خطة لبناء حي استيطاني جديد في "حي الشيخ جراح" بالقدس المحتلة

كشفت وسائل إعلام عبرية أن سلطات الاحتلال تمضي قدمًا في خططها لبناء حي استيطاني يهودي جديد في حي الشيخ جراح بالقدس المحتلة، وهو المشروع الذي من المرجح أن يؤدي، في حال تنفيذه، إلى إخلاء السكان الفلسطينيين الحاليين.

ووفقًا لصحيفة /تايمز أوف إسرائيل/ العبرية، اليوم الخميس، يتضمن المشروع، الذي قدمته "سلطة تطوير القدس" التابعة لحكومة الاحتلال، بناء نحو 316 وحدة استيطانية في الحي، الذي أصبح نقطة صراع محتدمة بين المستوطنين الإسرائيليين والسكان الأصليين من الفلسطينيين في القدس المحتلة.
 
مزاعم الاحتلال بشأن ملكية الأرض
وزعمت سلطات الاحتلال أن الأرض التي تقوم عليها المنازل الحالية اشترتها عائلات يهودية في نهاية القرن التاسع عشر، ثم صادرتها السلطات الأردنية بعد حرب عام 1948.
 
لكن منظمات حقوق الإنسان تؤكد أن خطط بناء هذه الأحياء تحمل طابعًا عنصريًا وتمييزيًا، حيث لا يتمتع السكان الأصليون من الفلسطينيين بالحقوق نفسها في استعادة الأراضي في الأجزاء الغربية من القدس المحتلة. كما يشير الحقوقيون إلى أن الموافقات على مشاريع الإسكان الفلسطينية في شرقي القدس نادرة للغاية، مما يؤدي إلى تفاقم أزمة السكن بالنسبة للفلسطينيين في المدينة، في مقابل توسع المستوطنات اليهودية.
 
تفاصيل مشروع "نحلات شمعون" الاستيطاني
وبحسب المخططات التي وضعتها سلطات الاحتلال، سيتم بناء 15 مبنى استيطانيًا في المنطقة التي أُطلق عليها اسم "نحلات شمعون"، رغم أن بعض المباني الجديدة ستُشَيَّد فوق مبانٍ قائمة، نظراً لأهميتها التاريخية.
 
وسيُحَدَّد ارتفاع المباني فوق الأبنية القائمة بحيث يتراوح بين أربعة إلى ستة طوابق، فيما خُصصت قطعة أرض لبناء برج سكني مؤلف من 30 طابقًا. كما تشمل الخطط شقّ شوارع جديدة لزيادة إمكانية وصول المستوطنين إلى الحي.
 
ومن المتوقع تقديم المشروع في شهر آذار/مارس المقبل، إيذانًا ببدء الخطوات الأولى للموافقة على التخطيط.
 
وضع السكان الفلسطينيين ومخاطر الإخلاء
وفقًا لمنظمة "عير عميم" اليسارية الإسرائيلية، التي تدافع عن التخطيط العادل وحقوق الفلسطينيين في القدس المحتلة، فإن السكان الفلسطينيين الحاليين في المنطقة يُعتبرون مستأجرين دائمين، ويتمتعون بوضع محمي بموجب أحكام قضائية. إلا أن مشاريع "التجديد الحضري" تتيح للسلطات إمكانية إخلاء حتى المستأجرين المحميين، رغم أن الدولة قد تكون ملزمة بتوفير مساكن بديلة لهم.
 
وأوضحت المنظمة أن هناك 40 عائلة فلسطينية مهددة بالإخلاء من الجزء المستهدف من "حي الشيخ جراح"، المعروف حاليًا باسم "أم هارون"، وهي منطقة تواجه منذ عام 1971 جهودًا متواصلة للإخلاء من قبل الجمعيات الاستيطانية التي تزعم ملكيتها للأرض.
 
وقال الباحث في عير عميم، أفيف تاتارسكي إنه "على مدى عقود، وبرغم الصعوبات كلها، قاوم سكان أم هارون (حي الشيخ جراح) المحاولات الإسرائيلية العدوانية لإخلائهم من منازلهم وحيّهم لصالح المشروع الاستيطاني الإسرائيلي".
 
موضحا أن الخطة الجديدة التي تبادر إليها حكومة الاحتلال "تُعدّ هجومًا آخر على الوجود الفلسطيني في القدس، خاصة ضد حي الشيخ جراح، الذي تنوي السلطات محوه واستبداله بمستوطنة جديدة".
 
وأضاف أن هذه الخطوة تأتي ضمن سياسة عنصرية أوسع تهدف إلى تحقيق التفوق اليهودي وطرد الفلسطينيين من القدس.
 
مشروع استيطاني آخر في الشيخ جراح
وتمت الموافقة في كانون ثاني/يناير الماضي على مشروع آخر لبناء مدرسة دينية يهودية من 11 طابقًا، ثلاثة منها تحت الأرض، في الشيخ جراح.
 
وسيقام المبنى على أرض فلسطينية صادرتها سلطات الاحتلال تحت ذريعة "الاحتياجات العامة"، بحسب منظمة "عير عميم"، حيث يقع المشروع مقابل مسجد الشيخ جراح.
 
التمييز القانوني ضد الفلسطينيين
وأقر برلمان الاحتلال (الكنيست) في عام 1970 "قانون الشؤون القضائية والإدارية"، الذي سمح للمستوطنين اليهود الذين يدّعون امتلاك أراضٍ في شرقي القدس قبل 1948 باستعادتها.
 
إلا أن هذا القانون لم يُطبق على الفلسطينيين الذين فقدوا ممتلكاتهم خلال الحرب ذاتها، مما أتاح للإسرائيليين فقط إمكانية استرداد ممتلكاتهم المزعومة، فيما حُرم الفلسطينيون من الحق نفسه.
 
وعقب احتلال مناطق شرق القدس عام 1967، بدأت إسرائيل بتنفيذ مخططات تهويد المدينة، وتقليص الوجود الفلسطيني فيها. وخلال الحكم الأردني، كانت مساحة القدس الشرقية نحو 6.5 كيلومترات مربعة، لكن إسرائيل ضمت إليها مساحات واسعة من الضفة الغربية، لتصل مساحتها اليوم إلى 72 كيلومترًا مربعًا.
 
وشرعت سلطات الاحتلال قانونًا خاصًا لضمّ القدس وفرض السيادة الإسرائيلية عليها، إضافة إلى سلسلة قوانين وإجراءات لمصادرة الأراضي الفلسطينية، تحت ذرائع مثل "المصلحة العامة"، و"أملاك الغائبين"، و"أملاك يهودية"، و"المحميات الطبيعية"، ما أدى إلى سيطرة الاحتلال على 87 بالمئة من مساحة القدس الشرقية.
 
تصاعد النشاط الاستيطاني في ظل الحكومة الحالية
منذ تشكيل الحكومة الإسرائيلية الراهنة قبل ثلاثة أعوام برئاسة بنيامين نتنياهو، وهي ائتلاف يضم أحزابًا يمينية متطرفة، صعّدت السلطات الإسرائيلية من أنشطتها الاستيطانية في الأراضي الفلسطينية المحتلة.
 
وتعتبر الأمم المتحدة الاستيطان الإسرائيلي غير قانوني، وتدعو بلا جدوى إلى وقفه، محذرة من أنه يقوض فرص حل الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي وفق مبدأ "حل الدولتين"، الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية إلى جانب إسرائيل.
 
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
مركز حقوقي: الاحتلال يستخدم "التعطيش" لجعل غزة غير قابلة للحياة
مارس 23, 2025
قال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان (حقوقي مستقل)، إن "الاحتلال الإسرائيلي يستخدم التعطيش سلاحاً لتحويل قطاع غزة إلى مكان غير قابل للحياة". وحذر في بيان له السبت من "كارثة إنسانية غير مسبوقة تهدد حياة الفلسطينيين عبر حرمانهم من مصادر المياه النظيفة والآمنة". وأوضح أن "الاحتلال الإسرائيلي يواصل استخدام التعطيش وقطع المياه كجزء من جريمة الإبادة الجماعية،
"حماس" تنعى صلاح البردويل عضو مكتبها السياسي
مارس 23, 2025
ودّعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، فجر اليوم الأحد، عضو مكتبها السياسي، صلاح البردويل الذي اغتاله الاحتلال بقصف خيام النازحين في خانيونس جنوبي قطاع غزة، مؤكدة أن "دماءه وقود لمعركة التحرير والعودة". وأوضحت في بيان تلقته "قدس برس"،  أن "الشهيد البردويل، عضو المكتب السياسي للحركة والنائب في المجلس التشريعي، اغتاله الاحتلال أثناء قيامه ليل الثالث والعشرين
برلين.. تظاهرة تضامن مع غزة
مارس 22, 2025
شهدت العاصمة الألمانية برلين، السبت، تظاهرة للتضامن مع فلسطين وتنديدا بعدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة. وشارك في التظاهرة، التي دعت إليها جمعيات فلسطينية في برلين، مئات الأشخاص، الذين تجمعوا في ميدان ليوبولد بحي فيدينغ. وردد المتظاهرون هتافات ضد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، ورفعوا لافتات كتب عليها شعارات من قبيل: "لا للحرب والاحتلال في
الحيّة: نؤكد ضرورة إلزام الاحتلال بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار
مارس 22, 2025
أكّد رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في قطاع غزة خليل الحيّة، "ضرورة إلزام الاحتلال بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار"، مشددا على "التزام المقاومة بالاتفاق، وتحليها بالمرونة الكاملة للتوصل لوقف إطلاق النار شامل، وتبادل للأسرى، وانسحاب الاحتلال من قطاع غزة". وناقش خلال لقائه وزير الخارجية التركية هاكان فيدان في العاصمة أنقرة، اليوم السبت، آخر التطورات السياسية
تفاعل اللاجئين الفلسطينيين في لبنان مع غزة.. تضامن رغم المعاناة
مارس 22, 2025
منذ اندلاع عدوان الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة، لم يكن اللاجئون الفلسطينيون في لبنان بعيدين عن المشهد، بل كانوا في قلبه، مجسّدين وحدة المصير والهوية رغم عقود من اللجوء والتهميش. فقد هبّ أبناء المخيمات الفلسطينية في لبنان من شماله إلى جنوبه نصرةً لغزة، معبرين عن تضامنهم بأشكال مختلفة، من المظاهرات والمسيرات، إلى حملات التبرع والمساعدات،
شكوى في لاهاي ضد 8 "إسرائيليين" بتهمة التحريض على "الإبادة الجماعية"
مارس 22, 2025
قدم المحامي الفرنسي "الإسرائيلي" أومر شاتز، شكوى للمحكمة الجنائية الدولية (مقرها هولندا)، ضد 8 (إسرائيليين) بتهمة "التحريض على الإبادة الجماعية". ومن وجهة نظر شاتز، فإن "(الإبادة الجماعية) يمكن أن تحدث أيضا من خلال جعل الظروف المعيشية صعبة ولا يمكن تحمّلها، كالتجويع، وعرقلة دخول المساعدات الإنسانية، وقصف المستشفيات". وقام شاتز مع طلابه في معهد الدراسات السياسية