إعلام عبري: هجوم مطار "تل أبيب" يُظهر تفوق الحوثيين الاستراتيجي في الحرب

قالت وسائل إعلام عبرية: إن الهجوم الصاروخي الذي شنته جماعة أنصار الله (الحوثيين) على مطار "تل أبيب" يُظهر تفوق الحوثيين الاستراتيجي في الحرب، في وقت لا تجد فيه دولة الاحتلال حلا نموذجيا لهذا التحدي.
وفشلت أنظمة الدفاع الجوي الإسرائيلية المدعومة بتكنولوجيا أمريكية، في اعتراض صاروخ باليستي أطلقته جماعة الحوثي في اليمن، في ساعة مبكرة من صباح الأحد.
وسقط الصاروخ قرب طريق يؤدي إلى مطار "تل أبيب" الدولي الرئيسي، ما أدى إلى توقف عمليات الإقلاع والهبوط، فيما أفادت خدمات الطوارئ الإسرائيلية بإصابة عدة مستوطنين بجروح.
وعادت عدة رحلات متجهة إلى "تل أبيب" أدراجها، فيما أعلنت شركات طيران أخرى أنها تدرس إلغاء رحلاتها المستقبلية.
ومثّلت غارة المطار الهجومَ الحوثي الخامس على دولة الاحتلال خلال نهاية الأسبوع، وجاء ذلك بعد أسابيع من الغارات الجوية المكثفة بقيادة الولايات المتحدة ضد أهداف في اليمن.
وقال داني سيترينوفيتش، الباحث في معهد دراسات الأمن القومي بتل أبيب: "هذا عدوٌّ لم تواجهه إسرائيل من قبل. إنه بعيد عن إسرائيل، وذو دوافع قوية. صراعه ضد إسرائيل قائمٌ على الأيديولوجية، ولا يوجد حلٌّ نموذجيٌّ لهذا التحدي".
أكثر من 70 صاروخا
وقالت صحيفة /جروزاليم بوست/ العببرية: إنه منذ بدء الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة في تشرين الأول/ أكتوبر 2023، أطلقت جماعة الحوثي ا أكثر من 70 صاروخًا على إسرائيل، تضامنا مع الفلسطينيين.
وأضاف سيترينوفيتش أنه "من غير المرجح إلى حد كبير أن تتمكن إسرائيل من وقف هذا، طالما استمرت الحرب في غزة".
وقال سيترينوفيتش: "لقد استخدم الأمريكيون كل قدراتهم تقريبا ضد الحوثيين. فماذا يمكن لإسرائيل أن تضيف أيضا؟".
وحذر من أن الضربات المباشرة على إيران لن تقضي على التهديد، نظرا للتحديات الاستراتيجية التي يشكلها الحوثيون إقليميا وعالميا.
وبحسب إنبال نسيم لوفتون، الباحثة في الشؤون اليمنية في مركز ديان بجامعة "تل أبيب" والجامعة المفتوحة في إسرائيل، فإن التركيز الحالي للحوثيين على إسرائيل يتجاوز التضامن الفلسطيني.
وقالت: "إنهم يستغلون الوضع لتعزيز مكانتهم الإقليمية وداخل اليمن. فالقضية الفلسطينية تحظى بتعاطف محلي كبير، وتُخفف من حدة الانتقادات الداخلية. كما أنها تُعزز موقفهم تجاه السعودية والإمارات".
أضرار اقتصادية
وفي أعقاب الهجوم على المطار يوم الأحد، حذر محللون إسرائيليون من التداعيات الاقتصادية المحتملة، نظرا للدور الحاسم الذي يلعبه المطار.
وقال زفرير عساف، الخبير في التنمية الاقتصادية وصنع السياسات: "أي مؤشر على تصعيد أو عدم استقرار يُلحق ضررا بالاقتصاد". وأضاف: "الإغلاق المؤقت للمطار ليس الأمر الوحيد، إذ يبدو أن الإسرائيليين على وشك تصعيد القتال في غزة".
ومنذ تشرين الأول/ أكتوبر 2023، شهدت الرحلات الجوية الدولية إلى دولة الاحتلال انخفاضا حادا، حيث علّقت أكثر من 40 شركة طيران خدماتها، وكادت السياحة الوافدة أن تختفي، وارتفعت أسعار التذاكر بشكل حاد، واضطرت الحكومة الإسرائيلية إلى دعم شركات الطيران المحلية بمليارات الدولارات كضمانات تأمينية لاستعادة مساراتها .
وقال عساف إن الاقتصاد يتمتع بالمرونة، لكن هناك علامات على التوتر. فقد خُفِّضت التصنيفات الائتمانية، والاستثمار الأجنبي آخذ في الانخفاض.
وأضاف : "المستثمرون الأجانب مستعدون لتحمل قدرٍ من عدم اليقين. لكن الهروب المستمر للأموال يُمثل تحديًا لا بد من مواجهته".
وقال سيترينوفيتش: "هدفهم الحقيقي ليس الإيذاء أو القتل. هدفهم الحقيقي هو وقف الرحلات الجوية إلى إسرائيل وممارسة ضغط اقتصادي يُترجم إلى ضغط سياسي يُفضي إلى إنهاء القتال في غزة. لقد خطاهم هجوم اليوم خطوةً كبيرةً إلى الأمام".
وصباح الأحد الماضي، سقط لأول مرة منذ اندلاع الحرب، صاروخ باليتسي أطلق من اليمن في محيط مطار بن غوريون الدولي بتل أبيب مخلفا 7 إصابات طفيفة وحالة من الفزع، بعد فشل منظومتي الدفاع "حيتس" الإسرائيلية، و"ثاد" الأمريكية في اعتراضه.
يأتي ذلك في وقت تتعرض فيه الجماعة اليمنية لعدوان أمريكي مكثف منذ منتصف مارس/ آذار الماضي، استهدف عشرات المواقع وأسفر عن مقتل وإصابة مئات المدنيين، وفق الجماعة التي تقول إن واشنطن شنت 1300 غارة وقصف بحري على اليمن منذ ذلك الحين.
والأحد، أعلنت جماعة الحوثي اليمنية، فرض حصار جوي شمال على دولة الاحتلال، ردا على توسيع العمليات العدوانية على غزة، حسب بيان للمتحدث العسكري باسم قوات الحوثيين، يحيى سريع.
وبدعم أميركي وأوروبي، ترتكب قوات الاحتلال منذ 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، أسفرت عن أكثر من 170 ألف شهيد وجريح من الفلسطينيين، معظمهم من الأطفال والنساء، إضافة إلى أكثر من 14 ألف مفقود.