ما هي سيناريوهات رد المقاومة على عدوان الاحتلال في غزة؟

أعرب الكاتب والمحلل السياسي، سليمان بشارات، عن اعتقاده أن تأخير فصائل المقاومة الفلسطينية في تنفيذ الرد على جريمة اغتيال الاحتلال الإسرائيلي، فجر أمس الثلاثاء، لقادة من سرايا القدس الجناح العسكري لحركة "الجهاد الإسلامي" في قطاع غزة، على الرغم من مرور هذه الساعات الطويلة، يأتي ضمن إطارين.

الأول، بحسب بشارات، "الحرب النفسية للاحتلال ومحاولة الضغط عليه وتأنيب المجتمع الداخلي وخلق شرخ في المواقف السياسية لاسيما بين قياداته"، والخيار الثاني، يكمن في "البحث عن الفرصة والهدف الأنسب لتنفيذ الرد، وهو ما يعني إمكانية الخروج عن الشكل والطريقة المألوفة للرد، سواء استخدام أدوات جديدة، أو تكتيك جديد لتحقيق عنصر المفاجأة أو الصفعة للاحتلال".

وفي حديث لوكالة "قدس برس" أشار بشارات إلى أن سيناريوهات الحالة الراهنة تتمثل بعدة أشكال، أولها أن "تكون جولة تصعيد قصيرة المدى تمتد لعدة ساعات (قرابة 24 ساعة) وينجح من خلالها الوسطاء بالوصول لاتفاق، وبهذه الحالة يحقق كل طرف (المقاومة والاحتلال) أهداف مرحلية".

وأضاف أن السيناريو الثاني، يتمثل في جولة تصعيد متوسطة (ما بين يومين - لقرابة أسبوع) وتتوج باتفاق تهدئة، ويحاول كل طرف (المقاومة والاحتلال) تحقيق نقاط تعزز كل منهما من معادلته، وفي الغالب ستسعى "إسرائيل" لتحقيق أعلى قدر من الدمار واستهداف شخصيات بالمقاومة.

لكن الاحتلال، وفق بشارات، لا يرغب في جولة تصعيدية طويلة نوعا ما، لأنها في الغالب ستقلب الموازين وتجعل من الحكومة الإسرائيلية تتزعزع أكثر وربما تكون أمام سيناريو الانهيار السياسي.

وفي حديثه عن المنطلقات الإسرائيلية لتنفيذ عملية الاغتيال في غزة، أكد أنها "تتمثل في محاولة قياس استراتيجية فصائل المقاومة ومدى تطورها خصوصا في جزئية مفهوم توحيد الساحات، وكذلك يرى فيها محاولة لإعادة معادلة أو صورة الردع الإسرائيلية التي تآكلت مؤخرا".

وأشار إلى أن "منطلق قياس تطور قدرات المقاومة العسكرية، يوازيه السعي لإنهاك أو استنزاف هذه المقدرات ما بين جولة تصعيد وأخرى". 

ولفت إلى سعي إسرائيلي لإشغال الفصائل الفلسطينية عقب الانتهاء من المواجهة في إعادة بناء ما قد يتم تدميره، ومعالجة التداعيات الاقتصادية والبنية التحتية، بمعنى منح فرصة لفترة زمنية لهدنة في جبهة الجنوب، تمهيدا للانشغال بأهداف أخرى.

لكن الأخطر وفق بشارات يكمن في التأثير على وحدانية القرار لدى فصائل المقاومة، بمعنى أن استهداف حركة الجهاد (فصيل مقاوم)، قد تحاول من خلاله "إسرائيل" تحييد "حماس" عن المشاركة بالرد الميداني، وخلق حالة من الخلاف داخل فصائل المقاومة، وهنا قد يتم الضغط لادخال عناصر الوساطة للضغط على فصائل المقاومة لضمان أو تثبيت الهدوء لمرحلة مقبلة وهذا نابع من أهداف سياسية وأمنية إسرائيليا.

وفيما يتعلق بموقف فصائل المقاومة من جريمة وعدوان الاحتلال؛ يطرح بشارات عدة احتمالات، ومنها "عدم الرد نهائيا، وهذا سيعني القبول بمعادلة الردع الإسرائيلية، وتعزيز حالة اليأس وهذا يعني فقدان الثقة الشعبية".

وكذلك الرد المحدود من "الجهاد الإسلامي" وعدم ظهور "حماس" بالصورة، وهذا "معناه تعزيز الفجوة بين الفصيلين المتصدرين لمشهد المقاومة، ما يفتح المجال على الأقل للتشكيك بجدوى رؤية الحركة للعمل المقاوم". 

ونوه بشارات إلى أن الاحتمال الأخير هو مشاركة "حماس" بالرد، وهذا سيغير كل هذه التوقعات، وبالتالي يفتح المجال أمام أن يكون الرد مختلفا، بمعنى حجم وطبيعة الرد وشكله، إلا إن "استطاعت جهود الوساطة الوصول إلى معادلة ضمن الرد المحدود مقابل مكاسب سياسية أو ميدانية".

وشن جيش الاحتلال الإسرائيلي، فجر ومساء أمس الثلاثاء، عدوانا ضد قطاع غزة، أسفر عن استشهاد 15 فلسطينيا، بينهم أربعة أطفال ومثلهم من النساء، وإصابة 20 آخرين.

ونعت "الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة الفلسطينية"(مقرها غزة)، شهداء غزة، وحملت الاحتلال المسؤولية الكاملة عن تداعيات الجريمة، ودعته للاستعداد لـ"دفع الثمن".

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
ترامب: وقف إطلاق النار في غزة "وشيك"
يونيو 27, 2025
قال الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الجمعة، إن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في قطاع غزة "بات قريبا"، مرجحا أن يتم إبرامه خلال الأسبوع المقبل. وأضاف ترامب خلال فعالية في البيت الأبيض احتفالا باتفاق السلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، أنه تحدث أخيرا مع عدد من الأطراف المعنية بالمفاوضات الجارية بشأن وقف إطلاق النار في قطاع
"القسام" تعلن تفجير نفق مفخخ شرق خان يونس ومقتل ضابط "إسرائيلي"
يونيو 27, 2025
أعلنت كتائب "القسام"، الجناح العسكري لحركة "حماس"، الجمعة، تنفيذ عملية تفجير نفق مفخخ استهدفت قوة عسكرية تابعة لجيش الاحتلال الإسرائيلي، شرق مدينة خان يونس جنوب قطاع غزة، بتاريخ 16 حزيران/يونيو الجاري. وذكرت الكتائب، في بيان مصوّر نشرته، أن العملية أسفرت عن مقتل نائب قائد كتيبة في جيش الاحتلال، وإصابة عشرة جنود بجروح متفاوتة. وأشار البيان
عنف المستوطنين يتواصل.. إطلاق نار وسرقة وتخريب في رام الله والخليل
يونيو 27, 2025
شهدت مناطق عدة في الضفة الغربية، الجمعة، سلسلة اعتداءات عنيفة نفذها مستوطنون "إسرائيليون" مسلحون بحق المواطنين الفلسطينيين وممتلكاتهم، تخللتها أعمال ترويع وتخريب متعمد. ففي بلدة "شقبا" غرب رام الله، هاجم عدد من المستوطنين مجموعة من المواطنين أثناء تواجدهم في أراضيهم الزراعية شمال غرب البلدة. وقام المستوطنون بطرد أصحاب الأرض تحت تهديد السلاح، حيث أظهر مقطع
البرازيل.. مظاهرة حاشدة أمام القنصلية الأميركية في ساو باولو رفضا للعدوان على غزة
يونيو 27, 2025
شارك العشرات من النشطاء البرازيليين والمنظمات السياسية والنقابية، اليوم الجمعة، في تظاهرة جماهيرية أمام القنصلية الأمريكية في مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، احتجاجا على استمرار العدوان "الإسرائيلي" على قطاع غزة، والدعم الأميركي اللامحدود لحكومة الاحتلال. وجاءت التظاهرة بدعوة من قوى يسارية وحركات اجتماعية، بينها الحزب الشيوعي الثوري (P.C.O)، ومركز النقابات الشعبية  (CSP Conlutas)، ومجموعة
لازاريني: نظام توزيع المساعدات الجديد في غزة تحوّل إلى "ساحة قتل"
يونيو 27, 2025
قال المفوض العام لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، فيليب لازاريني، الجمعة، إن نظام توزيع المساعدات الجديد في قطاع غزة، الذي بدأ تطبيقه قبل نحو شهر، أدى إلى "مقتل أكثر من 400 شخص من المدنيين الجوعى". وأضاف لازاريني في منشور عبر حسابه الرسمي على منصة "إكس"، أن هذا النظام أصبح "ساحة قتل" بدلا
غوتيريش: البحث عن الطعام في غزة لا يجب أن يكون "حكما بالإعدام"
يونيو 27, 2025
ندد الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الجمعة، بالوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. وأكد غوتيريش أن السعي للحصول على الطعام لا يجب أن يُعرّض الناس للموت، محذرا من أن آليات توزيع المساعدات الحالية في القطاع تؤدي فعليا إلى قتل المدنيين. وقال في تصريح للصحفيين من نيويورك: "يُقتل الناس لمجرد محاولتهم إطعام عائلاتهم وأنفسهم. لا