منظمات إغاثية تحذّر من الوضع الغذائي والصحي في غزة

حذر رئيس البعثة الفرعية للجنة الدولية للصليب الأحمر في قطاع غزة أدريان زيمرمان، من "نفاد الإمدادات الطبية في غضون أسابيع قليلة بسبب تعليق دخول الدعم الإنساني الذي يمثل شريان الحياة الرئيسي لسكان القطاع".
وقال زيمرمان في تصريحات صحفية اليوم السبت، "يواصل مستشفى الصليب الأحمر الميداني عمله، لكن الإمدادات الطبية المتاحة سوف تنفد في غضون أسابيع قليلة"، مشيرًا إلى أن "اللجنة أكدت دائما أن وصول المساعدات الإنسانية بسرعة ودون عوائق أمر بالغ الأهمية لتحقيق هذه المهمة".
وأوضح أن "إغلاق المعابر قوّض قدرة المنظمات الإنسانية على أداء مهمتها بشكل متزايد في الوقت الذي يحتاج فيه عشرات الآلاف إلى علاج طبي أو خدمات غير متوفرة حاليا في غزة".
وأضاف زيمرمان أن "انخفاض توفر المواد الأساسية وارتفاع أسعارها منذ بداية آذار/مارس الماضي، والتأثير النفسي الشديد لاستئناف الأعمال العدائية، وجّهوا ضربة موجعة للمدنيين في غزة، فهم لا يشعرون بالأمان، ولا يستطيعون أن يعيشوا حياتهم بالكرامة التي يستحقونها".
وأشار إلى أن "التذبذب في توافر المواد الغذائية على مدى الأشهر الـ18 الماضية أدى إلى عدم حصول الناس على ما يكفي من الغذاء، وارتفاع الأسعار بشكل يفوق قدرة الأغلبية منهم، والآن أصبح الوضع أكثر خطورة".
وأردف زيمرمان "تتناقص إمدادات الغذاء في غزة ولا يزال وضع الأمن الغذائي هشا، كما أن هناك نقصا في إمكانية الوصول لإجراء التقييمات الأساسية".
وأكد أنه "من دون إعادة فتح المعابر لن تستمر برامج مثل مطابخ اللجنة الدولية المجتمعية إلا لبضعة أسابيع أخرى"، واصفًا الأوضاع المعيشية بالجحيم على الأرض
ومضى قائلا: "تم إبلاغنا عن أكثر من 14 ألفا و400 حالة اختفاء لفلسطينيين من غزة والضفة الغربية، ولم يتمكن كثير منهم من الحصول على معلومات عن مكان وجود أحبائهم المفقودين، وقد أغلقت اللجنة الدولية ملفات أكثر من 4 آلاف حالة، وللأسف لا تزال آلاف الملفات دون إغلاق".
بدوره قال رئيس شبكة المنظمات الأهلية في قطاع غزة (مستقلة) أمجد الشوا، إن "القطاع يعيش أسوأ مراحل عدوان الاحتلال الإسرائيلي، وإن نصيب الفرد لا يتجاوز رغيفا واحدا في اليوم"، مؤكدا أن "الوضع يتطلب تدخلا فوريا لمنع وقوع مأساة".
وأكد في حديث صحفي اليوم السبت، أن "الاحتلال بات يستهدف كافة مناطق القطاع، وأنه لا مكان آمنا في غزة حيث تحترق النساء والأطفال وفي الخيام والمستشفيات التي يحاولون الاحتماء بها".
كما يواصل الاحتلال منذ 50 يوما منع إدخال الطعام والدواء والوقود وكافة أشكال المساعدات، وفق الشوا، الذي أكد أن "مخزون القطاع ينفد، وأن الواقع الإنساني يشكل خطرا حقيقيا خصوصا على النساء والأطفال الذين أصبحوا يعانون سوء التغذية على نطاق واسع".
وقد استأنف الاحتلال الإسرائيلي فجر 18 آذار/مارس 2025 عدوانه وحصاره المشدد على قطاع غزة، بعد توقف دام شهرين بموجب اتفاق لوقف إطلاق النار دخل حيز التنفيذ في 19 كانون الثاني/يناير الماضي، إلا أن الاحتلال خرق بنود الاتفاق طوال الشهرين الماضيين.
يتزامن ذلك مع مواصلة قوات الاحتلال بدعم أمريكي مطلق، ارتكاب إبادة جماعية منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023 في قطاع غزة، ما أسفر عن سقوط نحو 168 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى ما يزيد على 14 ألف مفقود.