مشعل: عودة العدوان على غزة ليس ضغطًا تفاوضيًا ولكن تنفيذ للأجندة الصهيونية

استضاف "الائتلاف العالمي لنصرة القدس وفلسطين" اليوم الخميس، رئيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في الخارج، خالد مشعل، للحديث عن آخر التطورات المتعلقة بمعركة "طوفان الأقصى"، عقب تجدد حرب الإبادة الجماعية التي يمارسها الاحتلال الإسرائيلي ضد أهالي قطاع غزة فجر الثلاثاء، 18 من مارس الجاري.

وركز اللقاء، الذي شارك فيه نحو 400 شخص من مختلف دول العالم عبر منصة "زوم"، على مجريات مفاوضات قطر لوقف إطلاق النار في غزة، ودوافع عودة الحرب على القطاع، بالإضافة إلى تأثير هذه الحرب على استقرار دول المنطقة، والدور المطلوب عربيًا وإسلاميًا على المستوى الرسمي والشعبي لنصرة غزة.

وأكد مشعل في كلمته خلال اللقاء أن "الاحتلال الإسرائيلي يسعى من خلال استئناف الحرب وإيقاف المفاوضات إلى رد الاعتبار لنفسه والانتقام مما حدث في 7 أكتوبر، وليس لمجرد ممارسة ضغط تفاوضي للوصول إلى نتائج جديدة بشأن تبادل الأسرى"، مشيرًا إلى أن "هذا جزء من الأجندة الصهيونية العامة وسعي الولايات المتحدة لضمان تفوق المحتل في المنطقة".

وأوضح مشعل أن "الاحتلال الإسرائيلي استهدف فجر الثلاثاء عددًا من كوادر وقيادات حركة حماس، إلى جانب عوائلهم وأطفالهم ونسائهم، إضافة إلى استهداف منازل قادة لم يكن لديهم في منازلهم، ما أدى إلى استشهاد عائلات بعض القادة بالكامل".

ما الذي جرى في مفاوضات الدوحة؟
بين مشعل أن "إخلال الاحتلال الإسرائيلي ببدء مفاوضات المرحلة الثانية من وقف إطلاق النار في اليوم السادس عشر من المرحلة الأولى أظهر نواياه بالتركيز على استعادة أسرى فقط دون وقف الحرب، وتحويل غزة إلى منطقة طاردة للحياة، وبالتالي تنفيذ مشروع التهجير"، مشيرًا إلى أن "الحركة كانت مضطرة لاستمرار المفاوضات وفاءً لواجبها تجاه الشعب الفلسطيني ولوقف سيل الدم المتدفق".

وقال مشعل إن "التزام الاحتلال باتفاق وقف إطلاق النار في شقه المتعلق بتبادل الأسرى جاء لأنه مجبر على تحقيق تبادل مقابل تبادل، وليس لأنه كيان خلوق أو إنساني، بل إنه دائم نقض العهود والمواثيق، حيث أخل بالبروتوكولات الإنسانية من إدخال الشاحنات والخيم والكرفانات، وحجب المعدات الطبية والثقيلة والوقود الضروري لاستمرار عجلة الحياة في القطاع".

لماذا رفضت حماس خطة ويتكوف؟
حول رفض حركة "حماس" لخطة المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف بتمديد المرحلة الأولى من الاتفاق مدة 50 يومًا، أكد مشعل أن "الاحتلال يسعى من خلال هذه الخطة إلى ابتزاز حركة حماس عبر استعادة أسرى المرحلة الأولى للاتفاق، دون الدخول في استحقاقات المرحلة الثانية الخاصة بالهدوء المستدام وانسحاب الاحتلال الكامل من قطاع غزة".

وأضاف أن "الاحتلال أراد التفاوض مع المقاومة على مستقبل غزة وإدارتها وسلاحها، بعد الاطمئنان إلى أن المقاومة فقدت ورقة الأسرى الضاغطة"، مؤكدًا: "نحن نصارع العدو ونحن خبراء به".

وأشار مشعل إلى أن "حركة حماس تعاملت مع المفاوضات بصلابة ومرونة، حيث قبلت خطة ويتكوف شريطة أن تكون جزءًا من المرحلة الثانية التي تضمن وقف مستدام للحرب، ودخول المساعدات وانسحاب القوات الإسرائيلية، لكنهم رفضوا ذلك".

تباينات الاحتلال وأميركا تكتيكية وليست استراتيجية
أكد مشعل أن "خطر عودة الحرب على قطاع غزة لن يتوقف عند حدود القطاع، بل سيتوسع ليشمل كافة دول الإقليم؛ من الأردن ولبنان وسوريا ومصر والعراق واليمن والجزيرة العربية وإيران وتركيا". مبينًا أن "الولايات المتحدة تسعى إلى دعم هيمنة الاحتلال في المنطقة لضمان سلامته وتفوقه، وأن أي تباينات في المواقف بين الطرفين لا تتجاوز أن تكون تكتيكية وليست استراتيجية".

وحذر مسؤول حركة "حماس" في الخارج، من "تمرير خطة التهجير بحجة نقل المواطنين إلى مناطق آمنة"، مشيدًا بالموقف العربي والإسلامي الرسمي الرافض لخطة التهجير والداعي إلى إعادة إعمار قطاع غزة، مؤكدًا في ذات الوقت "ضرورة ترجمة ذلك إلى أفعال لنصرة غزة، لإجبار العدو على الالتزام باتفاق وقف إطلاق النار الذي وقع عليه".

ودعا خالد مشعل إلى "ضرورة عودة الحراك الشعبي الجماهيري المليوني، للتعبير عن غضب الأمة تجاه ما يحدث في غزة، بحيث يصبح عملًا مؤسسيًا يوميًا وليس متباعدًا، فضلًا عن تقديم كافة أشكال الدعم المالي من الجانبين الرسمي والشعبي لدعم صمود أهالي القطاع".

وحث على "ضرورة تحرك الأذرع الإعلامية العربية لاستعادة الرواية والسردية الفلسطينية وكشف جرائم الاحتلال دون كلل أو ملل"، مشيرًا إلى "ضرورة تأسيس حراك سياسي ضاغط من خلال النخب وقادة الأمة، لتشكيل حلف يرفع راية حمراء أمام الولايات المتحدة، رفضًا للتهجير وعدم قبول للدم المتدفق".

 

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
عباس يُعفي دبور من مهامه التنظيمية في لبنان
يوليو 6, 2025
أصدر رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة "فتح"، محمود عباس، قرارًا بإعفاء السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور من مهامه كنائب للمشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان، وذلك بعد سنوات من شغله لهذا المنصب إلى جانب مهامه الرسمية كسفير معتمد لدى الجمهورية اللبنانية. وجاء القرار، الذي كُشف عنه اليوم السبت، موقّعًا من عباس، واستند إلى 
"أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة": وقف إطلاق النار انتصار لتضحيات غزة
يوليو 5, 2025
أصدرت "الأمانة العامة لتكتل أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة" (حركة سياسية تنظيمية تسعى للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية)، بياناً رحبت فيه باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً إياه انتصاراً لتضحيات أهل غزة وصمودهم في وجه آلة الحرب "الإسرائيلية" وتتويجاً لجهاد ومقاومة الشعب الفلسطيني في القطاع. وأكد التكتل دعمه الكامل للموقف الذي أعلنت
مشاهد لإغارة "القسام" على تجمع لآليات الاحتلال بخان يونس
يوليو 5, 2025
عرضت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مشاهد لإغارة مقاتليها على تجمع لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي واستهداف دبابتين بطريقة "العمل الفدائي" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد الإغارة على تجمع لجنود وآليات الاحتلال حيث قاموا باستهداف دبابتي (ميركافا) بعبوتي شواظ بطريقة "العمل الفدائي" واستهداف ناقلة جند بقذيفة (الياسين 105) والاشتباك مع قوة
بيانات تأييد الفصائل لـ"حماس".. ما دلالاتها السياسية والميدانية؟
يوليو 5, 2025
أجمعت فصائل فلسطينية بارزة على دعم موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تعاطيها مع المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد توالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، لتؤكد أن موقف "حماس" لا يعكس اجتهادًا فرديًا، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الجامع لحماية الحقوق الوطنية والتصدي
مستوطنون يقتحمون البلدة القديمة في الخليل
يوليو 5, 2025
اقتحم عدد من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وكان مستوطنون قد أقدموا صباح اليوم السبت على إقامة بؤرة استيطانية فوق "جبل الجمجمة" في مدينة حلحول شمال الخليل والتي تعد القمة الأكثر ارتفاعا في الضفة المحتلة، حيث نصبوا غرفا متنقلة ورفعوا العلم "الإسرائيلي" فوقها. ويُعد "جبل الجمجمة"
"حماس": على العالم التحرك لوقف مجازر "الإبادة" في غزة
يوليو 5, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "المجازر اليومية المستمرة في كافة مناطق قطاع غزة، وارتقاء عشرات الشهداء جراء غارات جيش الاحتلال على الأحياء السكنية وخيام النازحين ومراكز الإيواء ونقاط انتظار المساعدات إمعان في حرب الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال". ودعت "حماس" في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها،