عملية الاحتلال في جنين.. إرضاء لليمين وهروب من الفشل في غزة

أكد كُتاب ومحللون سياسيون، الثلاثاء، أن "عملية الاحتلال العسكرية في مخيم جنين تحمل العديد من الدلالات السياسية، وفي مقدمتها رغبة نتنياهو بإرضاء كل من بن غفير وسموترتش والتيار المتطرف في حكومته بعد توقيعه صفقة التبادل الأخيرة مع حماس والتهدئة في غزة".
وقال الكاتب والمحلل السياسي سليمان بشارات إن هذه العملية تحمل العديد من الدلالات وإن كان عنوانها على أنها عملية عسكرية أمنية، إلا أنها تحمل أهدافا وأبعادا سياسية بالدرجة الأولى ضمن ثلاثة أبعاد أساسية، أولها المرتبط بالاتفاق الذي وقع ما بين سمو ترتش وبنيامين نتنياهو لتمرير صفقه غزة.
وبحسب بشارات، فإنه "كان واضحا وجليا أن نتنياهو وافق على واحدة من مطالب سموترتش المتمثلة بتنفيذ عملية عسكرية بالضفة الغربية ليضمن بقاءه في الحكومة، وهو الآن يستجيب له في هذا الإطار وبالتالي هي مغازلة سياسية للداخل الإسرائيلي وبالتحديد لتيار الصهيونية الدينية والقاعدة الشعبية للتيار الصهيونية الدينية".
وعن الهدف والدلالة الثانية قال بشارات: "إسرائيل معنية بتعزيز رؤيتها فيما يتعلق بالضفة الغربية ومستقبل الضفة الغربية والمتمثل بتهيئة الأجواء في الضفة الغربية لحاله الضم وحالة السيطرة الإسرائيلية وهذا الامر هو ضمن الرؤية الإسرائيلية منذ عدة سنوات التي تعمل عليها والتي ترغب اسرائيل في تتويجها في المرحلة المقبلة لتكون على شكل قرار سياسي واضح في هذا الاتجاه".
ونبه بشارات إلى أن "الاحتلال من خلال عمليته هذه أيضا يرغب بنفي أي معاني أو مظاهر للسيادة الفلسطينية في الضفة الغربية".
وتابع: "ربما الإجراءات التي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي وصعدها منذ عدة أسابيع وشهور وتوجهها خلال الأيام الماضية من تعزيز والدفع به كل هذه الوحدات العسكرية إلى الضفة الغربية والإغلاقات وعرقلة المواصلة ما بين المدن الفلسطينية هي كواحدة من هذه الإجراءات وتجليات هذه المرحلة لهذا السبب".
وختم: "باعتقادي هذه العملية العسكرية هي كما قلت عمليه ذات أهداف سياسية واضحة وجلية وإن تبريرها كعملية عسكرية هو فقط بهدف احداث حالة من الزخم وشرعية ما يقوم به الاحتلال تحت مبرر البعد الأمني وليس الأهداف السياسية هذا هو باعتقاد هذه الدلالات الأساسية وهذا ما يرغب بأن يحققه الاحتلال الاسرائيلي في هذه المرحلة".
الناشط والكاتب السياسي مروان القبلاني أكد بانّ هذا الهجوم بداية مرحلة جديدة في الضفة الغربية عنوانها الابرز الضغط المستمر على المقاومة عسكريا عبر الاقتحامات المتكررة والاغتيال والضغط على الحاضنة الشعبية المؤيدة للمقاومة في عموم الضفة الغربية عبر التدمير، والحصار، والتجويع، والاعتقال.
بالتزامن مع هذا الهجوم يقول قبلاني: "هناك هجوم منظم اخر تقوم به مليشيا المستوطنين بحماية جيش الاحتلال يستهدف القرى والبلدات الفلسطينية حيث يعربدون ويحرقون البيوت والممتلكات ويصادرون الاراضي."
وبحسب قبلاني فإن هذا الضغط المشترك من قبل جيش الاحتلال ومليشيا المستوطنين هدفه ترهيب الفلسطينيين وإجبارهم على مغادرة ارضهم وتركها لقمة سائغة بحيث يتحقق ما وعدهم به ترامب.
وأنهى قبلاني حديثه بالقول: "أمام هذا الواقع الخطير الذي نحياه في الضفة الغربية لا بد من تضافر الجهود من أجل حماية المواطنين الفلسطينيين في مدنهم وقراهم...فجيش الاحتلال وميليشياته لا يفرق بين فلسطيني وفلسطيني فالجميع يتعرض للقتل والحصار والدمار."
ورأت الكاتب والناشطة السياسية انتصار العواودة بانّ عملية جنين هي استكمال لحرب الإبادة والتهجير للشعب الفلسطيني، وتأتي بإذن من امريكا ودعمها لتحقيق عملية الضم للضفة الغربية.
وشددت العواودة خلالها حديثها لقدس برس بان الفشل الذي مني به جيش العدو في غزة يشكل حافز للإيغال في دماء اهل الضفة وجنين البطولة تحديدا.
وأكدت العواودة بان ما جرى في جنين يدلل على حجم التنسيق الأمني الحاصل بين السلطة وأجهزة امن الاحتلال وتابعت:" يأتي الهجوم اليوم على مخيم جنين بعد حصار طويل من السلطة الفلسطينية وقتال مستمر بين أجهزتها والمقاومين، مما يؤكد ان التنسيق الأمني بين السلطة والاحتلال في اقوى حالاته".
وبدأت قوات الاحتلال الإسرائيلي بعد ظهر اليوم الثلاثاء، عملية عسكرية كبيرة استهدفت مخيم جنين للاجئين شمال الضفة الغربية في الوقت الذي كانت أجهزة امن السلطة تحاصره منذ ما لا يقل عن 40 يوم.
واسفرت العملية العسكرية وحتى لحظة اعداد هذا التقرير وكما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية، عن ارتقاء 8 شهداء واصابة اكثر من 35 شخص تم نقلهم إلى مستشفى جنين الحكومي جراء قصف الاحتلال على جنين شمالي الضفة الغربية.
وأكدت مصادر محلية أن طائرة "أباتشي" أطلقت رصاص من العيار الثقيل على مخيم جنين، وأن قوات خاصة تابعة للاحتلال حاصرت أحد المنازل في منطقة "الجابريات" جنوب غرب جنين.
ودفع جيش الاحتلال الإسرائيلي بتعزيزات عسكرية إلى مدينة جنين، وأعلن عن بدء عملية عسكرية فيها.
وأفادت إذاعة جيش الاحتلال الإسرائيلي ببدء عملية عسكرية في جنين بغارة جوية لطائرة مسيرة استهدفت عدة بنى تحتية، وستعمل قوات كبيرة من الجيش، بما في ذلك الوحدات الخاصة، والشاباك، وحرس الحدود، في أنحاء جنين في الأيام المقبلة.
وتصعد قوات الاحتلال من جرائمها واقتحاماتها لمدن الضفة الغربية منذ انطلاق معركة "طوفان الأقصى" في السابع من تشرين الأول/أكتوبر عام 2023، بالتزامن مع عدوان واسع ومدمر على قطاع غزة للعام الثاني على التوالي، والذي أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات آلاف الفلسطينيين معظمهم من النساء والأطفال.