ما دلالات عملية "الفندق" وتأثيرها على منظومة الأمن الإسرائيلي؟

قال محللون سياسيون، إن العملية النوعية التي نفذها مقاومان، صبيحة اليوم، وأدت لمقتل 3 مستوطنين وإصابة ثمانية آخرين قرب قرية "الفندق" بين مدينتي نابلس وقلقيلية بالضفة الغربية المحتلة، تعد "ضربة قاصمة لمنظومة الأمن الإسرائيلي، ورسالة للمستوطنين أن الرد على اعتداءاتهم حتمي ومستمر".

وأشاروا إلى أن العملية تؤكد أن "أمن الإسرائيلي لا يمكن فصله عن أمن الفلسطيني في غزة والضفة، وأنه لطالما استمر القتل في غزة والضفة فلن يشعر الإسرائيلي بالأمان في كل مكان".

وأكد المختص بالشؤون الإسرائيلية، ياسر مناع، لـ"قدس برس"، أن "عملية إطلاق النار في قرية الفندق، تعيد إلى الواجهة قضية حساسة في المشهد الإسرائيلي، تتمثل بهشاشة المنظومة الأمنية أمام العمليات الفدائية، وتراجع فاعلية سياسة الردع التي يتفاخر بها الاحتلال في الإعلام ومن خلال التصريحات الرسمية".

وتابع "يبرز هذا الحدث، بما يحمله من دلالات رمزية واستراتيجية، عمق المعضلة الأمنية في الضفة الغربية، ويثير تساؤلات جادة حول قدرة المنظومة الأمنية الإسرائيلية على حماية المستوطنين، رغم الإجراءات المكثفة التي تتبعها".

وأكد أن العملية تكشف مرة أخرى "محدودية فعالية الإجراءات الأمنية الإسرائيلية، رغم اعتمادها على التكنولوجيا المتقدمة، الحواجز، والانتشار العسكري الواسع".

وتابع: "ما حدث لا يُعد مجرد حادث أمني عابر، بل يسلط الضوء على فشل سياسة الردع الإسرائيلي، التي تتهاوى مع كل عملية مشابهة، بالرغم من القصف، والاجتياحات العسكرية، وعمليات الاعتقال، وهدم المنازل، التي لم تمنع وقوع عمليات فدائية جريئة ودقيقة"، وفق مناع.

ويرى "مناع" أن هذا الحدث سيزيد من حدة النقاشات في الداخل الإسرائيلي حول هشاشة الوضع الأمني، "ومن المتوقع أن تتصاعد الدعوات لاتخاذ إجراءات أكثر قسوة ضد الفلسطينيين، في ظل مخاوف من تصعيد المواجهات في الضفة الغربية".

أما على الصعيد السياسي، سيغذي الحدث -وفق مناع- "مطالب اليمين الإسرائيلي بتعميق الاستيطان وتشديد القبضة العسكرية، ما ينذر بمزيد من التصعيد".

وشدد مناع على أن "العملية لا يمكن عزلها عن سياقها السياسي والاجتماعي؛ فهي انعكاس لحالة الضغط الشعبي الفلسطيني الناتجة عن الاحتلال وانتهاكاته المستمرة، إضافة إلى حرب الإبادة المستمرة على غزة".

بدوره، قال الكاتب والمحلل السياسي مروان الأقرع، لـ"قدس برس" إن "العملية جاءت في توقيت حرج للغاية للاحتلال، إذ اعتقد أنه قضى على الخلايا المسلحة بالضفة، ضمن سياسته التي يسير عليها منذ اكثر من 15 سنة"، وتعرف بـ"جز العشب"، وتابع "العملية أكدت أن كل عمليات القتل والاغتيالات والاعتقالات لن تفلح في إنهاء المقاومة في الضفة الغربية".

وأشار إلى أن "العملية تأتي في وقت يشن فيه الاحتلال هجمة شرسة على كامل الضفة الغربية، ما نتج عنه ارتقاء المئات من الفلسطينيين المدنيين والعسكريين، واعتقال الآلاف والزج، لذلك فهي وجهت ضربة قاصمة للمنظومة الأمنية الإسرائيلية وأثبتت لها فشل هذه الرؤية وعدم نجاعتها".

وأوضح الأقرع إلى أن العملية تأتي أيضا في وقت "تواصل فيه أجهزة أمن السلطة هجمتها على مخيم جنين للشهر الثاني على التوالي، ما يعني أنها تؤكد فشل كل محاولات استئصال الفعل المقاوم من أي جهة كانت، وأن البندقية الفلسطينية موجهة ضد الاحتلال فقط".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
مبادرة ترامب للتهدئة في غزة: مقترح "ملغوم" يفتقر للضمانات ويكرّس الواقع القائم
يوليو 2, 2025
أثار مقترح الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن وقف إطلاق النار في غزة لمدة 60 يوماً، والذي يتضمن ترتيبات جزئية لتبادل الأسرى وتخفيف محدود للحصار، موجة من التحفظات لدى محللين فلسطينيين وعرب، رأوا فيه طرحاً غير متوازن يفتقر إلى الضمانات الحقيقية لوقف دائم للعدوان أو لتأمين الاحتياجات الإنسانية المتفاقمة في القطاع. واعتُبر المقترح، الذي يأتي قبيل
"إسرائيل" تقتل مدير المستشفى الإندونيسي الدكتور مروان السلطان وعائلته في قصف على منزله بغزة
يوليو 2, 2025
في جريمة جديدة تُضاف إلى سجل الاستهداف الإسرائيلي الممنهج للطواقم الطبية، استشهد مدير المستشفى الإندونيسي شمال قطاع غزة الدكتور مروان السلطان، برفقة زوجته وخمسة من أبنائه، إثر قصف جوي نفذته طائرات الاحتلال استهدف منزله في حي تل الهوا غرب مدينة غزة، وفق ما أكدته مصادر طبية في مستشفى الشفاء ومصادر صحفية متطابقة. وأعلنت وزارة الصحة
صحة غزة: 142 شهيدا و487 جريحا وصلوا المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
يوليو 2, 2025
أعلنت وزارة الصحة في غزة نقل 142 شهيدا فلسطينيا، (بينهم 3 شهداء انتشال)، و487 جريحا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة، في تصريح صحفي، اليوم الأربعاء، أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس 2025، وصلت إلى 6,454 شهيدا و22,551 جريحا، مشيرة إلى أن هناك عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام
إصابة معتقل فلسطيني بشلل جزئي جراء التعذيب بسجون "إسرائيل"
يوليو 2, 2025
ذكر "نادي الأسير الفلسطيني"، إن معتقلا إداريا بالسجون الإسرائيلية فقد القدرة على الحركة في جزئه السفلي من جسده جراء تعرضه لعمليات تعذيب وضرب مبرح. وأضاف النادي (أهلي) في بيان اليوم الأربعاء، تلقته "قدس برس"، أن "المعتقل الإداري محمد نسيم أبو العز (19 عامًا) من أريحا، والمعتقل منذ فبراير/شباط من العام الماضي، تعرّض لعمليات تعذيب وضرب
"صدى سوشال": أكثر من 1247 انتهاكًا رقميًا بحق الفلسطينيين خلال يونيو.. و"إنستغرام" في صدارة القمع
يوليو 2, 2025
كشف مركز "صدى سوشال" للحقوق الرقمية (مستقل مقره رام الله)، عن تصاعد حاد في وتيرة الانتهاكات الرقمية ضد الفلسطينيين ومناصري القضية الفلسطينية، مؤكدًا توثيقه 1247 انتهاكًا رقميًا خلال شهر حزيران/يونيو 2025 الماضي، في سياق ما وصفه بـ"التصعيد الرقمي المنظّم والمتعدد الأطراف" ضد المحتوى الفلسطيني، تزامنًا مع اتساع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة وتضييق حرية الصحافة
"فلسطينيي الخارج" يستعرض أهم المخاطر التي تهدد "أونروا" خلال تموز 2025 وحتى حزيران 2026
يوليو 2, 2025
سلّط "ملف الأونروا" في "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج" الضوء على جملة من التحديات والمخاطر المصيرية التي تواجه وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا" خلال الفترة الممتدة بين تموز/يوليو 2025 وحزيران/يونيو 2026، في ظل تصاعد الضغوط السياسية والمالية، وتكثف المساعي الدولية لإعادة هيكلة دور الوكالة وتقليص مسؤولياتها. وفيما يلي أبرز المحاور التي استعرضها التقرير: 1. تجديد