محللون: التبني الثلاثي لعملية قرية "الفندق" رسالة الوحدة الميدانية والرد على حملة السلطة ضد جنين

أكد محللون سياسيون أن التبني الثلاثي المشترك لـ "كتائب القسام" (حماس)، و"سرايا القدس" (الجهاد الإسلامي)، و"كتائب شهداء الأقصى" (فتح)، لعملية إطلاق النار في قرية الفندق بقلقيلية -الإثنين الماضي- شمال الضفة الغربية المحتلة، يحمل دلالات عدة، أبرزها أن المرحلة القادمة ستشهد غليانا في ساحة الضفة، في ظل تعاظم اعتداءات الاحتلال والمستوطنين، واستمرار حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة.

وأشاروا في حديث لـ"قدس برس"، اليوم الأربعاء، إلى أن كون الشهيد جعفر أحمد دبابسة وهو قائد كبير في "كتائب القسام" هو العقلٍ المدبّرٍ للعملية، يشير بما لا يدع مجالا للشك إلى أن "حماس" عادت بقوة للعمل العسكري بالضفة رغم كل ما تعرضت له من محاولات استئصال على مدار العقدين الماضيين وتحديدا بعد عام 2007، الذي سيطرت فيه على قطاع غزة.

كما أن دخول كتائب "شهداء الأقصى" على خط العمل المشترك، يحمل في طياته دعوة لأبناء حركة "فتح" ممن ما زالوا يؤمنون بالمقاومة سبيلا لمواجهة الاحتلال للانخراط فيها، وكذلك رد على الحملة التي تقودها الأجهزة الأمنية الفلسطينية منذ أكثر من خمسة وأربعين يوما ضد مخيم جنين للقضاء على كتيبة جنين تحت اسم "حماية وطن".

ويقول الكاتب والمحلل السياسي فراس ياغي إن "الإعلان يشير بوضوح بأن هناك مسافة بين الميدان وبين القيادات النافذة في مناطق السلطة الفلسطينية، فالعمل المقاوم المشترك بين أهم ثلاث فصائل مقاومة فلسطينية، يؤكد على أن كل الإشاعات حول المقاومة وتوجهاتها وإقحام البعد "الإيراني" لا علاقة له بالحالة الفعلية في الضفة الغربية، وهذا الإعلان عن عملية الفندق سيعقد المشهد الداخلي أكثر خاصة أن شهداء الأقصى التي تُحسب على حركة فتح هي جزء من العملية المشتركة".

وأضاف "اعتقد ان الإعلان هو بداية للعمل المشترك، بحيث يتم التعامل مع المقاومة كجسم واحد رغم تعدد فصائله، ويبدو أن هذا هو البداية لعبور مفهوم الفصائلية ولتصل إلى مرحلة عبور شامل للتنظيمات والتحالف على قضية مركزية واحدة هي مقاومة الاحتلال باعتبارها قضية الشعب الفلسطيني المركزية".

وبشأن ردة الفعل الإسرائيلية، فيرى ياغي أنها "ستكون وفقا لطبيعة المزايدات الداخلية، ففي حين الجيش والأمن يرون الفرق بين توجهات السلطة الفلسطينية وبين هذه الفصائل، سوف يستغل اليمين الصهيوني والمستوطنين وجود شهداء الأقصى كجزء من العملية لتكثيف الهجوم على فتح والسلطة".

عودة حماس بقوة

المختص بالشؤون الإسرائيلية نجيب مفارجة، قال إن "هذا التبني يضع النقاط على الحروف، فعودة فصائل المقاومة للعمل بقوة وبتنسيق مشترك لساحة الضفة الغربية يدلل على وجود التخطيط المدروس والمنظم الذي يتبعه بلاغات عسكرية ووحدة ميدانية على الأرض"، وبرأي مفارجة "فمهما تلقت الفصائل من ضربات، تبقى الأقدر على العمل والتحرك من العمل الفردي، لخبراتها المتراكمة وتجاربها السابقة ووجود كوادر مستعدة للعمل كانت تتنظر الإذن لذلك".

ويلفت إلى أن الفعل المقاوم كان خلال السنوات الماضية محتكر بنسبة كبيرة على من تصفهم إسرائيل بـ"الذئاب المنفردة"، أي العمل الفردي دون وجود خلايا منظمة وأجنحة عسكرية تتبع لحركات تنظيمية، وهذا أمر كان منطقيا في ظل الملاحقة التي كانت تتعرض لها حركات المقاومة.

وأشار إلى أن "ظهور مجموعات تحديدا في شمال الضفة الغربية مثل كتيبة جنين وعرين الأسود وغيرها أسهم في خلق جيل مقاوم كان ينتظر الفرصة السانحة للانخراط في الميدان".

من جهة أخرى "أعادت العملية ما حاول البعض القضاء عليه وهو الوحدة الميدانية على الأرض وهذا رد واضح على ما يجري في جنين من حملة تنفذها السلطة الفلسطينية ضد خلايا المقاومة هناك"، وفق مفارجة، الذي شدد على أن "عودة كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح التي تقود السلطة وتدعم ما يجري في جنين له دلالات كبيرة أيضا".

ويقول "بعيدا عن الخط السياسي للحركة، فإن هذا التبني فيه تحفيز لأبناء فتح ممن ما زالوا يؤمنون بالكفاح المسلح بضرورة تجاوز الخلافات الداخلية والتوحد خلف البندقية في مواجهة المحتل، ومن جهة أخرى يشعل ضوءً أحمر في وجه السلطة الفلسطينية والأجهزة الأمنية وحركة فتح بضرورة اعادة تقييم موقفهم من مجمل الأحداث وتحديدا تلك التي تجري في جنين".

لكن الأهم بنظر مفارجة هي "العمليات النوعية التي تنفذها كتائب القسام مؤخرا، خاصة في ظل الهجمة الشرسة التي تتعرض لها حركة حماس والاغتيالات والاعتقالات التي لم تقفز حتى عن قياداتها التاريخية والسياسية".

ويقول إن "الظروف التي مرت بها حماس على مدار العقدين الأخيرين كانت كفيلة بالقضاء عليها، ولو كانت حركة أخرى واجهت ما واجهته حماس لانتهت سريعا... وبالتالي فإن عملية من هذا النوع تحتاج إلى اجتماعات ولقاءات ورصد وتخطيط ما يعني أن الحركة ما تزال تملك رصيدا لم ينفذ، وسبق ذلك العمليات التي كانت تستهدف مركبات الاحتلال في جنين وطولكرم وتودي إلى قتل الجنود وتفجير الآليات العسكرية، حيث كانت بصمة القسام واضحة فيها".

وختم بالقول: "أتت تلك العملية في أحد أكثر المواقع تعقيداً، الذي تحيط به مجموعة من المستوطنات ونقاط التفتيش لجيش الاحتلال، فضلاً عن وجود منظومة كاميرات مراقبة يتم تطويرها من سلطات الاحتلال، والتعاون الأمني المشترك بين السلطة الفلسطينية وأجهزة استخبارات الاحتلال، ما يؤكد أن الضفة الغربية تغلي، ولن تهدأ قريبا".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
عباس يُعفي دبور من مهامه التنظيمية في لبنان
يوليو 6, 2025
أصدر رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة "فتح"، محمود عباس، قرارًا بإعفاء السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور من مهامه كنائب للمشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان، وذلك بعد سنوات من شغله لهذا المنصب إلى جانب مهامه الرسمية كسفير معتمد لدى الجمهورية اللبنانية. وجاء القرار، الذي كُشف عنه اليوم السبت، موقّعًا من عباس، واستند إلى 
"أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة": وقف إطلاق النار انتصار لتضحيات غزة
يوليو 5, 2025
أصدرت "الأمانة العامة لتكتل أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة" (حركة سياسية تنظيمية تسعى للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية)، بياناً رحبت فيه باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً إياه انتصاراً لتضحيات أهل غزة وصمودهم في وجه آلة الحرب "الإسرائيلية" وتتويجاً لجهاد ومقاومة الشعب الفلسطيني في القطاع. وأكد التكتل دعمه الكامل للموقف الذي أعلنت
مشاهد لإغارة "القسام" على تجمع لآليات الاحتلال بخان يونس
يوليو 5, 2025
عرضت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مشاهد لإغارة مقاتليها على تجمع لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي واستهداف دبابتين بطريقة "العمل الفدائي" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد الإغارة على تجمع لجنود وآليات الاحتلال حيث قاموا باستهداف دبابتي (ميركافا) بعبوتي شواظ بطريقة "العمل الفدائي" واستهداف ناقلة جند بقذيفة (الياسين 105) والاشتباك مع قوة
بيانات تأييد الفصائل لـ"حماس".. ما دلالاتها السياسية والميدانية؟
يوليو 5, 2025
أجمعت فصائل فلسطينية بارزة على دعم موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تعاطيها مع المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد توالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، لتؤكد أن موقف "حماس" لا يعكس اجتهادًا فرديًا، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الجامع لحماية الحقوق الوطنية والتصدي
مستوطنون يقتحمون البلدة القديمة في الخليل
يوليو 5, 2025
اقتحم عدد من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وكان مستوطنون قد أقدموا صباح اليوم السبت على إقامة بؤرة استيطانية فوق "جبل الجمجمة" في مدينة حلحول شمال الخليل والتي تعد القمة الأكثر ارتفاعا في الضفة المحتلة، حيث نصبوا غرفا متنقلة ورفعوا العلم "الإسرائيلي" فوقها. ويُعد "جبل الجمجمة"
"حماس": على العالم التحرك لوقف مجازر "الإبادة" في غزة
يوليو 5, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "المجازر اليومية المستمرة في كافة مناطق قطاع غزة، وارتقاء عشرات الشهداء جراء غارات جيش الاحتلال على الأحياء السكنية وخيام النازحين ومراكز الإيواء ونقاط انتظار المساعدات إمعان في حرب الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال". ودعت "حماس" في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها،