"الأمة في خطر".. مسيرة شعبية حاشدة في الأردن نصرةً لغزة

تحت شعار "الأمة في خطر: نكون أو لا نكون"، شارك آلاف الأردنيين في مسيرة شعبية انطلقت من أمام المسجد الحسيني الكبير في الوسط العتيق للعاصمة عمّان، بدعوة من الملتقى الوطني لدعم المقاومة (تحالف حزبي ونقابي) والحركة الإسلامية في الأردن.
وردّد المشاركون في المسيرة شعارات داعمة للمقاومة الفلسطينية في غزة، منها: "يا حماس إحنا معاكي عالموت" و"اهتف سمع كل الناس.. كل بلادي مع حماس"، في أجواء عكست عضب الشارع الأردني من الجرائم المرتكبة بحق الشعب الفلسطيني.
وجاءت هذه المسيرة، وفقاً للمنظّمين، كردّ على "ما يبثّه الاحتلال وأعوانه من حملات دعائية ضد المقاومة، في ظلّ التهديدات الصهيونية الخطيرة التي تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وبسط الهيمنة على المنطقة".
رفض للإبادة الجماعية وصمت عربي
ووجّه المشاركون انتقادات حادة للعدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والضفة الغربية، واصفين ما يحدث بأنه "إبادة جماعية ترتكب بدعم ومشاركة أمريكية مباشرة"، مستنكرين في الوقت ذاته الصمت العربي الرسمي والشعبي إزاء ما يجري.
وطالبوا الحكومة الأردنية، إلى جانب الحكومات العربية، بالتحرّك الجاد لممارسة ضغوط حقيقية على الكيان الصهيوني لوقف الجرائم، مؤكدين أن "هذا العدوّ لا يفهم إلا لغة القوة".
وشدّد المتظاهرون على أن وقوف الشعب الأردني إلى جانب الفلسطينيين لا يأتي من باب التضامن فقط، بل من منطلق أن القضية الفلسطينية هي قضيته المركزية الأولى.
رسائل سياسية من قلب الشارع
وقال القيادي في الحركة الإسلامية الأردنية، مصطفى صقر، إن شعار المسيرة "يوصل رسالة واضحة مفادها أن الشعب الأردني مستمر في حراكه التضامني مع غزة، ويرفض محاولات التهجير ومشاريع الوطن البديل، التي يسعى الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب إلى فرضها منذ توليه الحكم".
وأضاف صقر في حديثه لـ"قدس برس": "تأتي هذه المسيرة دعمًا للحاضنة الشعبية الصامدة في غزة، ورفضًا لمحاولات كسرها من قِبل الاحتلال وأعوانه. نحن كقوى شعبية نقف مع المقاومة في جميع خياراتها، سواء في التفاوض أو في المواجهة والصمود".
فعاليات في محافظات أخرى
وفي محافظة إربد شمال الأردن، نظّم المئات فعالية مماثلة بعد صلاة الجمعة قرب مسجد نوح القضاة (الجامعة)، تحت الشعار ذاته، وذلك للتنديد بالمجازر المرتكبة بحق الفلسطينيين في غزة والضفة الغربية على يد قوات الاحتلال، وبدعم أمريكي معلن.
وأعرب المشاركون في الفعالية عن دعمهم الكامل لفصائل المقاومة الفلسطينية، وعلى رأسها حركة "حماس"، مؤكدين أن المقاومة هي السبيل الوحيد لردع الاحتلال وتحرير الأرض.
كما استنكروا المواقف العربية المتخاذلة، محذرين من أن "خذلان غزة لن يمرّ دون ارتدادات خطيرة على باقي الدول العربية في ظلّ المشاريع الصهيونية التوسعية".
مواقف وتصريحات داعمة للمقاومة
وطالب المحتجون الأنظمة العربية بوقف جميع أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني، كما دعوا الحكومة الأردنية إلى إلغاء اتفاقية وادي عربة، معتبرينها اتفاقية لم تجلب سوى مزيد من العدوان على الشعب الفلسطيني.
وسبق هذه الفعاليات بيان صدر عن "الملتقى الوطني لدعم المقاومة" يوم الأربعاء الماضي، أكد فيه أن "المعركة التي تخوضها المقاومة الفلسطينية على أرض فلسطين التاريخية، وكذلك جبهات الإسناد في لبنان واليمن والعراق، تُشكّل خط الدفاع الأول عن الأردن وعن الأمة العربية جمعاء".
وحذّر البيان من أن "أي محاولات لإضعاف قوى المقاومة أو الجهات الداعمة لها إقليمياً، تمثّل خدمة مجانية للاحتلال الصهيوني، وتُمهّد الطريق لتحقيق مخطط (إسرائيل الكبرى) وابتلاع المزيد من الأراضي العربية".
وأكد البيان أن "الخروج إلى الشارع اليوم هو أقل واجب شرعي وأخلاقي وقانوني تجاه أهلنا الذين يتعرّضون للإبادة والتهجير، ونراه وسيلة لحماية الأردن من المخاطر المحدقة به".
وفي سياق متصل، دعت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، في بيان صحفي أصدرته صباح الجمعة، بالتزامن مع "يوم القدس العالمي"، شعوب الأمة العربية والإسلامية وأحرار العالم إلى تحويل الأيام المقبلة إلى "أيام غضب وتحرك جماهيري واسع"، بهدف الضغط لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة، وكسر الحصار الجائر المفروض على القطاع، ومنع الاحتلال من الاستمرار في ارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء.
واستأنف الاحتلال الإسرائيلي حرب الإبادة الجماعية على قطاع غزة فجر الثلاثاء 18 آذار/مارس الجاري، في خرق لاتفاق وقف إطلاق النار الهش الذي أُبرم بوساطة قطرية ومصرية وأميركية في كانون الثاني/يناير الماضي.
وامتلأت ساحات المستشفيات التي تفتقر إلى أدنى مقومات تقديم العلاج بجثامين مئات الأطفال والنساء الذين استُهدفوا بالغارات الجوية أثناء نومهم في منازلهم أو داخل خيام النزوح.
وبدعم أميركي أوروبي ترتكب "إسرائيل" منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة خلفت أكثر من 162 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 14 ألف مفقود.