خبير يحذر من مخطط تصفية القضية الفلسطينية

اسطنبول (تركيا) - قدس برس
|
فبراير 8, 2025 11:35 ص
حذر الخبير في الشأن الأمريكي، توفيق طعمة، من أن الإدارة الأمريكية الجديدة بقيادة دونالد ترامب تسير على النهج نفسه الذي وضعته إدارة سلفه جو بايدن، مشيرًا إلى أن هذا التوجه يهدف إلى تنفيذ مخطط تصفوي للقضية الفلسطينية، عبر تهجير الشعب الفلسطيني من قطاع غزة.
وأكد طعمة أن "المشروع الاستعماري الصهيوني المدعوم من الولايات المتحدة يشكل خطرًا وجوديًا على الفلسطينيين". وشدد في حديث مع "قدس برس" على أن "هناك خيارات لمواجهته، أبرزها تعزيز الوحدة الوطنية الفلسطينية".
واعتبر أن ما وصفه بـ "تفرد السلطة الفلسطينية وحركة فتح بالقرار السياسي، خاصة بعد اتفاق أوسلو، كان له دور في تدهور الأوضاع الحالية، ما يستدعي توحيد الصف الفلسطيني، بما في ذلك إشراك حركة حماس، لإفشال المخططات التصفوية".
وأشار إلى أن رفض رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي لإدارة شؤون غزة ساهم في تعميق الأزمة، معتبرًا أن "تفرده بالقرار أضر بالقضية الفلسطينية".
ودعا الدول العربية إلى "اتخاذ مواقف عملية ضد المخطط الأمريكي - الإسرائيلي"، مؤكدًا أن "البيانات الإعلامية وحدها لا تكفي، بل يجب ترجمتها إلى خطوات ملموسة، مثل عقد جلسة لمجلس التعاون الإسلامي وممارسة ضغوط في مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة".
تصريحات ترامب العسكرية: تهديدات جدية أم استعراض سياسي؟
وبشأن التهديدات الأمريكية بإرسال قوات إلى غزة، وصف طعمة تصريحات ترامب بأنها "كلام فارغ"، مستبعدًا أي تدخل عسكري أمريكي مباشر، نظرًا لفشل إسرائيل في القضاء على المقاومة الفلسطينية، رغم أكثر من عام من الحرب.
وأوضح أن أي تدخل أمريكي سيواجه مقاومة شرسة، وسينتهي بسقوط جنود أمريكيين، مما سيؤدي إلى تأجيج الشارع الأمريكي ضد إدارة ترامب.
وأكد طعمة أن التعامل مع تهديدات ترامب يجب أن يكون بجدية، لافتًا إلى ضرورة الاستعداد لأي احتمال، حيث إن المواجهة الحقيقية قد تحدث في غزة، وستؤدي خسائر الأمريكيين إلى تداعيات سياسية كبيرة داخل الولايات المتحدة.
أما عن موقف الأردن ومصر، فقد أشار إلى أنهما مرتبطان بمعاهدات سلام واتفاقيات اقتصادية وأمنية مع إسرائيل، فضلًا عن اعتمادهما على المساعدات الأمريكية، التي تُقدر بحوالي ملياري دولار سنويًا لمصر، ونحو مليار وخمسمئة مليون دولار للأردن. واعتبر أن "هذه الدول لن تتمكن من معارضة المشروع الأمريكي بشكل جدي، بسبب خوفها من الضغوط الاقتصادية والسياسية".
من جهته، قال المحلل السياسي الأمريكي جوناثان فريدلاند، في مقال له بصحيفة /ذا غارديان/، إن مقترح ترامب بتهجير سكان غزة وتحويلها إلى "ريفييرا الشرق الأوسط" تحت السيطرة الأمريكية يُعد خطوة مثيرة للجدل، وأثار انتقادات واسعة النطاق. وأشار إلى أن هذا المقترح قد يؤدي إلى زعزعة استقرار المنطقة وتقويض جهود السلام الحالية.
وتعكس تصريحات ترامب الأخيرة بشأن غزة مزيجًا من التهديدات السياسية والعسكرية، حيث يلوّح بإمكانية التدخل العسكري وفرض حلول قسرية على الفلسطينيين. ومع ذلك، يرى محللون أن هذه التهديدات قد تكون جزءًا من استراتيجية الضغط، وليس بالضرورة خطوات قابلة للتنفيذ، خاصة في ظل تعقيدات المشهد الإقليمي وصعوبة تحقيق أهداف إسرائيل في القطاع.
في المقابل، يظل الموقف الفلسطيني رافضا لأي محاولات لفرض واقع جديد بالقوة، مؤكدًا على أهمية المقاومة والوحدة الوطنية في مواجهة أي مخطط لتصفية القضية الفلسطينية.
تصنيفات : أخبار فلسطين الحرب على غزة