مراقبون: الهدوء مستبعد في الضفة.. وتصاعد "المقاومة" سيد الموقف

استبعد مراقبون للأحداث الأخيرة في نابلس (شمال الضفة) عودة الهدوء الميداني، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي، وحصار المدينة لليوم الـ14 على التوالي، معتبرين أن تصعيد المقاومة في كافة مدن الضفة سيكون سيد الموقف.

ورأى الكاتب والمتابع للشأن الاسرائيلي، معتصم سمارة، أن "الهدوء أصبح من الماضي؛ بعد قتل الاحتلال خمسة فلسطينيين في مدينة نابلس اليوم، وبات الأمر الآن تحدياً واضحاً، ليس بين مجموعة عرين الأسود (مجموعات مقاومة في الضفة) وبين والاحتلال وحسب، بل مع جميع المكونات المجتمعية".

وقال سمارة لـ"قدس برس" إن "جريمة جيش الاحتلال في نابلس، جاءت بعد حديثه خلال الأسابيع الاخيرة، وبشكل ملحّ، عن الحاجة لعملية عسكرية جذرية في جنين ونابلس، لإحباط عمليات للمقاومة أو اعتقال مطلوبين، مشيراً إلى أن "هكذا عملية سيرافقها بالتأكيد مواجهات وشهداء وجرحى، ومن ثم تتمدد لموجة غضب وردات فعل".

وأضاف أن أكثر ما يخشاه الاحتلال هو حدوث "عمليات تقليد أو محاكاة" بين الشبان الفلسطينيين، "بحيث يلهم منفذ عملية فدائية الآخرين بالقيام بعمليات أخرى، وهذه بالنسبة للاحتلال معضلة لا تتوقف، وتزداد يوماً بعد يوم".

دلائل التصعيد

وأعرب الكاتب والمحلل السياسي سري سمور، عن اعتقاده بأن جريمة الاحتلال الأخيرة في نابلس، تدلل على أن إمكانية الهدوء باتت في انحسار، وأن المواجهة تأخذ منحى تصاعدياً.

وأضاف لـ"قدس برس" أن من دلائل هذا التصعيد؛ تفاعل الشارع الفلسطيني مع ما يجري من مواجهة ميدانية، من حيث الالتزام بنداءات المقاومة للإضرابات، والمشاركة الواسعة في جنازات تشييع الشهداء، وتداول صورهم على وسائل التواصل الاجتماعي، وحالة التثوير القائمة في الضفة.

وأوضح "إسرائيل" تخشى من التصعيد، وامتداد تجربة "عرين الاسود" إلى مناطق أخرى، "ويبقى السؤال لدى أجهزة أمن الاحتلال: متى وكيف وأين ستكون ردة الفعل القادمة للمقاومة".

روح المقاومة

من جهته؛ قال الناشط الشبابي عبدالله شتات، إن ما تشهده الضفة الغربية في هذه الأيام يشبه في إرهاصاته ما شهدته الأراضي الفلسطينية قبل انتفاضة الاقصى عام 2000.

وأكد لـ"قدس برس"، أن "حجم الجرائم الاحتلالية المستمرة، والتي كان آخرها جريمة استهداف نابلس واغتيال مقاوميها، سيكون بمثابة النفس الذي يحيي روح المقاومة في كافة الأراضي الفلسطينية".

ورأى شتات أن "الشعب الفلسطيني يعيش حالة من الكبت والقهر نتيجة ممارسات الاحتلال، ولطالما انتظر فرصة ليخرج من الواقع الانهزامي الذي يعيشه، وعليه فإن الضفة اليوم ليست كالأمس"، مؤكدا أن "العودة إلى سياسة الاستسلام والهدوء باتت ضرباً من الخيال".

وفجر الثلاثاء؛ استشهد خمسة فلسطينيين خلال اقتحام قوات الاحتلال البلدة القديمة بمدينة نابلس (شمال الضفة)، وهم: وديع الحوح (31 عاما)، وحمدي شرف (35 عاما)، وعلي عنتر (26 عاما)، وحمدي قيم (30 عاما)، والشاب مشعل زاهي بغدادي (27 عاما).

وفي رام الله (وسط الضفة) استشهد الشاب قصي التميمي (20 عاما) برصاص الاحتلال عند مدخل النبي صالح شمال غرب المدينة.

وعمّ إضراب شامل، محافظات الضفة الغربية المحتلة، تلبية لدعوة القوى الوطنية والإسلامية، حداداً على أرواح الشهداء الستة في نابلس ورام الله، وتنديدا بجرائم الاحتلال المتواصلة بحق أبناء شعبنا.

تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الصليب الأحمر: قلق عميق من تصاعد العدوان "الإسرائيلي" في غزة
يوليو 1, 2025
أعربت اللجنة الدولية للصليب الأحمر، الثلاثاء، عن قلقها البالغ إزاء تصعيد العمليات العسكرية لجيش الاحتلال "الإسرائيلي" في مناطق مختلفة من قطاع غزة، في ظل الانهيار شبه الكامل للمنظومة الصحية وعجز المستشفيات القليلة المتبقية عن استيعاب الأعداد المتزايدة من الجرحى. وقالت اللجنة في بيان إنّها تشعر بـ"قلق عميق من تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة ومخيم
"الحوثيون" يعلنون تنفيذ عملية بصاروخ فرط صوتي على مطار اللد
يوليو 1, 2025
أعلن المتحدث العسكري باسم جماعة "أنصار الله" اليمنية (الحوثيون)، يحيى سريع، الثلاثاء، أن القوة الصاروخية للجماعة نفّذت عملية عسكرية نوعية استهدفت مطار اللّد في مدينة يافا المحتلة، مستخدمة صاروخا باليستيا فرط صوتي من طراز "فلسطين 2". وأوضح سريع أن الهجوم حقق هدفه بدقة، وأنه أدى إلى توقف حركة المطار وهروب واسع للمدنيين نحو الملاجئ. وأشار
169 منظمة تطالب بوقف آلية توزيع المساعدات "الإسرائيلية" في غزة
يوليو 1, 2025
طالبت 169 منظمة إغاثية دولية بوقف فوري لآلية توزيع المساعدات الإنسانية التي تقودها ما تُعرف بـ"مؤسسة غزة الإنسانية"، وهي جهة "إسرائيلية" - أميركية مثيرة للجدل، تتولى منذ أواخر أيار/مايو الماضي إدارة توزيع الإغاثة في قطاع غزة، بدلا من الوكالات الأممية والدولية المعتادة. وفي بيان مشترك، دعت المنظمات إلى العودة للعمل بآلية التوزيع التي كانت تديرها
"القسام" تعلن قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية
يوليو 1, 2025
أعلنت كتائب "القسام" الجناح المسلح لحركة "حماس"، الثلاثاء، قصف مستوطنتي "نير إسحاق" و"مفتاحيم" برشقة صاروخية. وقالت "القسام" في بيان مقتضب، إن الصواريخ التي جرى القصف بها من طراز "Q20" من منطقة تتواجد فيها آليات العدو شمال مدينة خان يونس جنوب القطاع. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت سابق اليوم، أن "صاروخين أطلقا من قطاع غزة
الصفدي: منع إدخال المساعدات إلى غزة جريمة حرب تستدعي تحركا دوليا فوريا
يوليو 1, 2025
أكد وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، الثلاثاء، أن الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة نتيجة استمرار عدوان الاحتلال "الإسرائيلي" ومنع دخول المساعدات، يتطلب تحركا دوليا فوريا لفرض إدخال المساعدات الإنسانية من خلال المنظمات الأممية المعنية، بما ينسجم مع القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني. وخلال لقائه المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)
"الأورومتوسطي": منع الوقود عن مستشفيات غزة أداة قتل مباشر
يوليو 1, 2025
قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان (مستقل مقره جنيف)، الثلاثاء، إن منع "إسرائيل" إدخال الوقود إلى مستشفيات قطاع غزة يُمثّل أداة قتل مباشر ووسيلة تهجير قسري بحق السكان المدنيين، ويُحوّل المرافق الصحية إلى أماكن للموت بدلا من الرعاية. وأوضح المرصد في بيان صحفي، أن توقف المولدات الكهربائية وتعطل الأجهزة الطبية الحيوية يعرض حياة آلاف المرضى لخطر