الشمال السوري.. فوضى السلاح تودي بحياة لاجئ فلسطيني في مخيم "دير بلوط"

شيع "فلسطينيو الشمال السوري" اليوم الثلاثاء، جنازة الشاب فالح الديراوي، الذي قتل مساء أمس برصاص مسلحين ينتمون لأحد فصائل المعارضة السورية، في ظل حالة من التوتر والغضب خيمت على الجنازة.
وكان الشاب قد تعرض لإصابات خطيرة نتيجة إطلاق النار عليه قبيل أذان الإفطار، على خلفية إشكال سابق مع أحد الجناة.
وقال شهود عيان لـ "قدس برس" أن خمسة أشخاص ترجلوا من سيارة دفع رباعي، وحاولوا اختطاف الديراوي الذي كان جالسا على مدخل المخيم، إلا أنهم واجهوا مقاومة من الشاب والأهالي، قبل أن يقدموا على إطلاق وابل من الرصاص على الشاب، وعلى كل من حاول إنقاذه، مما أدى إلى إصابته إصابة بالغة، نقل على إثرها لمشفى "باب الهوى" بريف إدلب الشمالي.
وقال مراسلنا، إن أهالي المخيم أغلقوا الشارع الرئيسي الواصل بين منطقتي "إدلب" و"جنديرس" بالحجارة والإطارات المشتعلة، ومنعوا مرور المركبات، احتجاجا على الهجوم، مهددين باستمرار إغلاق الطريق، إلى أن يتم القبض على الجناة والقصاص منهم.
وقال أحد أهالي المخيم لمراسلنا، إن المخيم أصبح مستباحا للجميع، ولم نعد نشعر بالأمان فيه؛ خاصة مع استمرار المداهمات التي تنفذها الفصائل العسكرية في المخيم، على خلفية خلافات شخصية مع أحد عناصرها، مطالبا بإنها حالة "التشبيح" التي تمارسها بعض الفصائل ضد أبناء المخيم.
وكشف مصدر خاص في شرطة "جنديرس" لـ "قدس برس" عن إلقاء القبض على أحد الجناة، وأن البحث جار عن بقية المتورطين في الجريمة، موضحاً أن الجناة مدنيون في صفتهم الحالية، إلا أنهم كانوا ينتمون إلى فصيل "حركة نور الدين الزنكي".
وقال المصدر الذي فضل عدم ذكر اسمه، إن فوضى السلاح مشكلة قديمة جديدة، إلا أنها استشرت في الآونة الأخيرة بشكل مخيف، لافتا إلى أنه وفي نفس يوم حادثة مخيم "دير بلوط" قتل شابان في مدينة "أعزاز" وأصيب ستة أشخاص، أثناء توسطهما للصلح بين عائلتين تنتميان لفصيلين في المدينة.
كما أشار إلى حادثة مقتل ثلاثة شبان أكراد برصاص أحد عناصر فصيل "جيش الشرقية" على خلفية إيقادهم للنيران احتفالا بعيد "النوروز" أواخر الشهر الماضي.
وكانت "هيئة فلسطين للإغاثة والتنمية" قد نددت في بيان لها بجريمة الاغتيال التي طالت أحد أبناء الشعب الفلسطيني في الشمال السوري، مطالبة بالقبض على المجرمين لينالوا جزاءهم العادل.