رائد السعدي ومحمد الطوس..يتنسمان الحرية بعد أكثر من 3 عقود في سجون الاحتلال

من المقرر أن يتحرر اليوم من سجون الاحتلال الإسرائيليّ، الأسير القائد رائد السعدي (57 عاماً) من بلدة السيلة الحارثية/ جنين شمالي الضفة الغربية، والمعتقل منذ عام 1989، وهو أقدم أسير في محافظة جنين.
وتعرض السعدي للمطاردة والاعتقال منذ بداية انتفاضة عام 1987، وحكم عليه الاحتلال لاحقا بالسّجن المؤبد مرتين و20 عاما، وهو يعد من الأسرى الفاعلين في سجون الاحتلال على مستويات عدة، وله أثر كبير بين رفاقه الأسرى، وكتب رواية (أمي مريم الفلسطينية).
والسعدي من الأسرى القدامى المعتقلين قبل توقيع اتفاقية "أوسلو"، وعددهم ما قبل هذا اليوم 21 أسيراً بعد استشهاد الأسير القائد وليد دقة، إضافة إلى 11 من الأسرى المعاد اعتقالهم الذين اعتقلوا قبل توقيع اتفاقية أوسلو، وأفرج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار"، وأعيد اعتقالهم مجددا عام 2014.
وخلال سنوات اعتقاله فقدَ السعدي والدته وشقيقه، ووالده الذي فقد بصره خلال السنوات الأخيرة، ولم يعد قادراً على زيارته.
وفي رسالة سابقة وجهها الأسير السعدي بعد دخوله عامه الـ 35 في سجون الاحتلال قال فيها: أشتاق لأبي؛ ولرؤية بريق عينيه الذي اختطف منها نظره وهو يبكي حزناً وكمداً، أشتاق لتربة أمي؛ أن أقف على قبرها معتذراُ على عمر أمضته جالسة على عتبة الدار، ومع كل حركة تنادي اسمي على أمل أن أكون أنا، أشتاق لإخوتي وأخواتي ولأبنائهم الذين لا أعرف عنهم سوى الاسم والصورة.
كما سيتنسم الأسير محمد الطوس (67 عاما) من قرية الجبعة قضاء مدينة بيت لحم، الحرية، حيث يحمل لقب عميد الأسرى الفلسطينيين.
واعتقل الطوس في شهر أكتوبر من العام 1985 على خلفية مقاومته للاحتلال وانتمائه لحركة "فتح"، وأُصيب في حينها إصابات بليغة، وقد حكم الاحتلال عليه بالسّجن مدى الحياة.
ويعد الطوس من المعتقلين القدامى منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، وعددهم اليوم 21 أسيراً، بعد ارتقاء الشهيد وليد دقة العام الماضي، إلى جانبهم 11 معتقلا من محرري "صفقة وفاء الأحرار" المعاد اعتقالهم والذين كانوا معتقلين منذ ما قبل توقيع اتفاقية أوسلو، وجرى تحريرهم عام 2011 ثم أعيد اعتقالهم عام 2014، وأبرزهم الأسير نائل البرغوثي.
وخلال سنوات اعتقاله، واجه الطوس عمليات تنكيل وانتقام على المستويات كافة، فعدا عن الإصابات الخطيرة التي تعرض لها خلال عملية اعتقاله برصاص قوات الاحتلال، والتحقيق الطويل والقاسي معه، هدم الاحتلال منزل عائلته ثلاث مرات، كما رفض الاحتلال الإفراج عنه في كافة صفقات التبادل والإفراجات التي تمت على مدار سنوات اعتقاله، إلى جانب رفاقه من المعتقلين القدامى وكان آخرها عام 2014، حينما رفض الاحتلال الإفراج عن الدفعة الرابعة من المعتقلين القدامى في حينه وهو من بينهم.
وبعد عام على رفض الاحتلال الإفراج عنه، تفاقم الوضع الصحي لزوجته ودخلت في غيبوبة لمدة عام كامل، إلى أن توفيت عام 2015 دون أن يتمكن من وداعها.
ومن المنتظر الإفراج عن قائمة الأسرى الفلسطينيين اليوم في الدفعة الثانية والتي تشمل 120 أسيرا من ذوي المؤبدات، و 80 أسيرا من أصحاب الأحكام العالية والسماح بعودة الفلسطينيين النازحين من جنوب قطاع غزة إلى شماله.
وكانت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، قد سلمت -اليوم السبت- أربع أسيرات مجندات بجيش الاحتلال للصليب الأحمر وسط تجمع فلسطيني حاشد.