صحيفة عبرية تشكك بنجاح عملية جيش الاحتلال في شمال الضفة الغربية

شككت صحيفة عبرية في نجاح عملية جيش الاحتلال في القضاء على المقاومة الفلسطينية في شمال الضفة الغربية المحتلة، والتي أطلق عليها اسم "الجدار الحديدي" لافتة إلى أن الجيش فشل في وقف المقاومة في الضفة الغربية على مدار عامي 2023 و2024.
وقالت صحيفة /جيروزاليم بوست/ العبرية، إنه منذ السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023، استشهد أكثر من 850 فلسطينيًا في الضفة الغربية على يد قوات الاحتلال الإسرائيلي، كما اعتقلت قوات الاحتلال أكثر من 6000 فلسطيني ونفذت أكثر من 120 غارة جوية على مناطق متفرقة من الضفة الغربية.
وأضافت أنه "في أغسطس/ يوليو 2023، شنت قوات الاحتلال عمليات عسكرية موسعة في جنين وامتدت إلى أجزاء أخرى من شمال الضفة الغربية، مضيفة أنه رغم تراجع المقاومة لفترة قصيرة بعد تلك العمليات، عادت موجة العمليات الفدائية سريعًا، مما دفع جيش الاحتلال لشن عملية عسكرية جديدة في 21 كانون ثاني/ يناير 2025، وهي الثالثة من نوعها في أقل من عامين، إلى جانب الغارات الليلية تقريبًا التي يشنها منذ مارس/آذار 2022.
وتساءلت الصحيفة: كيف تختلف هذه العملية عن العمليات السابقة، وهل قد يعني هذا أن الجيش الإسرائيلي لن يحتاج إلى تنفيذ عملية كبرى أخرى في غضون ستة أشهر؟.
وقالت الصحيفة: إن الجيش يزعم أنه خلال هذه العملية الأخيرة تمكن من قتل أكثر من 50 فلسطينيًا، بينهم نحو 35 في جنين وطولكرم، إضافة إلى اعتقال أكثر من 100 شخص وتنفيذ 15 غارة جوية.
لكن هذه الأرقام تبدو وكأنها قطرة في دلو مقارنة بإحصائيات الحرب الشاملة، والدليل على ذلك أن المقاومة استمرت بل ووجدت مجندين جدداً، وعادت إلى الظهور، فما الذي قد يشير إلى أن هذه الظاهرة لن تتكرر مرة أخرى بعد عملية الجدار الحديدي.
وأشارت الصحيفة إلى أن الجيش يستنسخ عملياته العسكرية في غزة على الضفة الغربية، ويستخدم تكتيكات أكثر صرامة تعلمها من غزة، اعتقادا منه أنه من خلالها يمكن ردع أكبر المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية. والآن، بعد مرور نحو أسبوعين على العملية، أعلن الجيش أنه سيظل موجوداً في جنين وغيرها من المواقع لفترة أطول. وهذا قد يعني وجوداً أطول كثيراً في المنطقة، وهو ما فعله الجيش الإسرائيلي إلى حد ما في غزة.
وقالت الصحيفة: إنه إذا كان الغرض من إطالة فترة الإقامة هو القبض على المزيد من الفلسطينيين، أو الردع، أو إنشاء البنية الأساسية اللازمة للعودة إلى ما يشبه الحياة الطبيعية بمجرد سحب الجيش لقواته، فهذا لن يكون، مشيرة إلى الحقيقة المؤلمة وهي أن العمليتين الأخيرتين للجيش والهجوم الحالي وقعا جميعاً بعد فترة وجيزة من وقوع عمليات فدائية فلسطينية كبيرة، مما يعني أن نجاح هذا النهج ليس مضمونًا".
وأكدت أن غياب حل دبلوماسي شامل أو تكثيف الاحتلال لوجوده العسكري، فإن موجات العمليات الفلسطينية سوف تعود بعد فترة وجيزة من إنهاء جيش الاحتلال لهذه الجولة الأخيرة.
يشار إلى أن جيش الاحتلال الإسرائيلي وسّع منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 عملياته بمناطق الضفة الغربية، بما فيها القدس المحتلة، ما أسفر عن استشهاد أكثر من 900 فلسطيني، وإصابة نحو 6700، واعتقال 14 ألفا و300، وفق معطيات فلسطينية رسمية.