خبيران: وحدة الأسرى داخل سجون الاحتلال سبب انتصارهم

أكد مختصان فلسطينيان في الشؤون السياسية والأسرى، أن وحدة الموقف الفلسطيني من قضية الأسرى والحشد لنصرتهم في معركتهم، وسعي الاحتلال إلى عدم القتال على عدة جبهات خلال شهر رمضان، أجبرت الاحتلال الى الاستجابة لمطالبهم وعدم تنفيذ تهديدهم بخوض إضراب عن الطعام.

وأكد الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا، أن ما حدث مع الأسرى، لا يمكن فصله عن السياق العام في ظل التوترات على الساحة السياسة والداخلية.

وقال القرا لـ "قدس برس" إن "الحكومة الإسرائيلية تريد أن تقلل حجم المشكلات المرتبطة بشهر رمضان، بحيث تقلل حجم القضايا التي ممكن أن تسبب في الذهاب إلى مواجهة، خاصة أن المقاومة كان لديها موقف واضح فيما يتعلق بالأسرى، وأنه لا يمكن تركهم لوحدهم، وستكون إلى جانبهم في حال ذهبوا إلى الإضراب عن الطعام".

وأضاف: "هناك رسائل تأديب للاحتلال من قبل المقاومة، في حال استمراره في قمع الأسرى، والذهاب بالأسرى إلى الإضراب يعني أن هناك تدخل للمقاومة في مرحلة معينة".

وأشار القرا في حال تم الذهاب إلى مواجهة فإن الأوضاع في الضفة الغربية ستزداد سخونة، ما يعني فتح ملفات جديدة للاحتلال.

وأشار القرا إلى أن الحالة الداخلية للاحتلال، ستخلق أزمة لصالح الأسرى، وسيرى البعض أنه من الصعب الذهاب إلى مواجهة، في ظل تأزم الأوضاع الداخلية، الأمر الذي يتطلب استنفارا واسعا للأجهزة الأمنية خارج وداخل السجون وخاصة في القدس، وزيادة عدد أافراد الشرطة والجيش.

وأكد أن هذا جهد لا يحتمله الاحتلال، لذلك هو اختار أن يذهب إلى تخفيف العمل بملف الأسرى والتفرغ لبعض القضايا الأخرى.

وحذر الكاتب والمحلل السياسي من مراوغة الاحتلال في موضوع الأسرى والذهب باتجاه إعادة العقوبات في مرحلة معينة وفي ظروف أخرى كما حدث مع أسرى سجن جلبوع (شمال فلسطين). 

واعتبر الباحث والمختص في شؤون الأسرى جمال فروانة، وحدة الموقف الفلسطيني خارج السجون وداخله كان الشعار المهم في هذه المعركة واحد أسباب عوامل النصر.

وقال فروانة في حديث مع "قدس برس": "وحدة الموقف داخل السجون عامل مهم، والتحام شعبنا الفلسطيني في كل مستوياته مع الأسرى واستعداده للتضحية من أجل من ضحوا بأرواحهم وأفنوا أعمارهم في داخل السجون كان مهما، هذه الصورة الجميلة والأجمل في هذه الخطوات والتي استطاعت أن تفرض على الاحتلال للتراجع عن كل إجراءاته العقابية بحق الأسرى وأن يستجيب لمطالبهم" .

وأكد أن وحدة الحركة الأسيرة وتشكيل لجنة الطوارئ العليا من كافة الفصائل والقوة الوطنية والإسلامية في داخل السجون، والتعبئة داخل السجون، وإعداد برنامج سمي "برنامج التمرد والعصيان" على قوانين السجن، وإعاقة عمل إدارة السجون وتشتيت تفكيرها واستنزاف قواها، كانت أهم أسباب انتصار الأسرى في معركتهم.

وأوضح أن هذه الخطوات جعلت إدارة السجون تدرك بأنها رسالة من الأسرى، وأنه لم يعد لديهم ما يخسرونه، وأنهم مستعدون للمواجهة في أي لحظة كانت، مقابل أن يعيشوا حياة حرة وكريمة.

وأضاف: "وحدة الموقف خارج السجون، كانت على كل المستويات سواء القيادة السياسية أو على مستوى الفصائل والمؤسسات والشعبية، ورأينا هناك فعاليات وتصعيد من قبل الفصائل، كذلك من قبل المقاومة الفلسطينية، وكان هذا سببا رئيسيا في تراجع الاحتلال عن قرارته".

وتابع: "بدأ الاحتلال يدرك خطورة الأوضاع خارج السجون، وأن الأسرى والمسرى صواعق تفجير في المنطقة، وبأن العمليات البطولية التي تجري في القدس والضفة لها علاقة بما يتعرض له الأقصى والأسرى، وهذا يشير بخطورة الأوضاع وأن الأوضاع في خارج السجون آخذة بالتدهور وآخذة في الانفجار".

وشدد فروانة أنه تم تجهيز العدة والعتاد خارج السجون، وأصبح الكل مهيىء، وتم أعداد برنامجا كاملا للمساندة، سواء في قطاع غزة أو الضفة وفي كل أماكن تواجد الشعب الفلسطيني.

وقال: "سيبقى الأسرى يتابعون هذه التفاهمات وهذا الاتفاق، ونحن من خلفهم، وحال تراجع الاحتلال لديهم خطوات تصعيدية، ولن يتركوا الاحتلال ليماطل في تنفيذ الاتفاق".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
المئات من العلماء والفقهاء يصدرون ميثاقًا مؤيدًا لـ "طوفان الأقصى": مقاومة مشروعة وواجب شرعي على الأمة
يونيو 27, 2025
أصدر، اليوم الجمعة، مئات العلماء والفقهاء والهيئات والمؤسسات الإسلامية من مختلف أنحاء العالم ميثاقًا علميًا وشرعيًا جامعًا بعنوان "ميثاق علماء الأمة بشأن طوفان الأقصى وتداعياته"، عبّروا فيه عن موقفهم من معركة تلك المعركة التي أطلقتها المقاومة الفلسطينية في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، مؤكدين على شرعية المقاومة الفلسطينية ووجوب نصرتها من جميع المسلمين، حكامًا ومحكومين.
"الإعلام الحكومي": اعترافات جنود الاحتلال تكشف جريمة إعدام جماعي بحق المجوعين في غزة
يونيو 27, 2025
أكدت المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة، أن اعترافات جنود وضباط إسرائيليين بإطلاق النار المتعمد على آلاف المجوعين في غزة تكشف "جريمة إعدام جماعي ممنهج ضد المدنيين قرب مصائد الموت بغزة". جاء ذلك في تعقيب للمكتب الإعلامي الحكومي بغزة على ما كشفته صحيفة /هآرتس/ العبرية، اليوم الجمعة، بأن قادة في الجيش الإسرائيلي أصدروا تعليمات مباشرة
الإغاثة الطبية: 17 ألف طفل في غزة يعانون سوء التغذية الحاد
يونيو 27, 2025
أطلق مدير الإغاثة الطبية في قطاع غزة، بسام زقوت، تحذيرات جديدة من تفاقم أزمة سوء التغذية الحاد التي تضرب الأطفال في القطاع المحاصر، مؤكداً أن نحو 17 ألف طفل يعانون حالياً من سوء تغذية خطير، وسط توقعات بوفاة أعداد كبيرة منهم ما لم يتم التدخل بشكل عاجل وجاد. وقال زقوت، في تصريحات صحفية اليوم الجمعة،
أبو ردينة: عدوان المستوطنين في الضفة يهدف إلى جرها لمواجهة شاملة
يونيو 27, 2025
حذّر الناطق الرسمي باسم رئاسة السلطة الفلسطينية نبيل أبو ردينة، من "استمرار حرب الإبادة الجماعية والتجويع التي يشنها الاحتلال الاسرائيلي على شعبنا والتي تترافق مع الإرهاب المنظم الذي يشنه المستوطنون على القرى والبلدات والمدن في الضفة الغربية، وآخرها هجومهم على "كفر مالك" و"ترمسعيا" و"صوريف" و"مسافر يطا"، ما أسفر عن استشهاد وإصابة عدد من المواطنين العزّل،
صحة غزة: 72 شهيدا و174 جريحا وصلوا المستشفيات خلال الـ24 ساعة الماضية
يونيو 27, 2025
أعلنت وزارة الصحة في غزة نقل 72 شهيدا فلسطينيا، و174 جريحا إلى مستشفيات قطاع غزة خلال الـ24 ساعة الماضية. وأضافت الوزارة، في تصريح صحفي، اليوم الجمعة، أن حصيلة الشهداء والإصابات منذ 18 آذار/مارس 2025، وصلت إلى 6,008 شهيدا و20,591 جريحا، مشيرة إلى أن هناك عددًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات لا تستطيع
أطباء بلا حدود: خطة "مساعدات" غزة المدعومة أمريكيا قاتلة ويجب إنهاؤها
يونيو 27, 2025
وصفت منظمة "أطباء بلا حدود" خطة توزيع المساعدات الإنسانية التي تنفذها "مؤسسة غزة الإنسانية"، المدعومة من "إسرائيل" والولايات المتحدة، في غزة بأنها "قاتلة"، ودعت إلى إنهائها فورا. وأكدت المنظمة في بيان أصدرته، اليوم الجمعة، أن خطة توزيع المساعدات التي أطلقتها "مؤسسة غزة الإنسانية" قبل شهر تُهين الفلسطينيين. وأشارت إلى أن الخطة تُجبر الفلسطينيين على الاختيار