يوم الأم واللاجئون الفلسطينيون في سوريا.. صور تكشف ما فعلته سنوات الفراق

صور جماعية للأم وبناتها وأحفادها، ترسلها الحاجة أم جابر لابنها في تركيا، عبر جوال إحدى حفيداتها، في ذكرى عيد الأم بسوريا، والذي يصادف 21 آذار/مارس من كل عام.
يستلم الفلسطيني المقيم في تركيا "محمد" صورة والدته عبر تطبيق "واتساب" لتبدأ حكاية الذهول والدهشة، يقول محمد في حديثه لـ"قدس برس": "قلما نتبادل الصور مع العائلة رغم تواصلنا الدائم، ولكن نحرص على ذلك في الأعياد والمناسبات".
وعبّر محمد عن خصوصية هذا اليوم فيقول: "لم أجتمع بأمي منذ 11 عاما، عندما قررت السفر إلى تركيا بسبب تردي الأوضاع الأمنية في البلاد، لذلك أحاول إسعاد أمي ما أمكنني في هذا اليوم، عبر تبادل الصور الجماعية على الأقل".
وأضاف: "في كل مناسبة نتبادل فيها الصور؛ تفاجئني ملامح تقدم العمر على وجه أمي وإخوتي، ثم تبدأ عملية عصف ذهني كي أتمكن من تذكر أسماء أبناء وبنات إخوتي الذين يظهرون في الصورة، ويبدأ حوار مفعم بالحنين والسعادة والدهشة مع عائلتي"..
"أليست هذه مرح، كانت رضيعة عندما تركناها.. بلال صار له شارب.. بالأمس كان يلعب في الحارة مع الأولاد".
وتابع محمد: "ننتقل بين الصور من شخص لآخر، والابتسامات لا تفارقنا".. فجأة تقتحم عبراتٌ حديث محمد؛ لتخط على خديه سيلاً من الدموع والذكريات والحنين.
في مكان آخر، وتحديدا في شمال سوريا؛ تقول اللاجئة الفلسطينية "سماح" المهجرة من مخيم اليرموك بدمشق: "لا يمكنني أن أتخيل أن أمي باتت تمشي على عكاز حانية ظهرها، فمنذ عام 2018 لم أرها".
وتضيف في حديثها لمراسلنا: "دائما أرسل صوري وصور أطفالي لأمي، ولكنها لا ترسل صورها إلا في المناسبات، وفي كل مرة أرى تغيرا واضحا في ملامحها وصوتها، خاصة بعد أن تجاوزت الـ70 من عمرها".
وأردفت: "كانت السنوات الأولى صعبة للغاية، وفي عيد الأم كنت استمع لأغنية (ست الحبايب) وأبكي، ولكن بعد أن رزقنا الله بأطفال بدأت أعتاد الأمر شيئا فشيئا".
وفرضت الحرب في سوريا على الأمهات الفلسطينيات هناك فراق أبنائهم لسنوات، حيث هُجر الكثير منهم إلى الشمال السوري وتركيا، في ظل خشية هؤلاء من العودة للبلاد لافتقادهم الأمان.