محللون: "فتح" في ذكراها الـ60 تمر في أخطر مراحلها التاريخية
رام الله (فلسطين) - قدس برس
|
يناير 8, 2025 4:36 م
في وقت ما زالت "حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح" تحيي فيه ذكرى مرور ستين عاماً على انطلاقتها، عبر احتفالات ومهرجانات خطابية في الضفة الغربية المحتلة، يؤكد المراقبون أن الحركة تمر اليوم بأخطر مرحلة في تاريخها.
ويشير هؤلاء المراقبون إلى أن "فتح" انصهرت تماما في أجهزة السلطة الفلسطينية، ومن ثم فهي تتحمل تبعات أداء السلطة الفلسطينية، بل تجد نفسها مضطرة أحيانا للدفاع عن فسادها.
ويشير الكاتب والمحلل السياسي الفلسطيني مروان الأقرع إلى المراحل التي مرت بها "فتح" منذ انطلاقتها "حيث تبنت الكفاح المسلح كطريق وحيد لتحرير فلسطين، انتهاء بإعلان اتفاق التسوية مع الاحتلال عام 1993 (اتفاقات أوسلو) وعودة قياداتها إلى الضفة الغربية وغزة".
وأضاف في حديث مع "قدس برس" أن "ما ميز حركة فتح قبل أوسلو تبنيها الكفاح المسلح وصدامها مع الفصائل الفلسطينية الأخرى وعدم قدرتها على احتواء تلك الفصائل التي كانت تنافس حركة فتح على تمثيل الفلسطينيين في الداخل والخارج".
وتابع "الأمر الآخر هو علاقاتها الصدامية مع الدول العربية التي وُجدت قواتها على أراضيها حيث تردت العلاقة مع الأردن، وحصل صدام دامي حصد آلاف الضحايا، وأدى إلى إغلاق جبهة الأردن التي كانت تؤرق الاحتلال، وتشكل خطراً كبيراً عليه".
وأشار إلى أنه "بعد الانتقال إلى لبنان (بعد خروجها من الأردن عام 1970) لم تتعلم حركة فتح من أخطائها، وتدخلت في الشؤون الداخلية اللبنانية، وكانت طرف في الصراعات الداخلية اللبنانية، وخسرت أيضا ساحة لبنان التي كانت مسرحاً لعمليات الحركة والفصائل الفلسطينية الأخرى".
وقال الأقرع إن "28 عاما من عمر الحركة قبل اتفاق أوسلو كان عنوانها الأبرز جر الفلسطينيين إلى معارك جانبية مع الفصائل الأخرى ومع الدول والأحزاب العربية، حيث حرمت المقاومة الفلسطينية من ساحات مهمة في معركتها مع الاحتلال" وفق ما يرى.
ولفت إلى أنه "بعد اتفاقية أوسلو عام 1993 وعودة قيادة الحركة إلى الضفة الغربية وقطاع غزة، تخلت الحركة عن الكفاح المسلح، وحاولت فرض رؤيتها على الفصائل الفلسطينية الأخرى، وهذا ما جعلها في صدام مع هذه الفصائل مجددا، ولم تتعلم من التجارب السابقة".
وأكد الأقرع أن "أوسلو شكل نقطة مفصلية في تاريخ الحركة بعد أن تخلت عن الكفاح المسلح، ورهنت مصيرها ومصير الشعب الفلسطيني بالمفاوضات التي بقيت مكانها... وهذا ما جعلها تعيش في مأزق الوُجود في المنطقة الرمادية بين المقاومة وبين التطبيع" على حد تقديره.
كما اعتبر أن "علاقة فتح مع السلطة الفلسطينية شكلت مشكلة كبيرة للحركة التي استحوذت على أغلبية الوظائف السياسية والعسكرية والمدنية، وأصبحت فتح أداة بيد السلطة تستحضر من أجل التجييش والتحشيد، وأصبحت خارج إطار اتخاذ القرارات"، وفق الأقرع.
وتابع "تأتي انطلاقة فتح، وقد مر 15 شهرا على معركة طوفان الأقصى، حيث غابت عن هذه المعركة بشكل تام باستثناء بعض المجموعات المتمردة على قيادتها، واستخدمت السلطة الفلسطينية حركة فتح في محاربة الحراك الشعبي الداعم لغزة".
واستطرد "والأمر الآخر الذي جعل الحركة تعيش في أزمة كبيرة هو تأييدها للسلطة في عمليتها الحالية على مخيم جنين، وحاولت تجنيد أعضائها في حرب شعواء على المقاومة، ما أفقدها من شعبيتها الشيء الكثير، وجعل جل أعضائها يغردون خارج إطارها".
ودعا الأقرع حركة "فتح" إلى عقد المؤتمر الثامن "في أقرب وقت ممكن لوضع استراتيجية عمل نضالية تتوافق وطبيعة التحديات والمتغيرات في المرحلة القادمة إقليمياً ودولياً داخل الأرض المحتلة وخارجها تعمل على كافة المسارات".
وعلى الصعيد ذاته يؤكد الكاتب والمراقب الفلسطيني، نصر عوض الله أن حركة "فتح" تواجه أزمة كبيرة في بنيتها التنظيمية، وفي سلوكها السياسي وكذلك في قيادتها "وما لم تُحدِث مراجعة لمسيرتها وإصلاحا في مشروعها وعلاقاتها، فلا مستقبل في المدى المنظور".
ويرى عوض الله في حديث لـ "قدس برس" أن أزمة فتح خلال السنوات الماضية "كانت بسبب عدم قدرتها على المزاوجة بين المشروع النضالي وبين مشروع السلطة، مع الرهان على عملية سياسية مع إسرائيل، واليوم نحن أمام تراجع على صعيدي السلطة وتوقف كامل للعملية السياسية" بحسب تقديره.
ويؤكد أنه ما لم تقم "فتح" بتقييم للمرحلة السابقة وبإصلاح المشروع الوطني ستشهد مزيدا من التراجع والانقسام، حسب اعتقاده.
وانطلقت "حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح" في 1 كانون الثاني/يناير 1965، وتعد من أولى حركات النضال الفلسطيني ضد الاحتلال الإسرائيلي. ارتبطت حركة فتح بقائدها ياسر عرفات حتى وفاته عام 2004. وهي جزء رئيسي من الطيف السياسي الفلسطيني، وأكبر فصائل منظمة التحرير الفلسطينية.
تصنيفات : أخبار فلسطين الخبر وأكثر