مشعل: غزة رمز النضال الوطني وستظل رافعة للحرية والعودة
أكد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشعل، أن غزة جسّدت رمزية النضال الوطني الفلسطيني، وستظل رافعة للحرية والعودة، مشددًا على أن دماء شهدائها باتت "دينًا" في أعناق الفلسطينيين جميعًا.
جاء ذلك خلال كلمة ألقاها مشعل اليوم الأربعاء في مهرجان تكريم الأسرى المحررين في القاهرة، حيث هنّأ الأسرى المحررين المبعدين إلى مصر ، معتبرًا أن تحريرهم جاء بفضل تضحيات الشهداء وصمود غزة، التي شكلت نموذجًا للمقاومة والتحدي.
تحرير الأسرى ثمرة للتضحيات
وخاطب مشعل الأسرى المحررين قائلًا: "لقد تنسّمتم عبق الحرية وأمجادها، وهذا الإنجاز ما كان ليتحقق لولا تضحيات الشهداء الذين قدموا أرواحهم في سبيل الحرية". كما ترحّم على عدد من قادة المقاومة الذين استشهدوا، مؤكدًا أن دماءهم ستبقى مشعلًا يضيء طريق التحرير.
معركة طوفان الأقصى.. زلزال في المنطقة
ووصف مشعل معركة "طوفان الأقصى" بأنها "زلزال اجتاح المنطقة وبعث الأمل في التحرير"، مؤكدًا أن هذه المعركة غيّرت الكثير من المفاهيم وأعادت القضية الفلسطينية إلى الواجهة الدولية. وأضاف أن غزة جسّدت جميع الرموز الوطنية، من الأرض والهوية إلى حق العودة والقدس والمسجد الأقصى، مشيرًا إلى أن عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله هي خطوة في مسار تحقيق العودة الكبرى.
غزة والتحديات القادمة
وشدد مشعل على أن غزة لها "دين عظيم" في أعناق الفلسطينيين، داعيًا إلى دعمها في مرحلة الإغاثة والإعمار. وقال: "غزة قدّمت التضحيات من أجلنا، وما زالت صامدة، ترفع الراية ولم تنكسر"، مطالبًا بتعزيز صمودها وإعادة إعمارها لتعود أقوى مما كانت.
وأشار إلى أن الضفة الغربية، وخصوصًا القدس، ما زالت ساحة للصراع، حيث يواصل الاحتلال عدوانه في جنين ونابلس وطولكرم، مؤكدًا أن قوى المقاومة لن تترك غزة وحدها، بل ستواصل دعمها، تزامنًا مع مواجهة العدوان في الضفة الغربية.
الوحدة الوطنية.. الطريق إلى النصر
أكد مشعل أن تحقيق النصر يتطلب وحدة وطنية حقيقية تقوم على التمسك بالحقوق الثابتة والتوافق على السياسات والبرامج الوطنية، مضيفًا: "كل الفلسطينيين أصحاب تاريخ نضالي مشرف، ولا فضل لأحد على الآخر".
كما شدد على ضرورة تعزيز المقاومة في الضفة الغربية، داعيًا إلى تبني خطط إبداعية لمواجهة الاحتلال وإفشال مخططاته، مشيرًا إلى أن "الطوفان الذي أطلقته غزة يستحق طوفانًا نضاليًا وسياسيًا يرسّخ الوحدة الوطنية ويحقق أهداف التحرير والعودة".
كسب التأييد الدولي وإسقاط الهيمنة الصهيونية
وأوضح مشعل أن معركة "طوفان الأقصى" كشفت للعالم بشاعة الاحتلال الإسرائيلي، وأسهمت في تعزيز التأييد الدولي للقضية الفلسطينية، قائلًا: "رغم التضحيات الكبيرة التي قدمناها، فإن التأثيرات الاستراتيجية لهذه المعركة كانت عظيمة، وأثبتت أن زمن هيمنة الصهاينة قد ولّى".
دعوة الأمة للمشاركة في مشروع التحرير
ودعا مشعل الأمة العربية والإسلامية إلى إعادة ترتيب أولوياتها والانخراط في مشروع تحرير فلسطين، مؤكدًا أن النصر لن يتحقق بجهود الفلسطينيين وحدهم، بل بجهود الجميع، مضيفًا: "المستقبل هو لعصر الأمة، والقدس، وفلسطين الحرة".
وبدأ سريان وقف إطلاق النار في قطاع غزة في 19 يناير/كانون الثاني الجاري، ويستمر في مرحلته الأولى لمدة 42 يومًا، يتم خلالها التفاوض للانتقال إلى مرحلة ثانية، ثم ثالثة، بوساطة مصرية وقطرية وبرعاية الولايات المتحدة.
وخلال الفترة الممتدة بين 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 و19 يناير/كانون الثاني 2025، ارتكبت قوات الاحتلال، بدعم أمريكي، مجازر مروعة في قطاع غزة، أودت بحياة نحو 159 ألف شهيد وجريح فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، فيما تجاوز عدد المفقودين 14 ألف شخص، في واحدة من أسوأ الكوارث الإنسانية في العصر الحديث.
