التحالف الوطني البلجيكي ينظم وقفة تنديدا باستمرار الإبادة الجماعية في غزة
طالب التحالف الوطني البلجيكي الحكومة البلجيكية والاتحاد الأوروبي بتحمل مسؤوليتهم واتخاذ خطوات ملموسة لوقف الإبادة الجماعية في قطاع غزة بحق الأطفال والمدنيين، ومحاسبة قادة الاحتلال الإسرائيلي المذنبين بارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الشعب الفلسطيني.
جاء ذلك خلال وقفة احتجاجية نظمها التحالف البلجيكي من أجل فلسطين أمام مقر وزارة الخارجية البلجيكية في العاصمة بروكسل، شارك فيها المئات من المواطنين والمتضامنين من جاليات مختلفة.
واستنكرت الأحزاب البلجيكية المشاركة في الوقفة افشال الاحتلال الإسرائيلي لاتفاق بنود وقف اطلاق النار مع المقاومة الفلسطينية في غزة، من أجل تنفيذ مصالح شخصية لرئيس وزراء الاحتلال ووزير حربه، في الحكومة الاسرائيلية المتطرفة.
مطالبات بطرد السفير الإسرائيلي في بروكسل، ووضع حد للإبادة الجماعية في غزة
وطالب المحتجون بالإسراع في خطوات ملموسة للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي و تجميد كافة الاتفاقيات و العلاقات التعاونية والتجارية مع حكومة الحرب الاسرائيلية على كافة المستويات طالما أنها تنتهك القانون الدولي وتواصل الإبادة الجماعية ضد الشعب الفلسطيني بغزة.
وفي تصريح صحفي لـ"قدس برس" اليوم الخميس قال منسق الجالية الفلسطينية في بلجيكا حمدان الضميري، إن "رسالتنا اليوم التي تسلم للخارجية البلجيكية تطالب بلجيكا والاتحاد الأوروبي باختصار الانتقال من بيانات الشجب والاستنكار المكررة ومواقف الاعراب عن الخوف والقلق في صفوف المدنيين".
وأضاف الضميري أن "ما يجري في قطاع غزة والضفة الغربية، هو إبادة جماعية بحق الشعب الفلسطيني تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وتهجير الفلسطينيين بل وفرض التهجير عليه وأوضح الضميري أنه يجب الانتقال من مواقف الاعراب عن القلق والانتقال للخطوات الملموسة".
وأكد أن "الاتحاد الأوروبي يتملك الكثير من أوراق الضغط على الحكومة الإسرائيلية أولها اقتصاديا، وسياساً، لأنها الشريك الأول على التبادل التجاري ومن ثم الغاء اتفاق الشراكة بين الاتحاد الأوروبي والحكومة الإسرائيلية واستدعاء السفير البلجيكي من كيان الاحتلال، مؤكداً أن هذه هي المواقف الملموسة وعلى بلجيكا أن تكون المبادرة في الساحة الأوروبية، واتخاذ هكذا مواقف داعمة ومناصرة للشعب الفلسطيني".
من جانبه قال البرلماني البلجيكي جوس دهيس اليوم الخميس في تصريح لـ"قدس برس"، إنه "يعتقد أنه بالنظر الى ما نراه في غزة اليوم، فمن الواضح أن هناك حاجة الى المزيد من التحرك على كافة الأصعدة، بداية من جانب الحكومة البلجيكية والاتحاد الأوروبي، يجب أن التوقف عن التفاوض مع إسرائيل بشأن اتفاقية شراكة جديدة، بينما لا نحن كأوروبيين لا نزال نحتفظ باتفاقية الشراكة الحالية مع الاتحاد الأوروبي".
وأضاف أن "الأخطر من ذلك كله لا تزال هناك أسلحة تمر عبر من والى الموانئ البلجيكية، والى إسرائيل، ولا تزال الشركات البلجيكية والأوروبية تعمل بالتعاون مع شركات عسكرية إسرائيلية، موضحاً أنه يتعين علينا أن نقطع هذه العلاقات وأن نفرض مقاطعة اقتصادية وعسكرية حقيقية، وأن نضغط على إسرائيل لوقف هذه الإبادة الجماعية".
وأوضح جوس أنه يجب على الاتحاد الأوروبي أن يتوقف عن الكلام فقط، ويبدأ في التحرك الفعلي، يجب أن نتوقف عن مجرد قول كلمات جميلة حول الوضع الأسوء، وعدم فعل أي شي حيال ذلك.
وتساءل جوس خلال حديثه لـ"قدس برس"، "كيف يمكن أن يكون لدينا خمسة عشر حزمة عقوبات على روسيا ولكن لا يوجد ضد إسرائيل؟ و كيف يمكن أن يكون لدينا خطر أسلحة ضد روسيا ولا نفرض حظر أسلحة على إسرائيل؟ ينبغي أن يكونوا على نفس المستوى، كلاهما مطلوبان من قبل المحكمة الجنائية الدولية، ينبغي علينا أن نتعامل معهم كما ينبغي".
وشهدت مختلف المدن البلجيكية في الأيام الأخيرة سلسلة من الفعاليات والوقفات التضامنية مع الشعب الفلسطيني، بعد افشال حكومة الحرب الإسرائيلية اتفاق وقف إطلاق النار الذي توسطت فيه قطر ومصر والولايات المتحدة بين حماس والكيان الاسرائيلي عبر ثلاثة مراحل تؤدي إلى إطلاق سراح المحتجزين الإسرائيليين مقابل أسرى فلسطينيين، ووقف دائم للأعمال العدائية والعسكرية، وإعادة إعمار غزة.
وتضمنت المرحلة الأولى إدخال المساعدات الإنسانية، وإعادة تأهيل المستشفيات والمراكز الصحية وغيرها، وإدخال المعدات الأساسية من المباني الجاهزة والجرافات.
ولكن حكومة الاحتلال فشلت في الوفاء بالتزاماتها منذ البداية، ولا سيما من خلال رفض دخول المعدات الثقيلة والمباني الجاهزة، وقطعت إمدادات الكهرباء عن محطة تحلية المياه الرئيسية العاملة في غزة، بعد أكثر من أسبوعين من فرض حصار كامل على دخول المساعدات الإنسانية والبضائع، بما في ذلك الغذاء والوقود، في انتهاك واضح للقانون الإنساني الدولي.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي العدوان على قطاع غزة فجر الثلاثاء الماضي، وسرعان ما امتلأت ساحة مستشفى المعمداني في مدينة غزة بجثامين الأطفال والنساء إثر استهدافهم بالطائرات الحربية أثناء نومهم في منازلهم وفي خيام النازحين بشمالي القطاع، في أكبر خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أبرم بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة في كانون الثاني/يناير الماضي.
وبدعم أميركي أوروبي ارتكبت قوات الاحتلال بين 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 و19 كانون الثاني/يناير 2025، إبادة جماعية بغزة خلفت أكثر من 160 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.
