إضراب تجاري يعمّ طولكرم احتجاجا على الحصار الإسرائيلي المستمر للمدينة ومخيماتها

تشهد مدينة طولكرم في شمال الضفة الغربية المحتلة، إضرابا تجاريا شاملا، دعت إليه الغرفة التجارية وفعاليات المدينة، اليوم الثلاثاء، احتجاجا على الحصار الإسرائيلي المستمر للمدينة ومخيماتها، منذ نحو عام ونصف مع اندلاع العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة في السابع من تشرين أول/ أكتوبر 2023.
وقال مراسل /قدس برس/ في المدينة: إن قوات الاحتلال تواصل إغلاق المعابر والشوارع الرئيسية المؤدية إلى المدينة والتي تربطها بباقي مناطق الضفة الغربية، مما يضطر سكان المدينة إلى سلوك طرق التفافية طويلة ووعرة، لتجنب الحصار الإسرائيلي.
وأضاف أن قوات الاحتلال تمنع فلسطينيي الداخل المحتل عام 48، والذين يعتبرون من أهم الروافد الاقتصادية للمدينة، من الوصول إليها بهدف التسوق، وهذا أدى إلى خسائر اقتصادية كبيرة لتجار المدينة والحركة التجارية التي باتت شبه معدومة، في ظل منع العمال من التوجه إلى أعمالهم في الداخل المحتل، وتقليص رواتب موظفي الحكومة الفلسطينية بسبب القرصنة الإسرائيلية لأموال الضرائب الفلسطينية، والاقتحامات الإسرائيلية المتواصل للمدينة ومخيماتها.
وجاء الإضراب بعد اجتماع عقده تجار المدينة في الغرفة التجارية، اتهموا فيه السلطة الفلسطينية بالتقصير وبـ "اللامبالاه" تجاه ما يجري في طولكرم.
وقالت الغرفة في بيان لها "تعلن غرفة تجارة وصناعة طولكرم مع جمعية رجال الأعمال ونقابة سائقي النقل العام ونقابة أصحاب مكاتب التكسي وجمعية المشاغل ووقوفا عند مسؤوليتها لتنفيذ مطالب تجارها وبناء على الاجتماع الموسع للتجار والذي عقد في مقر الغرفة لمناقشة تداعيات المرحلة الحالية والتهميش المتواصل لهذه المحافظة التي لطالما كانت ولا زالت عنوان للعطاء والصمود".
وأضافت "وعليه فإننا نعلن الإضراب التجاري الشامل "الثلاثاء" تزامنا مع جلسة مجلس الوزراء في مدينة رام الله.
وأكدت أنه سيكون هناك المزيد من الإجراءات التصعيدية في حال لم يتم الاستجابة لمطالب تجارنا وإنهاء الأزمة الحالية والحصار الاقتصادي على المحافظة.
وقال رئيس غرفة تجارة وصناعة طولكم، قيس عوض في تصريحات صحفية "نقول للحكومة الفلسطينية إن محافظة طولكرم مهمشة من كل النواحي اقتصادياً وصحياً"، مضيفا "حقوق التاجر بسيطة وليست تعجيزية، ونطالب بإعفاءات ضريبية بسبب عدوان الاحتلال المستمر على طولكرم".
وقال أحد التجار: إن طولكرم يتيمة لا يوجد فيها كبير، منتقدا اهمال السلطة الفلسطينية للمدينة، وأضاف في ثانيتين اجتمعوا واختاروا نائبا للرئيس، بينما لا يهتموا بالمدينة التي تحولت إلى حديقة حيوانات بعد تسكير المدينة من قبل الاحتلال.
وأضاف أن المستوى السياسي والحكومة الفلسطينية لا يعنيهم أمر طولكرم ولا يبذلون جهودا لفك الحصار الإسرائيلي عن المحافظة التي تعاني وضعا اقتصاديا صعبا.
وتابع: اذا لم تعد الحكومة قادرة على إيجاد الحلول فعليها الرحيل، داعيا إلى إقامة وقفة احتجاجية أمام مقر الرئاسة في رام الله.
ووجه تاجر آخر، انتقادات لاذعة لمحافظ طولكرم مشيرا إلى أنه ليس له دور فعال في إنهاء الأزمة الاقتصادية التي تمر بها المحافظة قائلا إن دوره يقتصر على الإشراف على جمع المساعدات الغذائية وتكايا الطعام.
وأضاف أن طولكرم نخضع اليوم لاحتلالين الأول إسرائيلي والأخر ممثلا في السلطة الفلسطينية.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، عدوانها على مدينة طولكرم ومخيمها لليوم الـ93 على التوالي، فيما دخل يومه ال80 على مخيم نور شمس، في ظل تصعيد ميداني مستمر، وحملة متواصلة من التضييق والتخريب تستهدف البنية التحتية وممتلكات المواطنين.
كما تواصل قوات الاحتلال الدفع بتعزيزات عسكرية من الآليات وفرق المشاة، إلى المدينة ومخيميها وضواحيها، يتخللها إطلاق كثيف للرصاص الحي والقنابل الصوتية، ومداهمة المنازل والمحال التجارية وتفتيشها، وتخريب محتوياتها وإخضاع من يتواجد فيها للاستجواب والاعتقال.
ويسجل يوميا في المدينة تحركات نشطة لآليات الاحتلال التي تجوب الشوارع الرئيسية والفرعية، وتقيم الحواجز الطيارة، ما يعرقل تنقل المواطنين ومركباتهم وتحديدا في شارع نابلس ودوار شويكة في الحي الشمالي، وشارع الحدادين، والشوارع المؤدية لمستشفى الشهيد ثابت ثابت الحكومي، وميدان جمال عبد الناصر ووسط سوق الخضار.
وأسفر عدوان الاحتلال وتصعيده المتواصل على مدينة طولكرم ومخيميها عن استشهاد 13 مواطنا، بينهم طفل وامرأتان إحداهما حامل في الشهر الثامن، بالإضافة إلى إصابة واعتقال العشرات.
كما تسبب في نزوح قسري لأكثر من 4200 عائلة من مخيمي طولكرم ونور شمس، تضم أكثر من 25 ألف مواطن، إلى جانب مئات المواطنين من الحي الشمالي والحي الشرقي للمدينة بعد الاستيلاء على منازلهم وتحويل عدد منها لثكنات عسكرية.
وألحق العدوان دمارا شاملا في البنية التحتية والمنازل والمحال التجارية والمركبات التي تعرضت للهدم الكلي والجزئي والحرق والتخريب والنهب والسرقة، حيث دمرت 396 منزلا بشكل كامل و2573 بشكل جزئي في مخيمي طولكرم ونور شمس إضافة إلى إغلاق مداخلهما وأزقتهما بالسواتر الترابية.