الحصار المشدد على نابلس يدخل أسبوعه الثاني على التوالي
أكتوبر 18, 2022 11:16 ص
دخل الحصار المشدد الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على محافظة نابلس (شمال الضفة الغربية) أسبوعه الثاني على التوالي.
ونشرت قوات الاحتلال الإسرائيلي حواجزها العسكرية، ليلة الثلاثاء/الأربعاء الفائت، وأغلقت مداخل المدينة بالسواتر الترابية والمكعبات الحجرية، ومنعت حرية الحركة والتنقل من وإلى المدينة والبلدات المحيطة بها.
ووفق مصادر محلية فلسطينية؛ فقد تسبب الحصار الإسرائيلي بحرمان ما يزيد عن 420 ألف مواطن من الحركة، بما في ذلك وصولهم لأماكن عملهم ودراستهم، فيما كثفت قوات الاحتلال من اقتحاماتها اليومية للمدينة وبلداتها، واستباحت السماء بعدد من الطائرات المسيّرة على مدار الساعة.
وقال منسق القوى الوطنية في نابلس، غسان حمدان، إن الحصار قطع أواصر نابلس، وألحق خسائر فادحة بالاقتصاد، خاصة قطاعي السياحة والخدمات، كما أضر بالعملية التعليمية، حيث انتقل طلبة جامعة النجاح الوطنية التي تضم نحو 23 ألف طالب وطالبة إلى التعليم الالكتروني.
وأضاف لـ"قدس برس" أن الاحتلال "يسعى من وراء سياسة العقاب الجماعي إلى إلحاق الأذى بعامة المواطنين، وكأنه يريد أن يعاقبهم على مقاومتهم له بكافة السبل، لكن التجربة أثبتت فشل هذه السياسة".
وتابع: "سياسة العقوبات الجماعية، أو ما تطلق عليه سلطات الاحتلال (معركة جز العشب) هي محاولة لضرب الحاضنة الشعبية والهبة المتواصلة، رفضا للاحتلال وإجراءاته العنصرية".
من جهته؛ عبّر الأمين العام لحركة المبادرة الوطنية الفلسطينية، مصطفى البرغوثي، عن استنكاره الشديد لاستمرار جيش الاحتلال فرض حصار على مدينة نابلس وضواحيها، وسد الطرق المؤدية لها بالسواتر الترابية.
وقال لـ"قدس برس" إن "ما يقوم به جيش الاحتلال من حصار وتقطيع للأوصال؛ بمثابة جريمة عدوانية وعقاب جماعي يستهدف أبناء شعبنا، ويعرض حياتهم للخطر، ويحرمهم من ممارسة أمورهم الحياتية".
ووجّه البرغوثي التحية لـ"الشبان البواسل الذين تصدوا للحصار، وأزالوا السواتر الترابية التي تحاصرهم"، داعيا إلى "مواصلة التصدي لهذا العدوان، وإسناد هذا الفعل المقاوم شعبيا".
وأكد أن "هذه الجرائم لن تفت من عضد شعبنا الصامد، ولن تنال من عزيمته، ولن تكسر إرادته الصلبة، وهو يواصل كفاحه ونضاله المشروع، لطرد هذا الاحتلال البغيض واقتلاع مستوطنيه".
من جانبها؛ أعربت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية (غير حكومية) عن خشيتها من تصاعد إجراءات الاحتلال في نابلس بشكل أكثر اتساعا، مع قرب إجراء انتخابات الكنيست الإسرائيلي مطلع الشهر القادم.
وأكدت في بيان تلقته "قدس برس"، أن ما يقوم به الاحتلال "حرب مفتوحة لكي الوعي الفلسطيني، وتطويع الإرادة الفلسطينية للقبول بالتعايش مع واقع الاحتلال".
ودعت الشبكة للعمل بشكل فوري على "تحقيق الوحدة الداخلية وانهاء الانقسام، والتوجه لإنهاء جميع أشكال العلاقة مع الاحتلال، وسحب الاعتراف به، والتوافق على خطة عمل وطنية؛ تعزز البيئة العامة للمقاومة الشعبية".
وكانت وسائل إعلام عبرية قد قالت أمس الإثنين، إن المؤسسة الأمنية الإسرائلية تدرس إمكانية تنفيذ عملية عسكرية واسعة النطاق في نابلس لإنهاء مجموعات "عرين الأسود".
و"عرين الأسود" مجموعات مقاومة فلسطينية، نشطت في مدينة نابلس ومحيطها، ردًا على جرائم الاحتلال ومستوطنيه بحق الفلسطينيين وأراضيهم وممتلكاتهم، التي تتعرض لاعتداءات شبه يومية.
واستهدفت المجموعات، مؤخرًا، معسكرات جيش الاحتلال والمستوطنات، ومركبات وحافلات المستوطنين، بعمليات إطلاق نار، في محيط مدينة نابلس.
تصنيفات : أخبار فلسطين