ساو باولو تحتضن فعاليات يوم الأرض الفلسطيني بمشاركة واسعة ورسائل تضامن مع غزة

نظّمت "الجبهة الوطنية من أجل فلسطين"، اليوم السبت، فعالية جماهيرية حاشدة في مدينة ساو باولو البرازيلية، ضمن سلسلة مظاهرات موحّدة دعت إليها في جميع العواصم والمدن والولايات البرازيلية، إحياءً ليوم الأرض الفلسطيني، الذي يوافق 30 آذار/مارس من كل عام.
وانطلقت الفعالية في ساحة "أوسفالدو كروز"، عند الساعة الحادية عشرة صباحًا بتوقيت المدينة، حيث احتشد المئات من المتضامنين البرازيليين وأبناء الجالية الفلسطينية والعربية، قبل أن تنطلق مسيرة باتجاه ساحة "دولة فلسطين"، حيث أُقيمت أنشطة رمزية وثقافية، شملت غرس شجرة الزيتون، وتقديم عروض فنية تضامنية.
وردد المشاركون هتافات تطالب بوقف فوري لإطلاق النار في قطاع غزة، وفرض حظر عسكري على "إسرائيل"، وقطع جميع أشكال العلاقات معها، مؤكدين دعمهم الكامل لحق الشعب الفلسطيني في التحرر.
كما رفعوا شعارات من بينها: "أوقفوا إطلاق النار الآن"، و"حظر عسكري"، و"قطع للعلاقات مع "إسرائيل" و"فلسطين حرة من النهر إلى البحر".
وقال المتحدثون على المنصة خلال الفعالية: "في هذا العام، يجب أن تكون هناك مقاطعة حقيقية، من أجل وقف توريد الأسلحة لـ(إسرائيل)، ووقف التعامل العسكري معها، وإنهاء كل أشكال الدعم المقدم لها".
من جهته، قال الناشط البرازيلي، وعضو "أسطول الحرية إلى غزة"، تياغو أفيلا، إن "يوم الأرض الفلسطيني يشكل لحظة مركزية في النضال الفلسطيني والعالمي ضد الاستعمار".
وأضاف في تصريحات خاصة لـ"قدس برس" اليوم السبت، "اليوم نُحيي مرور 540 يومًا على تصاعد الإبادة الجماعية التي يتعرض لها الشعب الفلسطيني، وهي ليست وليدة اليوم، بل استمرار لجرائم مستمرة منذ 78 عامًا، من تطهير عرقي، وفصل عنصري، واحتلال استيطاني، تفرضه (دولة) استعمارية تحكمها أيديولوجيا صهيونية عنصرية".
وأوضح أن "الرسالة من هذه الوقفة واضحة: لن نقبل بإبادة الفلسطينيين، ولا بالقصف المتواصل على لبنان وسوريا، أو الحرب على اليمن، كما لن نقف صامتين أمام المحاولات المشتركة بين الولايات المتحدة والكيان الصهيوني لإشعال حرب ضد إيران"، داعيًا شعوب العالم إلى الوحدة "لمواجهة خطر اندلاع حرب إقليمية قد تتوسع إلى نزاع عالمي شامل".
ووجه أفيلا رسالة إلى أهالي غزة قائلاً: "شكرًا لأنكم أريتم العالم كيف يعمل النظام العالمي فعليًا، وفضحتم أكاذيب الشمال العالمي حول الديمقراطية وحقوق الإنسان. وأعتذر لأن حكومات العالم خذلتكم، لكن الشعوب لن تتخلى عن فلسطين حتى تتحرر كل الأراضي، من القدس إلى غزة، ومن لبنان إلى اليمن والعراق".
من جانبه، قال محمد مراد، أحد المشاركين في المسيرة، لـ"قدس برس"، إن "هذه الوقفة تأتي ضد الظلم، والعبودية، والموت الذي أصبح لصيقًا بالولادة الفلسطينية. نحن مع فلسطين، ومع حريتها، وضد الإبادة الجماعية والعبودية الصهيونية".
أما هشام علقم، المنسق العام لـ"لجان فلسطين الديمقراطية في أمريكا اللاتينية"، فأكد في حديثه لـ"قدس برس" من ساحة المسيرة، أن "هذا العام يشهد تنظيم أكثر من 15 فعالية في مختلف المدن البرازيلية إحياءً ليوم الأرض، وهو يوم يحمل رمزية عالية، خاصة في ظل واحدة من أصعب اللحظات التي تمر بها القضية الفلسطينية".
وأضاف علقم: "الإدارة الأمريكية لم تعد تساند (إسرائيل) فقط، بل تشاركها في تنفيذ مخططاتها، وتعمل على فرض سيطرتها على فلسطين والشرق الأوسط، وهو ما يستدعي صحوة عالمية عاجلة لمواجهة هذا الخطر المتفاقم".
من جهتها، شددت رواء الصغير، منسقة شبكة "صامدون" للدفاع عن الأسرى، على أهمية المشاركة في إحياء ذكرى يوم الأرض، مشيرة في تصريحات لـ"قدس برس" إلى أن "الفعالية تذكّر بجرائم الاحتلال، سواء في غزة أو الضفة أو القصف المتواصل على لبنان وسوريا واليمن، وأن نضال الشعب البرازيلي يتقاطع اليوم مع نضال الشعب الفلسطيني، في مشهد تضامني يتجدد عاماً بعد عام".
ويُحيي الفلسطينيون في الثلاثين من آذار/مارس من كل عام ذكرى "يوم الأرض الفلسطيني"، الذي يعود إلى عام 1976، حين اندلعت احتجاجات واسعة في قرى وبلدات الجليل والمثلث والنقب داخل الأراضي المحتلة عام 1948، ردًا على قرار سلطات الاحتلال الإسرائيلي بمصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الفلسطينية.
وقد جوبهت تلك الاحتجاجات بالقمع وإطلاق الرصاص من قبل قوات الاحتلال، ما أسفر عن استشهاد ستة فلسطينيين وإصابة واعتقال المئات. ومنذ ذلك الحين، أصبح هذا اليوم محطة سنوية بارزة في مسيرة النضال الوطني الفلسطيني، للتأكيد على حق الفلسطينيين في أرضهم وهويتهم الوطنية.