساعدات الإنسانية في قطاع غزة، عن طريق مهاجمته قوات الشرطة الفلسطينية التي تحاول تأمين المساعدات".

وجاء في تقرير مشترك لهذه المنظمات، ومن بينها "أطباء العالم" و"أوكسفام" والمجلس النرويجي للاجئين أن "النهب مشكلة متكررة، نتيجة استهداف إسرائيل ما تبقى من قوات الشرطة في غزة، ونقص السلع الأساسية، وانعدام الطرق وإغلاق معظم نقاط العبور، ويأس السكان الذي يؤدي إلى هذه الظروف الكارثية".

وأضاف التقرير أن "جيش الاحتلال لا يمنع نهب شاحنات المساعدات ولا يمنع العصابات المسلحة من ابتزاز المال من المنظمات الإنسانية"، مشيرا بشكل خاص إلى تقرير نشرته صحيفة /هآرتس/ العبرية، الاثنين الماضي، تحت عنوان "الجيش الإسرائيلي يسمح لعصابات غزة بنهب شاحنات المساعدات وابتزاز الأموال من سائقيها مقابل الحماية".

وأكدت المنظمات في تقريرها، أنه "في بعض الحالات حينما كان عناصر الشرطة الفلسطينية، يحاولون اتخاذ إجراءات ضد اللصوص، تعرضوا لهجوم من القوات الإسرائيلية".

وفي الفترة من 10 من الشهر الماضي، إلى 13 من الشهر الجاري، "أدت غارات الاحتلال وعمليات القصف إلى مقتل ما لا يقل عن 20 عاملا في المجال الإنساني، يعملون بشكل رئيسي لصالح جمعيات فلسطينية"، وفقا لما جاء في تقرير المنظمات الـ29.

وأضاف التقرير أن "هؤلاء الموظفين قتلوا في منازلهم أو بمخيمات النزوح أو أثناء توزيع المساعدات".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الاحتلال يقتحم البلدة القديمة ومخيم بلاطة بنابلس شمال الضفة الغربية
يوليو 16, 2025
 اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي، فجر اليوم الأربعاء، البلدة القديمة بمدينة نابلس شمال الضفة الغربية المحتلة. وأفادت مصادر أمنية  وشهود عيان، بأن قوات الاحتلال اقتحمت حارة "الياسمينة" و"حوش العطوط" في البلدة القديمة بنابلس وسط مداهمة عدة منازل ومحال تجارية. وذكرت المصادر بأن قوات الاحتلال اقتحمت مخيم "بلاطة" وداهمت منازل وسط انتشار واسع في شارع السوق، وإضافة
الأمم المتحدة تدعو لتحقيق في انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي في الضفة
يوليو 16, 2025
الأمم المتحدة تدعو لتحقيق في انتهاكات الاحتلال للقانون الدولي في الضفة الغربية المحتلة دعت الأمم المتحدة لإجراء تحقيق شامل ومستقل وشفاف بشأن جميع انتهاكات دولة الاحتلال الإسرائيلي للقانون الدولي في الضفة الغربية. جاء ذلك في مؤتمر صحفي للمتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، ليلة الثلاثاء/الأربعاء في نيويورك. ولفت إلى أنه في الآونة الأخيرة شهدت زيادة
نقل صلاحيات من بلدية الخليل إلى مجلس استيطاني في خطوة تمس الحرم الإبراهيمي
يوليو 15, 2025
كشفت صحيفة /يسرائيل هيوم/ العبرية، أن سلطات الاحتلال "الإسرائيلي" قررت سحب صلاحيات من بلدية الخليل جنوبي الضفة الغربية، ونقلها إلى "المجلس الديني" في مستوطنة "كريات أربع"، في خطوة وصفتها بـ"التاريخية وغير المسبوقة" تستهدف تغيير الوضع القائم في الحرم الإبراهيمي. وأفادت الصحيفة أن هذه الخطوة تمثل أول تغيير جذري في الحرم الإبراهيمي منذ قرارات لجنة "شمغار"
مجموعة الحماية الدولية: أطفال غزة يفقدون أطرافهم يوميا والوضع الإنساني كارثي
يوليو 15, 2025
كشفت مجموعة الحماية الدولية، الثلاثاء، عن أرقام صادمة تتعلق بالواقع الإنساني المتدهور في قطاع غزة. وأشارت المجموعة إلى أن نحو 10 أطفال يوميا يفقدون ساقا أو كلتا الساقين بسبب الهجمات العسكرية. وأوضحت أن أكثر من 40 ألف طفل في القطاع أصيبوا بجروح مرتبطة بالحرب، في وقت بلغ فيه عدد الشهداء من الكوادر الطبية 1,580 شخصا،
"حماس": عدوان الاحتلال على سوريا استمرار للعربدة ومحاولات فرض الهيمنة
يوليو 15, 2025
أدانت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، بأشد العبارات، الثلاثاء، عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" على أراضي الجمهورية العربية السورية، والذي أدى إلى ارتقاء عشرات الشهداء من قوات الجيش والأمن والمواطنين المدنيين الأبرياء. وقالت الحركة في بيان، إن "العدوان الفاشي على سوريا يمثل انتهاكا صارخا للقوانين الدولية، وهو استمرار للعربدة الصهيونية ومحاولات فرض وقائع الهيمنة والسيطرة، ضد شعوب ودول
الجامعة العربية: خطط "المدينة الإنسانية" في غزة مخطط للتطهير العرقي
يوليو 15, 2025
أدانت جامعة الدول العربية، بأشد العبارات، الخطط "الإسرائيلية" المتداولة لإنشاء ما يُسمى بـ"مدينة إنسانية" جنوبي قطاع غزة، ووصفتها بأنها محاولة لحشر الفلسطينيين في مخيم صغير لا يمت للإنسانية أو المدنية بصلة. وأكدت الجامعة في بيان رسمي، أن الخطة تمثل انحدارا أخلاقيا وقيميا خطيرا، وتعكس نية مبيّتة لمواصلة مشروع التطهير العرقي، وإعادة احتلال غزة وربما تهيئتها