مراقبون: "إسرائيل" تهدف لمنع تحول سوريا إلى نقطة إسناد للمقاومة الفلسطينية

شن الطيران الحربي التابع لجيش الاحتلال الإسرائيلي غارات عنيفة على مواقع عدة في سوريا، خاصة في العاصمة دمشق، تزامنًا مع سيطرة الفصائل الثورية على العاصمة وسقوط نظام الأسد.
وتركزت الاستهدافات على مخازن الأسلحة الاستراتيجية والمطارات، كما توغل جيش الاحتلال في القنيطرة وسيطر على كامل جبل الشيخ الاستراتيجي المطل على دمشق بهدف إنشاء منطقة عازلة في الجنوب.
وقال الباحث والمحلل السياسي مأمون أبو عامر، إن "الهجمات الإسرائيلية على سوريا تأتي في إطار المخاوف الإسرائيلية التي تتمحور حول عدة جوانب. "أولاً، هناك خشية من أن تتحول سوريا إلى نقطة إسناد جديدة للمقاومة الفلسطينية، وأن تدعم المقاومة الفلسطينية".
وأضاف في حديثه لـ"قدس برس"، إن "إسرائيل قلقة من أن المناطق الحدودية في سوريا، وكذلك مراكز الأبحاث العلمية ومنشآت الصواريخ، قد تصبح أدوات تهديد في يد جماعات جهادية أو إسلامية."
وأشار إلى أن "هذه القوة، التي كانت في السابق خاضعة لسيطرة النظام السوري الذي كان مسالمًا تجاه إسرائيل، أصبحت الآن مصدر قلق لأن هذه المجموعات قد تحكم بها في المستقبل. وبالتالي، ترى إسرائيل أنه من الضروري تدمير هذه القدرات قبل أن تتحول إلى تهديد مباشر".
ولفت أبو عامر إلى أنه "يوجد سيناريوهان في هذا الصدد، الأول يتعلق بحالة استقرار في سوريا، وفي هذه الحالة قد يكون هناك تحرك دولي للحد من التوتر. لكن بالنظر إلى السياسة الإسرائيلية الحالية، خاصة مع الحكومة اليمينية المتعجرفة، فهناك احتمال أن تسعى إسرائيل لفرض واقع جديد في الجولان، نظرًا لأهمية هذه المنطقة الأمنية والاستراتيجية بالنسبة لها. في حال استمر الوضع على ما هو عليه، أعتقد أن إسرائيل لن ترغب في الانسحاب، بل قد ترى في الاستقرار فرصة لزيادة سيطرتها".
وأضاف: "إذا استمر الاستقرار في سوريا، قد يكون هناك فرض للواقع من جانب إسرائيل، حيث أن الحكومة السورية الجديدة لا تستطيع خوض حرب مع إسرائيل في هذه المرحلة. هذا قد يدفع إسرائيل إلى التوسع أكثر في الأراضي السورية. وفي حال حدوث عدم استقرار، ستستغل إسرائيل هذا الوضع لتحقيق مصالحها الأمنية، لذلك فهي تتابع هذه التطورات عن كثب".
وحذر من أن "هناك تحركات واضحة من إسرائيل لتوسيع سيطرتها على هضبة الجولان، حيث تحاول احتلال أراضٍ جديدة في سوريا. سيطرة إسرائيل على قمة جبل الشيخ تضمن لها السيطرة النارية على منطقة دمشق، مما يشكل تهديدًا مستقبليًا، وهو جزء من استراتيجيتها لضمان أمنها في المستقبل".