"كتائب الأقصى" تشارك في احتفالات "فتح" بانطلاقتها.. ما هي الرسائل والأبعاد؟
شهدت العديد من المخيمات الفلسطينية في لبنان، خلال الأيام الماضية مشاركة عسكرية واسعة في فعاليات إحياء الذكرى الـ 58 لانطلاقة حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
وشارك ضمن تلك الفعاليات، مجموعات مسلحة من الشبان الذين حملوا شعار "كتائب شهداء الأقصى" الجناح المسلح لحركة "فتح"، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تدلل على رغبة الحركة في إعادة تنظيم صفوفها في الساحة اللبنانية، إضافة إلى تأكيدها على عدم تخليها عن المقاومة المسلحة كخيار قائم.
ويقول قائد "كتائب شهداء الأقصى" اللواء منيح المقدح، المقيم في مخيم "عين الحلوة" جنوب لبنان، إن تشكيل حكومة فاشية جديدة للاحتلال بزعامة بنيامين نتنياهو "جعلنا نقف عند مسؤولياتنا، وعليه تم التوافق على إعادة تفعيل كتائب شهداء الأقصى ومجالسها العسكرية في الداخل والشتات، وهي بذلك تبني شرعيّتها من ميثاق الكفاح المسلح" وفق قوله.
وأضاف المقدح في حديث مع "قدس برس" أنه "إزاء ما تشهده الأراضي الفلسطينية المحتلة، من تصاعد في وتيرة جرائم الاحتلال والمستوطنين.. يستدعي ذلك منّا الوقوف صفاً واحداً في الداخل والخارج من أجل تعزيز قوّة المقاومة المسلحة من جديد".
وأشار إلى أن "هذا الظهور العسكري لشهداء الأقصى في لبنان، فيه رسالة مفادها التمسك بخيار المقاومة والكفاح المسلح في مواجهة المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة، وأيضاً لقطع الطريق على هذا المشروع في تنفيذ مخططاته لتوطين الفلسطينيين وشطب حق العودة".
واعتبر المقدح، أن عودة "كتائب شهداء الأقصى" إلى الساحة "يُشكّل أحد أهم التطورات المتشائمة التي تقلق جيش الاحتلال والأجهزة الأمنية التابعة له".
وعلى الصعيد ذاته، قال الكاتب والباحث في الشؤون الفلسطينية في لبنان، عصام الحلبي، إن "ظهور كتائب شهداء الأقصى من جديد في الداخل والخارج، يعيد إلى الأذهان أن العمل المقاوم يشكل ركناً أساسياً من أدبيات وفكر ممارسة حركة فتح".
واعتبر الحلبي في حديث مع "قدس برس" أن "حركة فتح لم تتخلّ يوماً عن النضال العسكري والكفاح المسلح" مشيرًا إلى أن "العمل العسكري قد يخبو ويضعف أحياناً، ويستعر ناراً حارقة على المحتل حيناً آخر، وذلك وفق الظروف والمعطيات" على حد قوله.
وشدد على أن حركة فتح "كانت وما زالت تؤمن بوحدة الشعب الفلسطيني وترابطه في كافة أماكن تواجده، رغم الفواصل والتباعد الجغرافي".
وقال إن حركة "فتح" بدأت في "استنهاض أُطرها التنظيمية في كافة الساحات، وخاصة في الساحات المحيطة بفلسطين، وبنفس الوقت عملت على تنظيم جسمها وكوادرها ومناضليها عسكرياً، بانتظار الوقت الذي ستلبي فيه كافة الأطر وعلى مساحة الوطن والشتات نداء القدس والأقصى" على حد قوله.
وتأسست "كتائب شهداء الأقصى" كحركة فلسطينية مسلحة، مع اندلاع انتفاضة الأقصى الثانية في 28 أيلول/سبتمبر عام 2000، ومن بعدها اعتبرت الجناح العسكري لـ "حركة التحرير الوطني الفلسطيني - فتح" وقد حملت عدة أسماء مختلفة مثل (العاصفة والفهد الأسود والصقور) قبل أن تحمل اسمها الحالي بشكل نهائي، فيما تم إعلان اللواء منيح المقدح كقائد لتلك الكتائب.
وفي المسار الفكري والعملي تتبنى "كتائب شهداء الأقصى" المبادئ الأساسية لحركة "فتح" باعتبار الكفاح المسلح استراتيجية وليس تكتيك.