طاهر المصري: واشنطن ليست لديها رؤية ولا إمكانية لحل القضية الفلسطينية

أكد رئيس الوزراء الأردني الأسبق، طاهر المصري، أن "عقد قمة العقبة الأمنية جاء استجابة للرغبة والرؤية الأمريكية في إدارة الأزمة، وبكلّ ما رافقها من أخطاء سياسية، وبكلّ ما تلاها من خسارات وخيبات ميدانية سياسية".
وقال المصري في مقال له، اليوم الإثنين، نُشر في صحيفة /رأي اليوم/، التي تصدر من لندن، إن من "تعقيد اللحظة العربية الراهنة، في أنّ الشركاء الإقليميين يستعجلون تنفيذ مشاريعهم الإقليمية، التي تقضي بدمج إسرائيل في المنطقة، كشرط لازم وأساسي لانطلاقها.. وإسرائيل بقيادتها الفاشية الحالية تستعجل تنفيذ ترتيبات مصالحها الفعلية على الأرض أولا، بكل ما في الاستيطان من فجاجة وهمجية".
وأشار إلى أن "الشعب الفلسطيني المظلوم، وعلى الرغم من ضعف ممثليه وقيادته، ما يزال يستعصي على كل أشكال الكسر والتطويع، على الرغم من فداحة وبشاعة الآلة العسكرية المستخدمة ضده، بمقاومته الأسطورية التي أذهلت العالم وما تزال".
وأوضح: "من سوء حظ الشركاء المتحمسين، أنّ الطرف الأمريكي الآن ليس لديه رؤية ولا إمكانية، سوى خفض تصعيد الأزمات وإدارتها، وفي كل مناطق نفوذه في العالم، لصالح تركيز جهوده ومقدّراته في مستنقع الصراع المتفجّر مع روسيا في أوكرانيا".
وأضاف: "ما هو مختلف اليوم، هو أنّ الخطط المعدّة لشطب القضية الفلسطينية لم تتوافق مع تقديرات غير واقعية لأصحاب الخطط السياسية والشراكات الإقليمية، على الرغم من كل وهن الحالتين الفلسطينية والعربية وضعفهما".
وتابع: "مصالح الشعب الفلسطيني ومشكلاته كانت أصعب، وأكثر تعقيداً وثباتاً من أن يتمّ شطبها والقفز عنها، ناهيك عن المصالح الأردنية الأساسية ومكانتها في تلك المشاريع الإقليمية المأمولة من الفاعلين الإقليميين، وما تعنيه تلك المشاريع من تغيير جذري ونهائي في المكانة الجيوسياسية للأردن كدولة في الإقليم".
وأشار إلى أن "قوى عربية فاعلة تطوّعت بالقفزة المجهولة الكبرى نحو التطبيع، وبحماسة غريبة خالية من أي ضمانات فعلية، تحت عنوان السلام الإبراهيمي، ولكن، وعلى الرغم من رحيل دونالد ترمب صاحب الخطّة، وإدارته، فإنّ مفاعيلها لم تتوقف، ومشاريعها الاقتصادية لا تزال متواصلة على قدم وساق عربيا".
وكانت السلطة الفلسطينية اتفقت مع "إسرائيل" خلال اجتماع شرم الشيخ، أمس، الذي يأتي امتدادا لقمة العقبة (جنوب الأردن)، بحضور مصري أردني ورعاية أمريكية، على "تحقيق التهدئة على الأرض والحيلولة دون وقوع مزيد من العنف".