خضر عدنان.. أسد الإضرابات يترجل شهيدا

في زنزانة مظلمة بمستشفى سجن الرملة، سيء السمعة، رقد الأسير عدنان في حالة صحية صعبة، لمدة 86 يوماً، في معركة أمعاء خاوية قاسية، حتى ترجل "أسد الإضرابات" شهيدا، اليوم الثلاثاء.
كانت زوجة الشهيد "عدنان" تنتقل خلال فترة اعتقاله من محافظة إلى أخرى، ومن فعالية إلى لقاء، ومن إذاعة إلى تلفزة أو أي وسيلة إعلام، لتسلط الضوء على معاناة زوجها وتنقل إلى الرأي العام تطورات إضرابه.
ولد خضر عدنان موسى في 24 آذار/مارس 1978 في بلدة عرابة في جنين (شمال الضفة)، وأنهى مرحلتي الدراسة الأساسية والثانوية العامة في مسقط رأسه، واجتاز المرحلة الثانوية بتقدير جيد جداً عام 1996، والتحق بجامعة بيرزيت في مدينة رام الله، وحصل عام 2001 على درجة البكالوريوس في الرياضيات الاقتصادية، ثمّ التحق ببرنامج الماجستير في تخصص الاقتصاد في الجامعة نفسها.
مبكراً، بدأ خضر عدنان حياته السياسية منتمياً إلى حركة الجهاد الإسلامي. وكان أول اعتقال له من السلطة الفلسطينية بتهمة التحريض على رشق رئيس الوزراء الفرنسي ليونيل جوسبان بالحجارة لدى زيارته جامعة بيرزيت عام 1998. أمضى في الاعتقال 10 أيام مضرباً عن الطعام.
وبمجموع سنوات يقترب من 9 سنوات، اعتقلت قوات الاحتلال خضر عدنان 13 مرة، غالبيتها بأوامر اعتقال إداري، إلى جانب معاناته من الاعتقال السياسي لدى أجهزة السلطة ضمن "سياسة الباب الدوار".
خاض خضر عدنان بإرادة قوية الإضراب تلو الآخر لينتزع حريته ويوصل رسالة: "لا تقبل الجدل للمحتل، لن نسلم بقراراتك الفاشية، وسننتزع حريتنا مهما كانت التضحيات".
المحطة الأولى لمعركة الأمعاء الخاوية بدأها خضر عدنان مع مجموعة من المعتقلين من قطاع غزة عام 2005، واستمرت 25 يوماً ضد عزله انفراديّاً، وكان لهم ما طلبوا.
كما خاض نهاية عام 2011 وبداية عام 2012 معركته الثانية بإضرابه الشهير الذي استمر 66 يوماً ضد اعتقاله الإداري، وتمكن فيه من انتزاع قرار بالإفراج عنه".
أمّا عام 2015، فكانت المحطة الثالثة بإضراب ضد الاعتقال الإداري استمر 58 يوماً. وعام 2018، خاض إضراباً جديداً مدته 54 يوماً. وعام 2021، خاض إضراباً استمر 25 يوماً، وخرج بعدها بـ5 أيام، وكان يخوض في الآونة الأخيرة إضرابه السادس منذ 5 شباط/فبراير الماضي.
وللشهيد "عدنان" (45 عاما) تسعة أطفال (5 ذكور و4 إناث، أكبرهم 14 عاماً، وأصغرهم أقل من عامين).
ويعد الشهيد من أبرز قيادات الضفة الغربية الداعمين للمقاومة، ويتهمه الاحتلال الإسرائيلي بأنه "محرض على العمليات"، تعرض للاعتقال والإعتداء والتحريض من أجهزة السلطة عدة مرات، وكانت إحداها في محاكمة الشهيد باسل الأعرج، إذ "تم جره وضربه والاعتداء عليه قبل اعتقاله".
وحسب "نادي الأسير" (مستقل مقره رام الله)، فإن الشهيد خضر عدنان، هو أول أسير يستشهد خلال إضراب فردي، مؤكدا أن جميع من ارتقوا قبل ذلك كانوا خلال إضرابات جماعية.
وبارتقاء الأسير خضر عدنان، يرتفع عدد شهداء الحركة الأسيرة إلى 236 شهيدا، منذ عام 1967، منهم 75 نتيجة لجريمة الإهمال الطبي المتعمد.