خبير بالشأن "الإسرائيلي": لا مؤشرات توحي بإمكانية العودة إلى الحرب

قال الخبير في الشأن "الإسرائيلي" عزام أبو العدس، الثلاثاء، إن "فكرة العودة إلى الحرب في قطاع غزة على غرار سابقتها ضعيفة".
وأضاف أبو العدس، أن "المؤشرات جميعها في الداخل الإسرائيلي توحي بأن ورغم كل التصريحات التي تخرج على لسان رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بنيته العودة للحرب على غزة، إلا أنه "لو أراد فعلا ذلك لعاد إليها منذ اليوم الأول بعد انتهاء المرحلة الأولى من الاتفاق".
وأشار إلى أن "التصريح خرج على لسان رئيس وزراء إسرائيل السابق (إيهود باراك)، بأن كل تصريحات نتنياهو هي مجرد تهديد، ولن يستطيع العودة إلى الحرب مباشرة".
وتابع أبو العدس أن "نتنياهو مضطر لإتمام فترة الحكومة كاملة في حال موافقته على ميزانية إسرائيل التي ستصدر عن وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريش في نهاية الشهر الحالي، وهذه الميزانية لم تذكر أي بند طارئ عن العودة إلى الحرب".
وأكمل أن "استطلاعات الرأي قالت إن 60% من الإسرائيليين مع الصفقة وإنهاء الحرب".
وطرح أبو العدس سؤالا "في حال قرر نتنياهو العودة إلى الحرب، هل الجيش الإسرائيلي قادر الآن على القتال، لا سيما في ظل التصعيد الإسرائيلي في كل من سوريا ولبنان، إضافة إلى العدوان المتعاظم في الضفة الغربية، والحد من سيطرة السلطة الفلسطينية والعمل على استبدالها تدريجيا، كل هذا يشير إلى عدم قدرة اسرائيل الحالية على العودة إلى الحرب".
ويعتقد المختص أن كل تصريحات وتهديدات نتنياهو ما هي إلا لرفع سقف التفاوض بشكل كبير مع حماس، "وفي أشد الحالات يمكن لنتنياهو أن يقوم بقصف جوي على القطاع، وحصار بري، والسيطرة المحدودة على بعض المناطق، من أجل استنزاف المقاومة، ومحاولة تركيع المدنيين الفلسطينيين".
وعقب قائلا "هذا السيناريو ضعيف، لأن الأصوات في الداخل الإسرائيلي التي تطالب بفتح لجنة تحقيق أصبحت عالية جدا، لا سيما مع نشر تحقيقات الجيش الاسرائيلي المرعبة، بالتزامن مع الفكر السياسي الذي يحاول نقله نتنياهو داخل المجتمع الإسرائيلي: التهرب من المسؤولية والمساءلة".
أما في الجهة المقابلة، قال أبو العدس إن حماس متمسكة بقراراتها بشكل صريح وواضح، وهي مصرة على الدخول للمرحلة الثانية من الاتفاق مع الاحتلال.
وكانت وسائل إعلام عبرية، قالت إن "تل أبيب تعتزم العودة للحرب في قطاع غزة خلال عشرة أيام إذا لم تواصل حركة حماس إطلاق سراح الأسرى الإسرائيليين". وقالت القناة 12 الخاصة نقلاً عن مصادر سياسية لم تسمها: "قررت القيادة السياسية الإسرائيلية أنه إذا لم تستمر حماس في إطلاق سراح المختطفين، فإن الجيش الإسرائيلي سيعود إلى القتال بحلول نهاية الأسبوع المقبل على أبعد تقدير".
وأضافت: "رغم طلب الوسطاء من الإسرائيليين الانتظار بضعة أيام أخرى لاستنفاد المحادثات مع حماس، يبدو أنه لا يوجد أي اختراق".
ومطلع آذار/مارس الجاري، انتهت المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار في غزة رسمياً والتي استغرقت 42 يوماً منذ سريانها في 19 يناير/ كانون الثاني الماضي، من دون موافقة إسرائيل على الدخول في المرحلة الثانية وإنهاء الحرب.
ويريد رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو تمديد المرحلة الأولى من صفقة التبادل للإفراج عن أكبر عدد ممكن من الأسرى الإسرائيليين في غزة، من دون تقديم أي مقابل لذلك أو استكمال الاستحقاقات العسكرية والإنسانية المفروضة في الاتفاق خلال الفترة الماضية، وذلك إرضاء للمتطرفين في حكومته. بينما ترفض حركة حماس ذلك، وتطالب بإلزام إسرائيل بما نص عليه اتفاق وقف إطلاق النار، وتدعو الوسطاء للبدء فوراً بمفاوضات المرحلة الثانية بما تشمله من انسحاب إسرائيلي من القطاع ووقف الحرب بشكل كامل.