"حماس" و"الجهاد" تقاطعان "مؤتمر جنين" في ظل السلوك الأمني للسلطة

ينطلق مؤتمر "وثيقة جنين"، اليوم السبت، في ظل مقاطعة حركتي حماس والجهاد الإسلامي، بسبب ما وصفتاه بـ"السلوك الأمني الخطير" للأجهزة الأمنية في الضفة الغربية المحتلة، وخاصة الاعتداء على جنازة الشهيد القسامي عبد الفتاح خروشة في نابلس (شمالي الضفة الغربية)، الأربعاء الماضي.
وحاول مراسل "قدس برس" التواصل مع اللجنة المنظمة للمؤتمر، لكن تعذر ذلك، غير أن المعلومات تشير إلى أن شخصيات وطنية وقيادات محلية عن حركة فتح وفصائل منظمة التحرير، إضافة لعدد من المحافظين وشخصيات من الداخل المحتل، سيشاركون بالمؤتمر، بهدف إصدار "وثيقة وطنية تدعو لمواجهة الحكومة الإسرائيلية عبر وسائل عدّة، سياسية واقتصادية".
وأعلنت حركة "حماس" على لسان القيادي بالضفة، حسين أبو كويك، مقاطعة المؤتمر، "نظرا للتغول الذي تشنه أجهزة أمن السلطة الفلسطينية بحق عناصر الحركة بالضفة بشكل عام، وفي نابلس على وجه الخصوص، خاصة بعد الاعتداء السافر على مسيرة تشييع الشهيد عبد الفتاح خروشة ظهر الأربعاء الماضي، وما تبع ذلك من اعتقالات طالت حتى الآن أكثر من عشرين من قيادات وأنصار الحركة".
وقال أبو كويك لـ"قدس برس": "مع من نجلس!! وكيف سنتحدث عن الوحدة الوطنية ومواجهة المحتل، في الوقت الذي تقتحم عناصر الأمن التابعة للسلطة منازل أبناء الحركة في الليل والنهار وتجرهم إلى السجون!".
وأضاف: "لم يكن هناك حتى موقف او بيان يستنكر او يرفض الاعتداء على جنازة الشهيد، بل على العكس كان هناك تحريض كبير تجاه الحركة وتحميلها مسؤولية ما جرى!".
وتابع: "لا توجد أجواء مشجعة، ولا اعتقد أن من سيحضر يملك القرار لتنفيذ ما سيخرح به المؤتمر، لذلك نرفض أن يكون اللقاء من أجل التقاط الصور والحديث للإعلام بعبارات لا رصيد لها على الأرض".
وختم أبو كويك بقوله: "موقف حماس معروف للقاصي والداني، وللداخل والخارج، بأننا حريصون على كل ما يوحدنا، وقدمنا من أجل ذلك الكثير. لكن للأسف الطرف المقابل لا يتلقى هذه المبادرات إلا بالمزيد من الإجراءات التي تعزز الانقسام، وما يجري في نابلس خير دليل".
موقف الجهاد
وفي تصريحات صحفية، قال الناطق باسم حركة الجهاد الإسلامي عن الضفة، طارق عز الدين، إن "حركته اتخذت قرارا بعدم المشاركة لاعتبارات لا يُفضّل ذكرها على الإعلام".
وأضاف: "الظروف غير مناسبة لطرح قضايا ونقاشات من السّهل على الاحتلال القضاء عليها وتدميرها".
وأوضح عز الدين أنّ "أولويات حركته هي مواجهة مجازر الاحتلال، وتعزيز العمل المقاوم وصمود الشعب الفلسطيني، وبعد ذلك كل ما يتم نقاشه سبق وطرح في اجتماعات عديدة، سواء في حوارات القاهرة، وفي اجتماع الأمناء العامين (عقد في أيلول/ سبتمبر 2020 برام الله وبيروت بشكل متزامن).
وأوضح أنه ومع تقديرنا لمبادرة مخيم جنين وللقائمين عليها، لكننا "نريد استثمار الوقت والجهد في تعزيز صمود المقاومة، لأن مخرجات المؤتمرات معروفة مسبقا".
برنامج المؤتمر
وبحسب القائمين على "مؤتمر وثيقة جنين"، فإن الوثيقة تأتي في ظل "انسداد الأفق السياسي والانقسام، وغياب برنامج عمل وطني فلسطيني لمواجهة التحديات وعلى رأسها حكومة الاحتلال، واهتزاز المنظومة الاجتماعية وتصاعد أعمال القتل والجرائم في المجتمع الفلسطيني، وتنامي المصاعب الاقتصادية وغياب الحلول الديمقراطية والانتخابات".
وبحسب ما نشر القائمون على المؤتمر، فإنه "سيناقش التحديات والمعوقات، التي تواجه إطلاق حوار وطني فلسطيني شامل بين كل القطاعات، والخروج بآليات عمل واضحة، على قاعدة الشراكة والثوابت، بالإضافة إلى تشكيل لوبي ضاغط لدفع المستوى السياسي والحزبي لتبني الوثيقة التي سيخرج بها".
ويتكون برنامج المؤتمر من ست نقاط، وهي "الدعوة لعقد لقاء اجتماع الأمناء العامين للفصائل، وتفعيل القيادة الوطنية السياسية والميدانية الموحدة، ومهمتها صياغة برنامج وطني ونضالي موحد".
وجاء في المسودة: "الدعوة لتشكيل حكومة وحدة وطنية تتولى إدارة شؤون المواطنين، وفق برنامج تعزيز الصمود والمواجهة، وإطلاق مبادرة التكافل الاجتماعي والوطني والاقتصادي، بين مختلف قطاعات الشعب الفلسطيني في كل الساحات، بما يكفل تخفيف أعباء الحصار الصهيوني وخاصة بقطاع غزة، ودعوة كل الأطراف إلى البدء فوراً بخطوات حسن النوايا".