وفد من "المنتدى اللاتيني الفلسطيني" يبحث في برازيليا تعزيز الدعم البرلماني لفلسطين

أجرى وفد من "المنتدى اللاتيني الفلسطيني" وهو مؤسسة مستقلة مقرها ساو باولو، زيارة رسمية إلى مجلس النواب البرازيلي في العاصمة برازيليا، حيث التقى عدداً من البرلمانيين من أحزاب مختلفة، بينهم أعضاء من "حزب العمال" (PT) و"حزب الاشتراكية والحرية" (PSOL)، وذلك لبحث سبل تعزيز التضامن مع فلسطين وتنسيق الجهود البرلمانية لدعم الحقوق الفلسطينية.
وضم الوفد وفق بيان تلقته "قدس برس"، رئيس المنتدى، محمد القادري، حيث قدم عرضاً حول إنجازات المنتدى خلال عام 2024، وأبرزها حشد أكثر من 52 نائباً من أمريكا اللاتينية للمشاركة في "مؤتمر برلمانيون لأجل القدس" الذي انعقد في إسطنبول، إلى جانب حشد أكثر من 100 شخصية أخرى للمشاركة في فعاليات دولية حول القضية الفلسطينية، بالتنسيق مع مؤسسات إقليمية ودولية.
وشدد القادري خلال اللقاء على أهمية توحيد المواقف البرلمانية في أمريكا اللاتينية لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، في ظل التحديات المتزايدة على الساحة الدولية. كما ناقش الوفد الاستعدادات لعقد مؤتمر دولي يجمع برلمانيي أمريكا اللاتينية، ,يهدف إلى تنسيق التحرك السياسي والدبلوماسي نصرة لفلسطين، وتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، لا سيما المجازر في قطاع غزة، والتي دخلت شهرها السادس عشر، إلى جانب بحث آليات دعم القطاع المحاصر إنسانياً وإغاثياً، خاصة من جانب الحكومة البرازيلية.
بدورهم أكد عدد من النواب دعمهم الكامل للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره وإقامة دولته المستقلة، حيث شارك في اللقاء زعيم كتلة "حزب العمال" (PT) في المجلس، ليندبيرغ فارياس، إلى جانب النواب جوليانا كاردوسو ونيلتون تاتو عن الحزب ذاته، فيما مثل "حزب الاشتراكية والحرية" (PSOL) كل من ساميا بومفيم، وجلوبر براغا، ولوسياني كافالكانتي، وتشيكو ألينكار.
وأعرب النواب عن اهتمامهم بالمشاركة الفاعلة في المؤتمر البرلماني المرتقب، مشددين على ضرورة تعزيز التعاون بين برلمانيي أمريكا اللاتينية لاتخاذ مواقف مؤثرة لصالح فلسطين في المحافل الدولية.
وتأتي هذه الزيارة، وفق البيان، استكمالاً لجولة نفذها المنتدى في عدة دول بأمريكا اللاتينية لحشد التضامن البرلماني والشعبي مع فلسطين، حيث زار وفده سابقاً كلاً من كولومبيا وفنزويلا، ويستعد لمواصلة جولته في الأشهر المقبلة لتشمل دولاً أخرى في القارة.
وتتزامن هذه التحركات مع تزايد الاهتمام بالقضية الفلسطينية في أمريكا اللاتينية، حيث تتبنى العديد من الأحزاب التقدمية مواقف أكثر وضوحاً في دعم حقوق الفلسطينيين، وسط دعوات متزايدة لتكثيف الجهود الدبلوماسية والبرلمانية لمناصرة القضية الفلسطينية على المستوى الدولي.
من جهته، قال رئيس "المنتدى اللاتيني الفلسطيني"، محمد القادري، إن "زيارة مجلس النواب البرازيلي كانت ذات أهمية كبيرة، حيث إن بعض النواب كانوا على دراية بالمنتدى، لكن الغالبية لم يكونوا كذلك، وكان من الضروري تعريفهم بأعمالنا وإبراز جهود المنتدى في دعم القضية الفلسطينية على المستوى البرلماني".
وأضاف في تصريحات لـ"قدس برس"، أن "الزيارة لم تقتصر فقط على التعريف بالمنتدى، بل شملت أيضاً عقد اجتماعات مع العديد من البرلمانيين من مختلف الأحزاب، وهو ما يعزز من جهود التنسيق البرلماني لصالح فلسطين".
وأكد القادري أن "هذه اللقاءات البرلمانية تساهم في توحيد المواقف الداعمة لفلسطين داخل البرازيل وأمريكا اللاتينية، لا سيما في ظل التحديات المتزايدة التي تواجهها القضية الفلسطينية على المستوى الدولي"، مشيراً إلى أن المنتدى عمل خلال الفترة الماضية على حشد الدعم السياسي من خلال مشاركة نواب من القارة اللاتينية في مؤتمرات عالمية داعمة لفلسطين، ومنها المؤتمر السنوي الذي انعقد في إسطنبول بتنظيم من "برلمانيون لأجل القدس".
وأوضح أن "مشاركة النواب البرازيليين في المؤتمر الدولي للبرلمانيين في إسطنبول أحدثت ردود فعل قوية داخل البرلمان البرازيلي، حيث أبدى عدد من النواب رغبتهم في المشاركة، لكنهم لم يتمكنوا من الاستعداد في الوقت المناسب، إلا أن ذلك عزز من وعيهم بالدور الذي يقوم به المنتدى لتقوية العلاقة بين البرلمانات اللاتينية والقضية الفلسطينية".
وأشار القادري، إلى أن "الخطوات القادمة تشمل مواصلة الزيارات البرلمانية، وإجراء محادثات مع مختلف النواب من جميع الأحزاب، وإعادة إحياء الجبهة البرلمانية لدعم فلسطين، التي فقدت زخمها في الفترة الأخيرة"، مضيفاً: "علينا العمل مجدداً على هذا الملف لضمان استمرار الحراك البرلماني الداعم لفلسطين".
وتابع: "جهودنا لا تقتصر على البرلمان البرازيلي فقط، بل تمتد إلى برلمانات أخرى في أمريكا اللاتينية، وقد قمنا بزيارات إلى عدة دول في القارة، وكانت لها أهمية كبيرة. كما تلقينا دعوات لزيارة برلمانات أخرى بهدف تعزيز التضامن البرلماني مع فلسطين".
وأشار القادري إلى أن المنتدى يدرس حالياً "إمكانية تقديم موعد انعقاد مؤتمر برلمانيي أمريكا اللاتينية الداعمين لفلسطين ليُعقد في نوفمبر المقبل بدلاً من نهاية العام"، مشدداً على أن هذا المؤتمر سيكون منصة هامة لتنسيق الجهود السياسية والدبلوماسية من أجل فلسطين، وتسليط الضوء على الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة، خاصة مع استمرار المجازر في قطاع غزة منذ أكثر من 16 شهراً.
كما لفت إلى أن "المنتدى ناقش خلال اجتماعاته في برازيليا سبل دعم قطاع غزة على الصعيد الإنساني والإغاثي، لا سيما من خلال الجهود التي يمكن أن تقدمها البرازيل في هذا الإطار".
وعلى صعيد المواقف اللاتينية، قال القادري، إن "أمريكا اللاتينية تلعب دوراً محورياً في دعم القضية الفلسطينية، فقد شهدت الفترة الأخيرة مواقف حاسمة من عدة دول، مثل كولومبيا التي قطعت جميع علاقاتها مع إسرائيل، بما في ذلك وقف تصدير الفحم إليها، إلى جانب مواقف قوية من تشيلي وبوليفيا وفنزويلا".
وأكد القادري، أن "دور أمريكا اللاتينية أساسي في إدانة الجرائم الإسرائيلية في غزة، وتعزيز حملات المقاطعة (BDS)، ووقف التعاملات التجارية مع الاحتلال، مما قد يحقق نتائج إيجابية لصالح فلسطين والقارة اللاتينية وحتى القارة الأمريكية ككل".معتبراً أن "هذا التوجه قد يمتد تأثيره ليشمل مناطق أخرى، وربما يصل إلى أوروبا أيضاً، في ظل تزايد الإدانات الدولية للعدوان الإسرائيلي المستمر على الفلسطينيين".
وكان الرئيس البرازيلي، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، قد عبّر في شباط/ فبراير الماضي عن رفضه لرغبة الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في السيطرة على قطاع غزة وتهجير سكانه. ووصف دا سيلفا، طموحات ترامب التوسعية وتهديداته بأنها "تبجح غير مبرر"، مشددًا على أن "لا يمكن لأي دولة، مهما كانت أهميتها، أن تحارب العالم بأسره طوال الوقت.. هذا أمر لا يمكن لأي إنسان أن يفهمه." مؤكداً أن "الفلسطينيين هم من يتعين عليهم الاهتمام بغزة."