"كمين خان يونس" يعمق أزمة جيش الاحتلال ويصعد الدعوات المطالبة بإنهاء الحرب

لا تزال تداعيات كمين المقاومة شرق خان يونس، تلقي بظلال ثقيلة على الأوساط السياسية والعسكرية في دولة الاحتلال، وسط تصاعد الانتقادات لأداء رئيس الأركان إيال زامير، ومطالبات بانسحاب فوري من قطاع غزة حفاظا على أرواح الجنود.
تفاصيل الكمين
صباح الثلاثاء 24 يونيو/حزيران، وقعت قوة إسرائيلية من وحدة الهندسة في كمين محكم نصبته كتائب "القسام"، في منطقة "معن" شرق خان يونس، أسفر عن مقتل سبعة جنود، ووفقا لمصادر عبرية، فقد استخدمت المقاومة عبوة ناسفة من طراز "شواظ" ألقيت داخل ناقلة جند مصفحة من نوع "بوما"، ما أدى لانفجارها واشتعال النيران داخلها.
ورغم استدعاء فرق إطفاء وجرافة عسكرية من طراز D9 لمحاولة احتواء الحريق عبر سكب الرمال، إلا أن المحاولات باءت بالفشل، وتم لاحقا سحب الناقلة خارج القطاع نحو مستوطنات الغلاف، بينما كانت جثث الجنود لا تزال بداخلها، حيث لم يتمكن أي منهم من النجاة نتيجة شدة التفجير والحريق.
واستغرقت عملية التعرف على هويات القتلى ساعات طويلة، مع العلم أن القتلى كانوا من بين فريق القتال المشترك من الكتيبة (605) ومن اللواء (188) التابع للفرقة (36) مدرعة.
دعوات إسرائيلية لوقف الحرب
أثار الكمين ردود فعل غاضبة داخل المؤسسة العسكرية والسياسية الإسرائيلية، واعتبر الجنرال عاموس جلعاد، الرئيس السابق للقسم الأمني والسياسي بوزارة الحرب، أن ما حدث "كارثة مروعة"، مشيرا إلى أن الحل الوحيد هو إنهاء الحرب. وقال: "نحن نغرق في مستنقع غزة، ولا فائدة من الاستمرار في التخبط هناك، آن الأوان لقرارات شجاعة".
من جهته، وصف الجنرال إسحاق بريك، قائد الكليات العسكرية سابقا، الكمين بأنه "انهيار حقيقي للقوات البرية"، معتبرا أن مقتل سبعة جنود دفعة واحدة في حرب لا تلوح نهايتها، يؤكد على عجز القوات عن تحقيق أهدافها، سواء في تفجير الأنفاق أو بسط السيطرة على القطاع.
أما الصحفي العسكري آفي أشكنازي من صحيفة /معاريف/، فقد أشار إلى أن الخسارة الجديدة تعمّق المقارنة المؤلمة بين "النجاح في العمليات الخارجية" والفشل المستمر في غزة، قائلا: "بعد مرور 628 يوما، ومقتل 1905 جنود، ما زلنا نتخبط بلا أهداف واضحة، الجيش ليس مستعدا لحرب طويلة، وإسرائيل لا تنتصر بل تغرق أكثر".
وأكد أشكنازي أن الضغط على "حماس" لتحرير الأسرى لم يعد هدفاً عملياً للحرب، بل بات مجرد أمنيات ترددها الحكومة دون خطة واضحة.
بدوره أدان رئيس اللجنة المالية في برلمان الاحتلال، موشيه غافني، من حزب "يهودوت هاتوراة" للمتدينين، استمرار القتال في غزة، قائلا: لا أفهم أهداف الحرب، لا أفهم حتى هذه اللحظة ما الذي نقاتل من أجله، ولأي غرض، ماذا سنفعل هناك، والجنود يُقتلون باستمرار؟ لقد توقعت أن تبادر القيادة لإنهاء القتال، وتُعيد الأسرى، ونعود للوضع الطبيعي.
خسائر متزايدة
في السياق ذاته، أفاد المراسل العسكري لإذاعة الجيش، دورن كدوش، أن حصيلة قتلى الجيش الإسرائيلي في غزة تجاوزت العشرين جنديا منذ مطلع الشهر الجاري فقط، في مؤشر على تصاعد الخسائر الميدانية وتدهور القدرة القتالية للقوات البرية داخل القطاع.
ووصف كدوش الكمين بـ"الكارثة" الأخطر على جنود جيش الاحتلال في القطاع منذ أكثر من عام، وتحديدا منذ 15 يونيو/حزيران 2024، عندما قتل المقاومون ثمانية جنود في رفح، عندما أصاب صاروخ مضاد للدبابات ناقلة مدرعة هندسية من طراز "نمر".