صناعة البلاستيك المقوى كبديل للزجاج تلقى رواجاً واسعاً في غزة

تسبب العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في أضرار بالغة للواجهات الزجاجية، سواء في المنازل أو مركبات النقل، إذ لم يخَل بيت أو مركبة من تهشم زجاجها جراء القصف الإسرائيلي.
وتسير أغلب المركبات في غزة حالياً بلا نوافذ زجاجية؛ فقد أزالها أصحابها لتمكينهم من رؤية الطريق. وكان البديل إما تركيب أغطية من النايلون للتقليل من حجم الانعكاس الذي تُحدثه أشعة الشمس، أو إزالتها نهائياً، وهو النمط السائد لدى أغلب سائقي المركبات.
كان القطاع يضم مصنعاً وحيداً لصناعة الزجاج في مخيم المغازي بوسط القطاع، لكنه تعرض لقصف أدى إلى تدميره بشكل كامل، مما رفع أسعار الزجاج نظراً لقلة معروضه. وفي هذا السياق، لجأ المهندس أحمد كحيل إلى صناعة بلاستيك مقوى ليكون بديلاً عن الزجاج.
أشار كحيل في حديث له لـ"قدس برس" إلى أنه تمكن من تعديل خواص البلاستيك ليصبح أكثر قوة في العزل الحراري والهوائي، من خلال مضاعفة سمكه ليصل إلى نحو 4 ملم. وفي نفس الوقت، راعى خواصه ليصبح أكثر ليونة بإضافة ألياف الزجاج، مما أكسبه شفافية تتيح رؤية واضحة للسائق.
وأضاف: "في البداية، قمنا بعدة تجارب على بعض المركبات، وأخذنا بعين الاعتبار الملاحظات التي قدمها السائقون من ناحية السطوع ونسبة الرؤية، فقمنا بالأخذ بهذه الملاحظات."
وتابع لاحقاً قائلاً: "قمنا بالإعلان عن انطلاق المشروع لكافة المركبات، حيث قمنا بتغيير الواجهات الأمامية والخلفية والجانبية لمركبات تابعة لمنظمات دولية مثل 'أونروا' و'يونيسيف'، وكذلك مركبات الإسعاف، بالإضافة إلى مركبات السائقين وباصات النقل والشاحنات التجارية."
وبعد أن لاقت هذه الفكرة انتشاراً واسعاً في غزة، لجأ أهالي القطاع الذين تضررت نوافذ منازلهم إلى تركيب بديل الزجاج، إذ بات هذا الخيار الوحيد المتبقي لهم في ظل عدم توفر الزجاج وارتفاع أسعاره بما لا يُمكن للكثيرين تحمله.
يُذكر أن العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، الذي استمر بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، أسفر عن استشهاد وإصابة نحو 160 ألف فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء، إلى جانب أكثر من 14 ألف مفقود. كما تضرر 330 ألف منزل، منها 60 ألفاً تضرر بشكل كلي، وتعرضت 823 مسجدًا للتدمير الكلي، بالإضافة إلى 214 مقرًا حكوميًا، و491 مدرسة وجامعة، و136 مركبة إسعاف، و60 ألف مركبة وسيارة.