البرازيل.. استمرار التظاهر دعما لغزة وتنديدا بجرائم الاحتلال في الضفة الغربية

شهدت مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل) مساء الأحد، مظاهرة حاشدة دعماً لغزة وضرورة إغاثتها العاجلة، وتنديداً بجرائم الاحتلال المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة.
وانطلقت المظاهرة في قلب المدينة الاقتصادية، حيث تجمع المتظاهرون حاملين أعلام فلسطين والمقاومة، ورافعين شعارات تؤكد دعمهم للقضية الفلسطينية. وردد المشاركون هتافات تطالب بالحرية لفلسطين، معبرين عن تضامنهم مع الشعب الفلسطيني في ظل ما اعتبروه "إبادة جماعية".
وشهدت المظاهرة مشاركة حزب "القضية العمالية" البرازيلي وعدد من الأحزاب الأخرى، والنشطاء البرازيليين والعرب، حيث تجمعوا في مسعى لإيصال صوتهم المطالب بإنهاء عدوان الاحتلال الإسرائيلي على جنين بالضفة الغربية، والإفراج عن جميع الأسرى الفلسطينيين. وقد حمل المشاركون لافتات مكتوب عليها شعارات مثل "نصر المقاومة" و"حرية لفلسطين"، مما يعكس دعمهم الثابت للقضية الفلسطينية وإدانتهم لانتهاكات وجرائم دولة الاحتلال.
من جهته قال، محمد القادري، أحد مؤسسي "جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني في البرازيل" (مستقلة)، إن "النزول إلى الشارع جاء للاحتفال بانتصار المقاومة الفلسطينية في غزة، وللتنديد بجرائم الاحتلال المتصاعدة في الضفة الغربية المحتلة. نعم، الحرب توقفت في غزة، ولكننا بتنا نرى وجهاً آخر لها في الضفة المحتلة".
وأضاف القادري، وهو أحد المنظمين للفعالية والمتحدثين فيها، خلال حديثه لـ"قدس برس"، أن "التضامن مع الشعب الفلسطيني لن يتوقف حتى نيله لحقوقه كافة، حقه في أرضه ودولته. لذلك سنستمر في نضالنا وتظاهرنا حتى يعلم العالم أجمع أن الشعب الفلسطيني لديه حقوق ويستحق أن تكون له دولة حرة".
وفي هذا السياق، أشار القادري إلى أن "العالم كان يصف (إسرائيل) بأنها الديمقراطية الوحيدة في الشرق الأوسط، لكن الآن شاهدوا بأنها الدولة الوحيدة البربرية في المنطقة، وأصبح العالم يعرف حقيقتها الإجرامية وإبادتها للشعب الفلسطيني منذ 76 عاماً".
وأكد القادري على أن "استمرار التظاهر مهم لأنه يمثل أداة حقيقية للضغط على الحكومات، لأنها عندما ترى هذه الحشود، فإنها مجبرة بلا شك على الاهتمام الأكبر بالقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، إذ لا يمكن لحكومة أن تتجاهل مطالب شعبها، وهذه المطالب اليوم في مقدمتها فلسطين".
وحول سؤالنا عن موقف الحكومة البرازيلية وجهودها فيما يتعلق بفلسطين، قال القادري: "لا يخفى على أحد أن الحكومة البرازيلية ورئيس البلاد، لولا دا سيلفا، كان أول من اعترف عالمياً بأن ما يحدث في فلسطين هو جريمة إبادة جماعية". وأضاف: "كان لهذا التصنيف والاعتراف أهمية كبيرة ليس فقط على مستوى البرازيل بل على مستوى العالم. لقد بدأ الكثير من المسؤولين في مختلف الحكومات يتحدثون عن ذلك".
وأكد القادري أن "الشعب البرازيلي لم ولن يكتفِ بموقف الحكومة البرازيلية ورئيسها مما حدث في غزة. نحن ننتظر من الحكومة البرازيلية أن تقطع علاقاتها مع (إسرائيل) بالكامل وعلى جميع المستويات".
وشدد القادري على أن "فلسطين ستكون حرة، وسيتمكن الشعب الفلسطيني من العودة والعيش في بلاده بحرية. هذا هو حلمنا وحلم الأحرار حول العالم، وسيتحقق قريباً".
يُذكر أن "جبهة الدفاع عن الشعب الفلسطيني (مستقلة)" تأسست عام 2008 في ساو باولو، وهي تجمع للعديد من المؤسسات البرازيلية والفلسطينية المتضامنة مع فلسطين، لتكون صوت التضامن مع الشعب الفلسطيني في البرازيل، وفق القائمين عليها.
ويُشار إلى أن محكمة برازيلية، أصدرت في كانون الثاني/يناير، أمرا عاجلا للشرطة بتوقيف أحد جنود جيش الاحتلال الإسرائيلي، والتحقيق معه بتهم تتعلق بارتكابه جرائم في غزة، بناء على شكوى جنائية تقدمت بها ذات المؤسسة الحقوقية.
وكان الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قد صرح خلال كلمته في قمة "المدن الحضرية" (U20)، التي عُقدت في تشرين الثاني/ نوفمبر، على هامش قمة العشرين (G20) في ريو دي جانيرو، إن " ثلثا قطاع غزة أحد أقدم المدن الحضرية في التاريخ (4000 قبل الميلاد)، دُمر بسبب القصف العشوائي. كما أن 80 بالمئة من منشآته الصحية لم تعد موجودة، وتحت أنقاضه يرقد أكثر من 40 ألف شخص فقدوا حياتهم". وأضاف: "لن يتحقق السلام في العالم ما لم يتحقق السلام في غزة