فعاليات تضامنية واسعة في البرازيل وتشيلي إحياء لـ"النكبة الفلسطينية"
أحيا الفلسطينيون ومتضامنون لاتينيون، الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، في البرازيل وتشيلي، فيما أصدرت مؤسسات وحركات شعبية وتضامنية، بيانات "دعم وتأييد لحرية الشعب الفلسطيني وضرورة عودته لأرضه".
وشارك آلاف البرازيليين في وقفة تضامنية، دعت لها 15 مؤسسة برازيلية وفلسطينية في شارع "أفيندا باوليستا"، أبرز شوارع مدينة ساو باولو (جنوب شرق البرازيل)، مساء الاثنين، إحياءً للذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية.
وندد المتضامنون بجرائم الاحتلال المتواصلة ضد الفلسطينيين، وليس آخرها، ما تعرض له المدنيون والأطفال الأبرياء في غزة، والاعتداءات الإسرائيلية اليومية في الضفة الغربية، إضافة لاستمرار اقتحامات المسجد الأقصى.
ورفع المتضامنون لوحات وصور تُنادي بالحرية لفلسطين، وتذكر باستمرار نكبة الشعب الفلسطيني، ومواصلة صمت المجتمع الدولي وغضه الطرف عن رفض "إسرائيل" تنفيذ قرارات الأمم المتحدة والشرعية الدولية.
وطالب المتضامنون، حكومة البرازيل، بموقف واضح يعرّف "إسرائيل" كدولة فصل عنصري، ولعب دور أكبر في الضغط على المجتمع الدولي، لإدانة الاحتلال الإسرائيلي ووقف مجازره المتواصلة بحق الشعب الفلسطيني.
من جهته قال، رئيس المنتدى اللاتيني الفلسطيني في البرازيل (مستقل)، محمد القادري، إن "مشاركة هذا العدد الكبير من مختلف المؤسسات البرازيلية والعربية والفلسطينية، في إحياء ذكرى النكبة الفلسطينية، يؤكد أن أنصار الحق الفلسطيني في زيادة، وأنصار الصهاينة في انحسار".
وأضاف القادري، في حديث لـ"قدس برس"، أن "الوقفة التضامنية اليوم، في أهم شوارع البرازيل، جاءت لتُذكر العالم أن نكبة الشعب الفلسطيني ما زالت مستمرة، وما زالت آثارها موجودة، وما زال المجتمع الدولي يتنكر لحقوقه ويدعم الصهاينة"، على حد تعبيره.
واعتبر القادري، أن "السياسية البرازيلية بقيادة الرئيس الرئيس لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، بدأت تعود لرشدها تجاه القضية الفلسطينية، بعد حكومة "بولسونارو"، التي عُرفت بدعمها اللامحدود للصهاينة".
وأكد القادري، أن "الحكومة البرازيلية منذ تسلمت مهامها وهي تُبادر لإدانة جرائم الاحتلال بحق الفلسطينيين وليس آخرها عدوانه ضد غزة، أيار/مايو الحالي، وكذلك تصريحات الرئيس (دا سيلفا)، خلال زيارته لإسبانيا الشهر الماضي، التي انتقدت عجز الأمم المتحدة عن دعم قيام دولة فلسطين بذات القدرة التي عملت فيها على تأسيس (إسرائيل)". مضيفاً "نتطلع أن تلعب البرازيل خلال المرحلة القادمة دوراً أكبر يتجاوز الإدانة والتصريحات".
أما في تشيلي، فقد أحيا الفلسطينيون الذكرى الـ75 للنكبة الفلسطينية، بعشرات المركبات التي جابت شوارع العاصمة سانتياغو، ملوحة بالأعلام الفلسطينية، تضامناً مع الشعب الفلسطيني، وتنديداً بجرائم الاحتلال الإسرائيلي المتواصلة بحقه.
كما ارتدى المشاركون الكوفية الفلسطينية، ورفعوا شعارات، تصف الاحتلال الإسرائيلي بـالإرهاب والفاشية والعنصرية، وتُطالب بمقاطعته ومحاسبته.
وأصدرت المجموعة البرلمانية الدولية –التشيلية الفلسطينية- التابعة لمجلس الشيوخ التشيلي، بياناً مطولاً، الأحد، قالت فيه إن "النكبة الفلسطينية تُذكر بالنزوح القسري الذي تعرض له أكثر من 700 ألف فلسطيني، في 15 مايو 1948، نتيجة إقامة دولة (إسرائيل)".
وأضاف البيان، الذي تلقته "قدس برس"، أنه " في مواجهة جرائم الاحتلال المستمرة وليس آخرها العدوان الأخير على قطاع غزة، وقتل المدنيين من الأطفال والنساء، فإننا نناشد مجلس الأمن الدولي، بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني".
وأكد البيان، ضرورة أن "تقوم المحكمة الجنائية الدولية بعملها وتضيف جرائم الاحتلال الأخيرة في غزة إلى سجل الاحتلال، وتعمل على محاكمته".
يُشار إلى أن قرابة مليون فلسطيني يعيشون في دول أمريكا اللاتينية، إذ يقطن في تشيلي، نحو نصف مليون فلسطيني، منذ منتصف القرن التاسع عشر، ويُطلق عليهم لقب "التشيلستيون" اختصارا لكلمتي تشيلي وفلسطين.
ويبلغ عدد أبناء الجالية الفلسطينية في البرازيل نحو 70 ألفا، يتركز وجودهم في ولاية بيرنامبوكو (شمال شرق)، وولاية ريو غراندي دو سول (جنوبا)، بحسب المركز الوطني الفلسطيني للمعلومات.