الإفراج عن عدد من معتقلي دعم المقاومة في الأردن وظهور آخرين في اعترافات مصورة

شهد ملف معتقلي دعم المقاومة الفلسطينية في الأردن تطورات دراماتيكية خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية، تمثّلت في الإفراج عن عدد منهم، وظهور آخرين في اعترافات مصورة بثّتها الجهات الرسمية الأردنية.
ففي صباح اليوم الثلاثاء، أفرجت دائرة المخابرات العامة عن المعتقلين حسام أبو حماد ويعقوب غانم، بعد قضائهما فترات تراوحت بين شهر وشهرين في مركز التوقيف التابع للدائرة في العاصمة عمّان.
وبُعيد الإفراج عنهما، أعلنت المخابرات الأردنية عن كشف "مخططات" لمجموعات مكوّنة من 16 شخصًا، كانت تعتزم تصنيع صواريخ وطائرات مسيّرة، وأنها أعدّت لذلك عدّة مخازن وورش تصنيع "لاستخدامها في أغراض غير مشروعة"، وفق بيان رسمي. أعقب ذلك مؤتمر صحفي لوزارة الإعلام الأردنية أكّد ما ورد في بيان المخابرات، واتّهم جماعة الإخوان المسلمين بـ"التورط في هذا المخطط".
وفي وقت لاحق من نفس اليوم، بثّت قناة "المملكة" الرسمية مقطعًا مصورًا ظهر فيه ثلاثة من المعتقلين المتهمين بدعم المقاومة الفلسطينية، وهم: معتصم الغانم، وعبد الله هشام، ومحسن الغانم. وتحدّثوا في الفيديو عن سفرهم إلى لبنان لتعلُّم تصنيع هياكل الصواريخ، وتخزينهم لمواد متفجرة، وتلقيهم تمويلًا ماليًا لشراء وتخزين هذه المواد.
وصرّح أحد المعتقلين الظاهرين في المقطع، وهو محسن الغانم، بتلقّيه مبلغًا ماليًا من أحد أفراد جماعة الإخوان المسلمين في الأردن، وهو ما أعقبه إطلاق حملة إعلامية اتّهمت الجماعة بالتورّط في "مخططات تمسّ أمن البلاد".
وعُرض لاحقًا تسجيل مصوّر ثانٍ، ظهر فيه عدد آخر من المعتقلين لدى المخابرات بتهم مماثلة، وهم: عبد العزيز هارون، وخضر عبد العزيز، وأنس أبو عواد، ومبروك الحوامدة، وعلي قاسم. وأشارت المخابرات في التسجيل إلى أن هؤلاء ينتمون إلى مجموعتين تعملان على تجنيد الأفراد وتصنيع الطائرات المسيّرة.
تجدر الإشارة إلى أن "منصة دعم" – وهي جهة إعلامية تتابع أوضاع معتقلي دعم المقاومة في الأردن – كانت قد نشرت في وقت سابق تقارير حول اعتقال كل من عبد الله هشام ومعتصم غانم منذ عدة أشهر، وأكدت أن السلطات منعت زيارات الأهل ولقاء المحامين، إلى أن ظهر الاثنان في المقطع المصور الأخير.
ولا يزال عشرات من المواطنين الأردنيين موقوفين في مراكز التوقيف بتهم تتعلق بدعم المقاومة الفلسطينية، من أبرزهم: إبراهيم جبر، وحذيفة جبر، وأحمد عايش، ومحمد الطويل، وآخرون تربطهم السلطات بأنشطة عسكرية لدعم المقاومة في الضفة الغربية.
وفي ردها على ما ورد في المقطع المصور والمؤتمر الصحفي، أصدرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا أكّدت فيه أن "كل ما تم تداوله إعلاميًا، سواء في المؤتمر الصحفي أو في التصريحات اللاحقة، يعبّر عن تصرفات فردية لا علاقة للجماعة بها، ولا تمثلها بأي شكل".
وشدّدت الجماعة في بيانها على أن "المرحلة تتطلب وعيًا وطنيًا صادقًا، وتكاتفًا مسؤولًا، وترسيخًا للوحدة الوطنية، وتمتين الجبهة الداخلية على قاعدة المصالح العليا للوطن، بعيدًا عن محاولات التشويه أو التخوين، وحملات التحريض التي لا تخدم الأردن، بل تستهدف استقراره، خاصة في ظل التحديات والمخاطر التي تهدد البلاد، والساعية لتصفية القضية الفلسطينية على حسابه، من خلال مشاريع التهجير والوطن البديل".
يُذكر أن الحراك الشعبي الأردني الرافض للعدوان على غزة، والذي انطلق مع بدء معركة "طوفان الأقصى" وشن الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة على القطاع، ما زال مستمرًا، وتعدّ الحركة الإسلامية، ممثلة بجماعة الإخوان المسلمين، أحد أبرز مكوّناته.