لماذا انخفض تأييد "الديمقراطيين" في أمريكا لإسرائيل؟

يرى محللان سياسيان أن انخفاض التأييد للاحتلال الإسرائيلي في صفوف الحزب "الديمقراطي الأمريكي"، يعود للتحولات التي شهدتها الولايات المتحدة، بالإضافة إلى تنامي ظهور تيار تقدمي داخل الحزب.
وكان استطلاع رأي سنوي أجرته مؤسسة "غالوب" الأمريكية (استشارية)، ونشر مؤخرا، كشف عن تغيُّر حاد في آراء مؤيدي الحزب الديمقراطي الأمريكي حيال الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية.
وشهد الاستطلاع هذا العام لأول مرة، تزايد نسبة المتعاطفين مع الفلسطينيين على الإسرائيليين، بين "الديمقراطيين" المشاركين في الاستطلاع، حسب ما أفاد به موقع /Axios/ الأمريكي.
وقال المدير التنفيذي لمنظمة "أمريكيون من أجل العدالة في فلسطين" أسامة أبو ارشيد، إنه ومنذ وصول الرئيس الأمريكي الديمقراطي الأسبق باراك أوباما إلى الحكم سنة 2009، بدأ يتطور تيار تقدمي داخل "الحزب الديموقراطي" لا يميل فقط إلى اليسارية في التفكير، إنما أيضاً إلى قضايا الحريات الشخصية وغيرها.
وأضاف: "في ذلك الوقت كان هناك تطور لتيار يميني كردة فعل على وصول أوباما الأسود إلى الحكم، ما عرف بحزب الشاي، وحدث نوع من الاصطفافات الأيدولوجية بين الديمقراطيين والجمهوريين، ثم بدأت تتطور قضايا ما يعرف بالعدالة الاجتماعية وحقوق النساء والأقليات وغيرها؛ مع وصول الرئيس الأمريكي السابق الجمهوري، دونالد ترامب، إلى الحكم، والذي كان معاد للأقليات".
وأشار أبو ارشيد، إلى أن القضية الفلسطينية بدأت حينها تدخل في سياق حركة العدالة الاجتماعية في الولايات المتحدة، وبسبب أن "الحزب الديموقراطي" يعتبر مظلة واسعة لأقليات كثيرة، بدأت تتسلل إلى داخل الحزب المدعم بالشباب أفكار أكثر ليبرالية، ما أثر في موقف الديمقراطيين.
وحول دور الممارسات الإسرائيلية في هذا التحول، بدأ الديموقراطيون ينظرون إلى ما يعانيه الفلسطينيون اليوم، بما ينطبق على تجربتهم التاريخية، "لذلك بدأنا نسمع أن في فلسطين نظام فصل عنصري".
بدوره أشار المحلل السياسي نادر الغول، إلى أن الموضوع الفلسطيني-الإسرائيلي؛ أصبح موضوعا عاما، بسبب مقاربة الديموقراطي الأمريكي السانتور بيرني ساندرز (ترشح لرئاسة الحزب الديمقراطي في 2016) للقضية الفلسطينية، مقاربة إنسانية أكثر منها سياسية، عندما طالب بحقوق الفلسطينيين.
وانتقد ساندرز العدوان الإسرائيلي المستمر على غزة، كما أصبح الموضوع حزبيا، بين الديمقراطيين والجمهوريين، وكرد على التعاطي "الديمقراطي"، حيث أن ساندرز عرف نفسه كمستقل، أتت رئاسة "ترامب" لتعكس التعاطي الحزبي مع الموضوع.
ولفت الغول أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب من خلال ممارساته والتي ابتعدت عن النمط التقليدي للسياسة الاميركية "عزز الحزبية وتعاطي الحزبين (الجمهوري والديمقراطي) مع الموضوع، مشيرا إلى أن فوز الديمقراطيين في ٢٠١٨، وظهور الجناح التقدمي، وظهور شخصيات "كرشيدة طليب" الفلسطينية، ساهم أيضا في دفع الموضوع؛ ليصبح حزبيا في أروقة الكونغرس، وفي المجال العام.
وبحسب الاستطلاع، بلغ التعاطف مع الفلسطينيين شهد مستوىً مرتفعًا جديدًا بين المستقلين السياسيين، حيث ارتفع ست نقاط إلى 32 بالمائة، ومع ذلك، لا يزال عدد أكبر من المستقلين يميلون إلى الإسرائيليين بنسبة 49 بالمائة.
أما آراء الجمهوريين فلم تتغير ، مع ما يقرب من ثمانية من كل 10 (78 بالمائة) يتعاطفون أكثر مع الإسرائيليين، فيما يؤيد 11 بالمائة الفلسطينيين.