على أعتاب رمضان.. آثار الزلزال تلقي بظلالها على "فلسطينيي سوريا"

على أطراف مدينة "جنديرس" شمالي سوريا، يتناثر البؤس على شكل خيام تتشابه في كل شيء، هناك بين حطام المدينة المنكوبة، تختبئ قصص الخوف والذكريات المرعبة للزلزال الذي ضرب المدينة والمنطقة قبل شهر، وبينما لاتزال تلك اللحظات تهيمن على أحاديث الناس، يعيش سكان تلك الخيام حالة من الترقب وشهر رمضان الكريم على الأبواب.
"قدس برس" تجولت في أحد هذه المخيمات المستحدثة لمتضرري الزلزال، والتقت عائلات فلسطينية من بين مئات العائلات من سكان مدينة "جنديرس" الذين نجوا من الزلزال بعد تهدم بيوتهم.
تقول سلوى: "دقيقة واحدة قلبت حياتنا رأسا على عقب، ولم أتخيل يوما أن أبيت في خيمة، فمنذ تهجيرنا من مخيم اليرموك ( للاجئين الفلسطينيين جنوب دمشق) قبل خمس سنوات، أقمنا في مدينة جنديرس"، مضيفة "لا نزال نعيش صدمة الزلزال؛ وأحيانا أشعر وكأني في كابوس أتمنى أن أصحو منه".
وتابعت: "كنا نعد الأيام والليالي بانتظار شهر رمضان المبارك، ونستذكر رمضان في السنوات الأخيرة، التي كانت رغم صعوبتها، مليئة بالأحداث والذكريات الجميلة، خاصة بعد وصول الكهرباء من تركيا؛ والتي غيرت حياتنا للأفضل".
تتوقف سلوى عن سرد تلك الذكريات الحالمة، وتطوف بنظراتها في خيمة صغيرة خاوية من تفاصيل الحياة، حصيرة على الطين الرطب، وبضع فرشات فوق بعضها لصغر المكان، وطرد قديم ممزق قدمته إحدى المنظمات الإغاثية.
وتقول لمراسلنا: "كما ترى فقدنا كل شيء، كنا نقيم في منزل بثلاث غرف أنا وزوجي وبناتي الأربع، واليوم حشرنا في هذه الخيمة، ولا أعرف كيف سيمر علينا رمضان هذه السنة، كيف سأطهو طعام الإفطار، وكيف سأعد السحور، أتخيل كيف كان أطفالي يتهافتون على شراب التمر الهندي المثلج على الإفطار، أم أننا سننتظر السلة الإغاثية لنعيش".
في خيمة مجاورة حكاية أكثر مرارة، حيث فقد اللاجئ الفلسطيني حسن البيطار زوجته وابنته في الزلزال؛ تاركة له طفلين، ولد وبنت.
يقول حسن لـ "قدس برس": "توفي أيضا أهل زوجتي كلهم، وفقدت عملي، وأحاول أن أتجاوز محنتي بالبحث عن عمل، إلا أن طفليّ متعلقان بي ويكبلاني، ولا مكان يمكن أن أأمنهما فيه، مضيفا "أن يفقد الرجل أم عياله أمر صعب، فما بالك فيمن فقد أهله وداره وعمله؟".
ومع اقتراب شهر رمضان يشعر حسن بالمرارة والحسرة؛ بعد أن أصبح وحيدا بلا أهل ولا زوجة تؤنسه وتشاركه أجواء الشهر الفضيل.
ويختزل حسن وسلوى حالة عشرات العائلات الفلسطينية التي تضررت بفعل الزلزال بفقد أعزائها ودمار منازلها، بينما سيحل رمضان على هذه العائلات في ظل افتقارها لكل مقومات الحياة الكريمة.
وتسبب الزلزال الذي ضرب جنوب تركيا وشمال سوريا، فجر السادس من شباط/فبرار الماضي، وبلغت قوته 7.7 درجات، في استشهاد 63 من فلسطينيي سوريا، بينهم نساء وأطفال.