مراقبان: الإعلام الرسمي الأردني أخطأ في تغييب روايته عن قمتي "العقبة" و"شرم الشيخ"
أعرب وزير الثقافة، وزير الشباب الأردني الأسبق محمد أبو رمان، عن استغرابه من غياب الرواية الإعلامية الرسمية الأردنية، فيما يتعلق باجتماعات قمة العقبة الأمنية، جنوبي الأردن (عقدت في 26 شباط/فبراير الماضي)، أو مشاركة الأردن فيما بعد في قمة شرم الشيخ الأمنية (عقدت في 19 آذار/مارس الجاري) "في حين ترك المجال للإعلام الإسرائيلي لكي يكون صاحب الرواية الإعلامية الوحيدة".
وقال أبو رمان، في حديث مع مراسل "قدس برس"، اليوم الاثنين، إنه لم يستمع "لأي رواية أردنية رسمية للإجابة على تساؤلات من قبيل، لماذا حدثت (قمة العقبة)؟، وما الذي جرى فيها؟ ولماذا يشارك الأردن بعد ذلك في قمة (شرم الشيخ)؟، وما الأهداف الأردنية من المشاركة في هذه اللقاءات؟!".
وأضاف: "طالما أن الأردن شارك، وتم الإعلان عن الاجتماعات في العقبة وشرم الشيخ، في مرحلة تاريخية حساسة وخطيرة، وطالما أن الإعلام الإسرائيلي قدم رواية خطيرة في هذا الشأن، فأنا اعتقد من الخطيئة أن تغيب الرواية الرسمية الأردنية أوالعربية، حتى لو كنا نختلف معها ولدينا وجهة نظر مغايرة.. وبالتالي المطلوب أن تقدموا لنا الرواية.. لماذا شاركتم؟" وفق تساؤله.
ولفت أبو رمان إلى أن "الرواية الإسرائيلية كانت حاضرة وبقوة، وسيطر الإعلام الإسرائيلي على المشهد في الاجتماعات، وكأنه لا توجد أي رواية أخرى غير الرواية الإسرائيلية، أو لا يوجد إعلام سوى الإعلام الإسرائيلي".
وتابع يقول "هذه مسألة خطيرة أن تشعر بأنك (الدولة الأردنية) لست بحاجة لمخاطبة الشارع الأردني في قضية تمس الأردنيين والفلسطينيين، بل والعالم العربي والإسلامي، بل وأن تقبل في أن تسلم الراية الإعلامية للاحتلال الإسرائيلي، وهذا خطأ فادح، ومؤشر سلبي في طريقة التعامل مع الرأي العام ومزاج الشارع".
وشدد على أنه "لا بد أن تخضع مثل هذه اللقاءات إلى النقاش العام، وأنا كأردني هل من مصلحتي التهدئة داخل الأراضي الفلسطينية؟، أم هل مصلحتي في خفض التوتر؟، أو أنه في غياب العملية السلمية، تكون لدينا مصلحة في الأردن في إيصال رسالة للإسرائيليين المتطرفين أن لدينا موقف مغاير لما يجري؟".
وأكد أبو رمان على أنه "لا يجوز هذا التعامل مع القوى السياسية، والرأي العام الأردني، وكأن المسألة خارج اهتمام الناس، بل إن ما يحدث عبارة عن قضية متعلقة بالأمن الوطني الأردني، والمعادلة الداخلية ودور الهاشميين في القدس، وبالتالي كان يجب أن تكون هناك رؤية إعلامية أردنية واضحة ومعلنة".
معلومات شحيحة
بدوره، قال الإعلامي الأردني، وناشر موقع /جو24/ باسل العكور إن "المعلومات التي رشحت من (قمة العقبة) الأمنية عن اللقاء ومضامينه، تكاد تكون شحيحة، بل وغير موجودة من حيث المبدأ، وهذا الأمر الذي دفع الصحفيين لعدم التعامل مع القمة".
وأضاف في حديث مع مراسل "قدس برس"، قائلا إن "هناك أوساط عديدة معارضة لعقد القمة، وهناك طيف شعبي أردني واسع رفض قمة العقبة، وبالضرورة كان هذا الأمر ينسحب على اللقاء الآخر في شرم الشيخ".
وأعرب عن اعتقاده أن "هذه القمة موجهة ضد الشعب الفلسطيني، ومصلحته العامة ومقاومته، ولذلك كان هناك رفضا كاملا لهذا النوع من اللقاءات، التي تستهدف عودة التنسيق الأمني مع الاحتلال، وبالتالي هناك رفض لقمة شرم الشيخ التي هي تحصيل حاصل لقمة العقبة" على حد تقديره.
وانتهى مساء أمس الأحد، اجتماع "شرم الشيخ" الأمني، الهادف إلى خلق تهدئة مؤقته خلال شهر رمضان المقبل.
وعلقت القناة الرسمية الإسرائيلية /كان11/ على نتائج الاجتماع بالقول إنه "بلا قرارات جديدة"، مضيفة "سيتلوه قمة أخرى خلال شهر رمضان".
وأكد المشاركون في الاجتماع، على التفاهمات التي تم التوصل إليها في قمة العقبة، جنوبي الأردن، والتي عقدت نهاية الشهر الماضي.
وشارك في الاجتماع مسؤولون سياسيون وأمنيون من مصر والسلطة الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي والأردن والولايات المتحدة الأمريكية، ووصفت الأجواء فيه بالإيجابية، حسب الإعلام العبري.