الأردن.. الأحزاب القومية واليسارية تحذر من "شيطنة المقاومة"

شددت "اللجنة التحضيرية للجبهة الوطنية الشعبية الأردنية" (تجمع للأحزاب والهيئات اليسارية والقومية) على "ضرورة التحلي بأقصى درجات الإحساس بالمسؤولية الوطنية"، وذلك تعليقا على الجدل الدائر في الأردن حاليا على خلفية الكشف عن خلية اتهمتها الأجهزة الأمنية بالتآمر على البلاد، فيما تقول مصادر في المعارضة أنهم كانوا يحاولون إسناد المقاومة في الضفة الغربية.
وأكدت اللجنة في بيان لها اليوم الخميس، على "أهمية وضرورة حشد الطاقات والجهود كافة في مواجهة المخاطر والتحديات الخارجية والداخلية".
وأشارت إلى أنه في التحديات الخارجية "يبقى العدو الصهيوني المجرم مصدر التهديد الأساسي على بلدنا وشعبنا وأمتنا، والذي تتزامن تهديداته السافرة مع حملات الإبادة الجماعية وسياسات الاقتلاع ومخططات التهجير وتفريغ الضفة الغربية وتجريفها ديموغرافيا، مقدمة لتصفية القضية الفلسطينية وتشريد الفلسطينيين مجددا خارج وطنهم التاريخي".
وأضافت "اللجنة التحضيرية" في بيانها إلى أن "التحديات الداخلية، فتتمثل بـاتساع خط الفقر والبطالة وتحميل الطبقات الشعبية عبر الضرائب وغيرها أعباء النهب والفساد" على حد تعبير البيان.
وحذر البيان كذلك من "شيطنة المقاومة... فقد برهنت الأحداث منذ طوفان الأقصى وملحمته المجيدة، ومعه جبهات الإسناد العربية في لبنان واليمن والعراق والحراك الشعبي العربي والعالمي الواسع وخاصة في بلدنا، أن مناخات المقاومة وثقافتها أدت دورا حاسما في ردع العدو ومخططاته التوسعية".
واستطرد البيان: "فما أن تعرضت هذه المقاومة للضربات الإجرامية الصهيونية القاسية المدعومة إمبرياليا، حتى تمادى العدو، وراح يطلق تهديداته في كل اتجاه باحث عن أثمان سياسية ظهرت في الأشكال المختلفة للابتزازات هنا وهناك، وملاحقة المتضامنين في كل مكان، وهو ما يتطلب من الجميع في هذه المرحلة الحساسة جدا، قطع الطريق على هذا السيناريو وبناء فضاءات وطنية عامة ضمن ما يمكن التوافق حوله من قواسم مشتركة".
وكانت دائرة المخابرات العامة قد أعلنت، الثلاثاء الماضي، عن كشف "مخططات" نفذتها مجموعات مكوّنة من 16 شخصًا، قالت إنها كانت تعتزم تصنيع صواريخ وطائرات مسيرة، وأعدّت لذلك عدة مخازن وورش تصنيع "لاستخدامها في أغراض غير مشروعة"، وفق ما ورد في البيان الرسمي. وتبع الإعلان مؤتمر صحفياً لوزير الإعلام الأردني أكد ما ورد في بيان المخابرات، واتّهم جماعة "الإخوان المسلمين" بـ "التورط في هذا المخطط".
بدوها، نفت جماعة "الإخوان المسلمين" في الأردن أي صلة لها بهذه الخلايا، مؤكدة أن الأفراد الذين أُعْلِن عنهم "كانوا يعملون على خلفية دعم المقاومة بصورة فردية، دون علم الجماعة، ولا علاقة لها بما جرى".
وشدّدت الجماعة في بيان لها على أنها "التزمت منذ نشأتها قبل أكثر من ثمانية عقود بالخط الوطني، وتمسكت بنهجها السلمي، ولم تخرج يومًا عن وحدة الصف وثوابت الموقف الوطني، بل انحازت دائمًا إلى أمن الأردن واستقراره".