"الحرس الوطني" في إسرائيل يؤسس لمرحلة جديدة في تاريخ الصراع

بعد مصادقة الحكومة الإسرائيلية على تشكيل ميليشيات "الحرس الوطني" بقيادة وزير الأمن القومي اليميني المتطرف إيتمار بن غفير، حذر مراقبون من أن يؤسس هذا القرار لمرحلة جديدة بالغة الخطورة في تاريخ الصراع.
وكان بن غفير دعا نشطاء الجماعات اليمينية اليهودية المتطرفة إلى التطوع في صفوف "الحرس الوطني"، الذي سيوجه نشاطه ضد فلسطينيي الداخل.
وحول حيثيات هذا القرار يرى الكاتب والباحث الفلسطيني شرحبيل الغريب، أن القرار "جاء مكافأة لابن غفير لوقف التعديلات القضائية"، لافتا إلى أن "تشكيل هذه المليشيات ينسجم تماما مع برنامج (رئيس حكومة الاحتلال بنيامين) نتنياهو الذي يحمل برنامجاً لحسم الصراع بالقوة مع الفلسطينيين".
وحذر الغريب، في حديث مع "قدس برس"، من أن هذه المليشيات ستكون في المواجهة المباشرة مع فلسطينيي الداخل المحتل عام 1948، "وستكون أشد شراسة في ممارسة كل أشكال البطش والتنكيل والاجرام بما يحقق لبن غفير وحكومته مبتغاها في تهجير الفلسطينيين".
مشددا على ضرورة "وقوف الفلسطينيين صفا واحدا في وجه الاحتلال وميليشياته، والصمود على أرضه وهو الخيار الوحيد المتبقي له".
وأعرب عن اعتقاده أن الواقع الجديد "سيفرض على الفلسطينيين تأسيس تشكيلات مقاومة بشتى أنواعها لمواجهة العنجهية والعنصرية والفاشية الإسرائيلية، وهو ما سيشعل ساحة الصراع مع الاحتلال على الأرض والوجود الفلسطيني هناك" وفق تقديره.
وحول المخاوف التي أطلقتها شخصيات إسرائيلية من تشكيل ميليشيات "الحرس الوطني"، أوضح الغريب أن هذه المخاوف "نابعة من هواجس تغوّل بن غفير أكثر على المشهد السياسي الإسرائيلي، وأن يحدث انقلابا مضادا للسيطرة على مفاصل كثيرة في الكيان بما يعزز من إحكام سيطرة اليمين الإسرائيلي المتطرف".
ولفت إلى أن دولة الاحتلال أمست "في صراع عميق بين قوى اليسار الذي يصارع البقاء، وبين برنامج الإئتلاف الإسرائيلي الذي ينوي حسم السيطرة على كل شيء في إسرائيل نحو دولة يهودية دينية، وهذا يتعارض بشدة مع مصالح اقتصادية واجتماعية وسياسية يتبناها اليسار في دولة الاحتلال".
وشدد الغريب على ضرورة الاستثمار الجيد، فلسطينيا في هذا المشهد "من خلال تعزيز صمود الفلسطيني في أرضه ودعم وتعزيز المقاومة الشعبية والمسلحة في وجه الاحتلال الإسرائيلي، وتركيز والفعل المقاوم في مناطق الضفة الغربية المحتلة والقدس خلال الفترة الحالية بما يعطي مساحة كافية لتعزيز الانقسام والتفكك والفوضى داخل دولة الاحتلال الإسرائيلي".
بدوره أعرب الكاتب المختص في الشأن الاسرائيلي، رجائي كركي، عن اعتقاده أن "المستقبل القريب سيختلف تماماً بالنسبة لفلسطينيي الداخل خصوصاً بعد مجيء تلك الميلشيا.. لتفعل ما تشاء من تطبيق سياسات استيطانية أو حتى تهجير السكان الأصليين من مواقعهم، علاوة على فرض قوانين وأحكام جديدة بحق الفلسطينيين".
وأوضح الكركي أنه في "القانون الإسرائيلي يجب أن يتبع ما يسمى بـ (الحرس الوطني) لمفوض الشرطة العام، لكن ما جرى ان بن غفير هو من سيكون المسؤول المباشر عن تلك القوة، مما يشكل أزمة مباشرة مع قوى المعارضة داخل الكيان".
مشيرا أنه منذ نشأة حكومة الاحتلال الحالية بزعامة بنيامين نتنياهو "وهو يتساوق مع مطالب الائتلاف المتطرف ليحافظ على كرسي السلطة، بالمقابل يسير الكيان نحو مزيد من التفكك والفوضى، وهذا ما أشار له الكثير من القادة الأمنيين والعسكريين المتقاعدين، إضافة الى أشخاص من القضاء وطبقة الاكاديميين في دولة الاحتلال".
ومليشيات "الحرس الوطني" الإسرائيلي، هي تشكيل أمني مسلح، موازي لجيش الاحتلال وشرطته، اقترحت فكرة قيامها في حزيران/يونيو 2022 وشرعت حكومة الاحتلال الإسرائيلي في إنشاؤها في 2 نيسان/أبريل الجاري، وستوجه أنشطتها ضد الفلسطينيين في الداخل المحتل..
وجاء إعلان وزير أمن الاحتلال إيتمار بن غفير عن ميليشيات "الحرس الوطني"، ضمن اتفاق مع رئيس حكومته بنيامين نتنياهو، مقابل تأجيل التعديلات القضائية، الأمر الذي عدَّهُ مراقبون تصالحًا إسرائيليًّا على حساب الدم الفلسطيني.

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
الرشق يرحب بقرار نيكاراغوا قطع علاقاتها مع دولة الاحتلال ويدعو كل الدول لقرار مشابه
أكتوبر 12, 2024
رحّب عزت الرشق عضو المكتب السياسي لحركة "حماس" بـ"قرار حكومة نيكاراغوا قطع علاقاتها الدبلوماسية مع الكيان الصهيوني، ردّاً على الإبادة الجماعية الوحشية المتواصلة التي ترتكبها حكومة الاحتلال المجرمة ضدّ شعبنا الفلسطيني".  وقال الرشق في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم السبت: "إنّنا وإذ نقدّر انضمام نيكاراغوا إلى قضية الإبادة الجماعية التي رفعتها جنوب أفريقيا ضدَّ
"كتائب القسام" تؤكد تفجير عبوة بـ15 جنديا إسرائيليا وتوقعهم بين قتل وجريح
أكتوبر 12, 2024
أعلنت "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس"، أنها تمكنت من تفجير عبو ناسفة بقوة إسرائيلية شمالي قطاع غزة، كما استهدفت ناقلة جند بقذيفة (الياسين 105)، وفجرت عين نفق بقوة هندسية شرق مدينة رفح. وقالت "القسام" في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم السبت: "تمكن مجاهدو القسام، من تفجير عبوة شديدة الانفجار، في قوة صهيونية راجلة،
"فتح" تدعو للتدخل العاجل لإنقاذ الفلسطينيين شمالي قطاع غزة وشمالي الضفة
أكتوبر 12, 2024
دعت اللجنة المركزية لحركة "فتح" إلى "أوسع تحرك أممي لوقف الظلم المفروض على فلسطين وشعبها، مع ضرورة التدخل العاجل لإنقاذ أهلنا في شمال قطاع غزة جراء تسارع وتيرة الإبادة بحقهم، وكذلك أهلنا في شمال الضفة الغربية". وعبرت الحركة في بيان لها اليوم السبت، "عن رفضها المطلق للعجز العالمي الذي تواجه به حرب الإبادة المفروضة على
الصحة بغزة: حملة "التطعيم" ضد "شلل الأطفال" في مرحلتها الثانية الإثنين المقبل
أكتوبر 12, 2024
أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية بغزة، أنها ستبدأ حملة التطعيم ضد شلل الأطفال في مرحلتها الثانية في المحافظة الوسطى، الاثنين المقبل، في ظل الإبادة الجماعية الإسرائيلية المستمرة منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وقالت الوزارة في تصريح صحفي، تلقته "قدس برس"، اليوم السبت: "بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، والأونروا، واليونيسيف، نعلن عن البدء في المرحلة الثانية
الدفاع المدني في غزة: 200 ألف فلسطيني بجباليا يواجهون خطر الموت
أكتوبر 12, 2024
أعلن جهاز الدفاع المدني بقطاع غزة، اليوم السبت، أن 200 ألف مواطن بمنطقة جباليا يواجهون خطر الموت إما نتيجة القصف الإسرائيلي أو الجوع والعطش، في ظل الحصار البري المستمر لليوم السابع على التوالي. وقال محمود بصل، المتحدث باسم الدفاع المدني، في مقطع فيديو نشره عبر منصة /تلغرام/: "قوات الاحتلال الإسرائيلي تحاصر جباليا لليوم السابع على
الأردن: لن تتوقف "إسرائيل" عن جرائمها ما لم تتم محاسبة نتنياهو ووزرائه
أكتوبر 12, 2024
قال وزير الخارجية الأردنية أيمن الصفدي، اليوم السبت، إن "إسرائيل لن تتوقف عن جرائم الحرب في غزة والضفة الغربية ولبنان، ما لم تتم محاسبة نتنياهو ووزرائه المتطرفين". جاء ذلك في منشور على حسابه بمنصة /إكس/، كتب فيه: "لن تتوقف إسرائيل عن جرائم الحرب في غزة والضفة الغربية ولبنان ما لم تتم محاسبة نتنياهو ووزرائه المتطرفين".