محللون: "فتح" في ذكراها الـ60 تمر في أخطر مراحلها التاريخية

في وقت ما زالت "حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح" تحيي فيه ذكرى مرور ستين عاماً على انطلاقتها، عبر احتفالات ومهرجانات خطابية في الضفة الغربية المحتلة، يؤكد المراقبون أن الحركة تمر اليوم بأخطر مرحلة في تاريخها.

ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن "فتح" انصهرت تماما في أجهزة السلطة الفلسطينية، ومن ثم فهي تتحمل تبعات أداء السلطة الفلسطينية، بل تجد نفسها مضطرة أحيانا للدفاع عن فسادها.

 
ويشير الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مروان الأقرع إلى المراحل التي مرت بها "فتح" منذ انطلاقتها "حيث تبنت الكفاح المسلح كطريق وحيد لتحرير فلسطين، انتهاء بإعلان اتفاق التسوية مع الاحتلال عام 1993 (اتفاقات أوسلو) وعودة قياداتها إلى الضفة الغربية وغزة".
 
وأضاف في حديث مع "قدس برس" أن "ما ميز حركة فتح قبل أوسلو تبنيها الكفاح المسلح وصدامها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى وعدم قدرتها على احتواء تلك الفصائل التي كانت تنافس حركة فتح على تمثيل الفلسطينيين في الداخل والخارج".
 
وتابع "الأمر الآخر هو علاقاتها الصدامية مع الدول العربية التي وُجدت قواتها على أراضيها حيث تردت العلاقة مع الأردن، وحصل صدام دامي حصد آلاف الضحايا، وأدى إلى إغلاق جبهة الأردن التي كانت تؤرق الاحتلال، وتشكل خطراً كبيراً عليه".
 
وأشار إلى أنه "بعد الانتقال إلى لبنان (بعد خروجها من الأردن عام 1970) لم تتعلم حركة فتح من أخطائها، وتدخلت في الشؤون الداخلية اللبنانية، وكانت طرف في الصراعات الداخلية اللبنانية، وخسرت أيضا ساحة لبنان التي كانت مسرحاً لعمليات الحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى".
 
وقال الأقرع إن "28 عاما من عمر الحركة قبل اتفاق أوسلو كان عنوانها الأبرز جر الفلسطينيين إلى معارك جانبية مع الفصائل الأخرى ومع الدول والأحزاب العربية، حيث حرمت المقاومة الفلسطينية من ساحات مهمة في معركتها مع الاحتلال" وفق ما يرى.
 
ولفت إلى أنه "بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 وعودة قيادة الحركة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، تخلت الحركة عن الكفاح المسلح، وحاولت فرض رؤيتها على الفصائل الفلسطينية الأخرى، وهذا ما جعلها في صدام مع هذه الفصائل مجددا، ولم تتعلم من التجارب السابقة".
 
وأكد الأقرع أن "أوسلو شكل نقطة مفصلية في تاريخ الحركة بعد أن تخلت عن الكفاح المسلح، ورهنت مصيرها ومصير الشعب الفلسطيني بالمفاوضات التي بقيت مكانها... وهذا ما جعلها تعيش في مأزق الوُجود في المنطقة الرمادية بين المقاومة وبين التطبيع" على حد تقديره.
 
كما اعتبر أن "علاقة فتح مع السلطة الفلسطينية شكلت مشكلة كبيرة للحركة التي استحوذت على أغلبية الوظائف السياسية والعسكرية والمدنية، وأصبحت فتح أداة بيد السلطة تستحضر من أجل التجييش والتحشيد، وأصبحت خارج إطار اتخاذ القرارات"، وفق الأقرع.
 
وتابع "تأتي انطلاقة فتح، وقد مر 15 شهرا على معركة طوفان الأقصى، حيث غابت عن هذه المعركة بشكل تام باستثناء بعض المجموعات المتمردة على قيادتها، واستخدمت السلطة الفلسطينية حركة فتح في محاربة الحراك الشعبي الداعم لغزة".
 
واستطرد "والأمر الآخر الذي جعل الحركة تعيش في أزمة كبيرة هو تأييدها للسلطة في عمليتها الحالية على مخيم جنين، وحاولت تجنيد أعضائها في حرب شعواء على المقاومة، ما أفقدها من شعبيتها الشيء الكثير، وجعل جل أعضائها يغردون خارج إطارها".
 
ودعا الأقرع حركة "فتح" إلى عقد المؤتمر الثامن "في أقرب وقت ممكن لوضع استراتيجية عمل نضالية تتوافق وطبيعة التحديات والمتغيرات في المرحلة القادمة إقليمياً ودولياً داخل الأرض المحتلة وخارجها تعمل على كافة المسارات".
 
وعلى الصعيد ذاته يؤكد الكاتب والمراقب الفلسطيني، نصر عوض الله أن حركة "فتح" تواجه أزمة كبيرة في بنيتها التنظيمية، وفي سلوكها السياسي وكذلك في قيادتها "وما لم تُحدِث مراجعة لمسيرتها وإصلاحا في مشروعها وعلاقاتها، فلا مستقبل في المدى المنظور".
 
ويرى عوض الله في حديث لـ "قدس برس" أن أزمة فتح خلال السنوات الماضية "كانت بسبب عدم قدرتها على المزاوجة بين المشروع النضالي وبين مشروع السلطة، مع الرهان على عملية سياسية مع إسرائيل، واليوم نحن أمام تراجع على صعيدي السلطة وتوقف كامل للعملية السياسية" بحسب تقديره.
 
ويؤكد أنه ما لم تقم "فتح" بتقييم للمرحلة السابقة وبإصلاح المشروع الوطني ستشهد مزيدا من التراجع والانقسام، حسب اعتقاده.
 
وانطلقت "حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح" في 1 كانون الثاني/يناير 1965، وتعد من أولى حركات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. ارتبطت حركة فتح بقائدها ياسر عرفات حتى وفاته عام 2004. وهي جزء رئيسي من الطيف السياسي الفلسطيني، وأكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
 
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
"صفوة الحفاظ" يختتم فعالياته بمدينة حيفا المحتلة بمشاركة 112 حافظا
يناير 13, 2025
اختتمت مدينة حيفا فعاليات مشروع "صفوة الحفاظ"، الذي شهد إقبالًا واسعًا من مختلف مناطق الداخل الفلسطيني، وتمكن المشاركون فيه من سرد أكثر من 1420 جزءا من القرآن الكريم خلال يوم واحد، ما يعادل أكثر من 47 ختمة. المشروع، الذي انطلق قبل أربعة أشهر، استهدف حفظة القرآن الكريم من مختلف الأعمار والمستويات، ابتداءً من خمسة أجزاء
الصحة بغزة: الاحتلال ارتكب مجزرتين خلال 24 ساعة أدت لارتقاء 19 شهيدا
يناير 13, 2025
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة أن الاحتلال الإسرائيلي ارتكب مجزرتين ضد العائلات في قطاع غزة، وصل منها للمستشفيات 19 شهيدا و 71 إصابة خلال الـ24 ساعة الماضية. وقالت الوزارة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس" -اليوم الإثنين- إنه "لا يزال عددا من الضحايا تحت الركام وفي الطرقات، لا تستطيع طواقم الإسعاف والدفاع المدني الوصول إليهم".
"حماس": ندعو المجتمع الدولي والأمم المتحدة لحماية الأسرى في سجون الاحتلال
يناير 13, 2025
دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، المجتمع الدولي والأمم المتحدة ومؤسساتها، للعمل لحماية الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، ووقف الانتهاكات الفظيعة التي يتعرّضون لها. وقالت الحركة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس" - اليوم الإثنين- إن "الجرائم المستمرة بحق أسرانا في سجون الاحتلال، وعمليات التنكيل والقتل الممنهج التي تنفّذها سلطات الاحتلال الإرهابي بحقهم، والتي كان آخرها
"شعبنا سيحاسبكم"…قياديان فلسطينيان سابقان يرفضان بيان "فتح" ضد المقاومة
يناير 13, 2025
قال الخبير في القانون الدولي، وأحد مؤسسي منظمة التحرير الفلسطينية أنيس القاسم، إن الذي أصدر بيان باسم حركة "فتح" -الأسبوع الماضي- وأدان فيه المقاومة الفلسطينية، يجب أن يكون حذراً لأن فتح المتهم الأول عن توقيع اتفاقية "أوسلو"، التي تعتبر اتفاقية استسلام، ونكبة ثانية بعد نكبة احتلال فلسطين عام 1948. وقال قاسم في تصريحٍ لـ "قدس
أبو عبيدة: مجاهدونا يكبدون العدو خسائر فادحة وسيندحر من غزة خائبا
يناير 13, 2025
أكد أبو عبيدة، الناطق باسم "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" أن الاحتلال مني بخسائر فادحة بفعل ضربات المقاومين، وأنه سيندحر عن شمال قطاع غزة خائبا يجر أذيال الخزي. وقال أبو عبيدة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم الإثنين، "بعد أكثر من 100 يوم على عملية التدمير الشامل والإبادة الجماعية التي ينفذها جيش العدو
إعلام عبري: مقتل 3 جنود وإصابة 10 آخرين في تفجير مبنى شمال قطاع غزة
يناير 13, 2025
قالت وسائل إعلام إسرائيلية، إن ثلاثة جنود قتلوا وأصيب عشرة آخرون، في تفجير المقاومة الفلسطينية لمبنى فيه جنود من لواء "ناحال" شمال قطاع غزة. وذكر موقع/ حدشوت للو تسنزورا/ العبري انهيار مبنى في جنود من لواء ناحال في شمال غزة وأن هناك قتلى ومصابين، ومروحيات الجيش تقوم بعمليات إخلاء إلى المستشفيات. في حين نقلت القناة