ماهي دلالات فوز كتلة "فلسطين المسلمة" في جامعة النجاح؟

فتح فوز الكتلة الإسلامية "كتلة فلسطين المسلمة" الذراع الطلابي لحركة المقاومة الإسلامية "حماس" في انتخابات مجلس اتحاد طلبة جامعة "النجاح الوطنية" بنابلس، شمالي الضفة الغربية،الثلاثاء، التساؤلات عن دلالات هذا الفوز؛ خاصة أنه جاء بنتيجة غير متوقعة لدى عدد كبير من المحللين والمختصين بالشأن الفلسطيني.
ويرى الباحث في الشأن الفلسطيني أشرف بدر، أن أحد أسباب ودلالات هذا الفوز، هو توق الشباب الفلسطيني للتغيير والمشاركة في العملية الإنتخابية، وهذا ما يشير إليه حجم المشاركة الكبيرة في عملية الاقتراع والتي وصلت إلى 70 بالمائة تقريبا.
ويضيف بدر لـ"قدس برس"، أن الفارق بين عدد المقاعد بين كتلة "فلسطين المسلمة"، و كتلة "الشهداء" الذراع الطلابي لحركة التحرير الوطني "فتح، ضئيل، وليس فوزاً ساحقاً، ولكنه جاء بعد فترة طويلة من المنع والملاحقة من الاحتلال الإسرائيلي، والتضييق من الأجهزة الأمنية في الضفة الغربية.
ويتساءل، في حال حصلت هذه الانتخابات في أجواء طبيعية بدون هذه الملاحقات والمنع والتضييق فكيف ستكون النتيجة؟.
ويشير بدر إلى دلالة أخرى لهذا الفوز، وهي "معاقبة الشباب لحركة فتح وبرنامجها السلمي الذي وصل لطريق مسدود، في المقابل يرى هذا الجيل تصاعدا واضحاً للمقاومة، وتأثيرها في قطاع غزة، وعرين الأسود في الضفة الغربية (مجموعات مقاومة في نابلس)".
بدوره قال النقابي علاء الأعرج، إن ما شهدته هذه الانتخابات من حملة إعلامية ضخمة، شاركت فيها مؤسسات أمنية ووكالات إعلام رسمية، وأقاليم حركة "فتح"، عدا عن ضخ الأموال بكميات ضخمة، يشير إلى فشل كبير منيت به الحركة.
ويضيف الأعرج لـ"قدس برس"، في الجهة الأخرى نرى مجموعة طلابية بإمكانيات ضعيفة، تأخذ زمام الأمر، وتقود العملية الانتخابية بدون تجربة سابقة، لتحقق هذه النتيجة غير المتوقعة بكل المقاييس.
ويلفت، وهو طالب سابق في جامعة النجاح، أن من أهم دلالات هذه الفوز، هو معاقبة الجيل الشاب للوجوه القديمة، والفارق العمري الكبير والخلفيات الأمنية لقيادات الشبيبة، والمجلس السابق في الجامعة، والتي لم تقدم شيئاً ملموساً للطلبة، على عكس ما كانت عليه إبان قيادة كتلة "فلسطين المسلمة".
ومن أهم الدلالات التي يراها الأعرج، فشل الحملة الإعلامية الضخمة التي شنتها حركة "فتح" ضد حركة "حماس" لتشويهها خلال الحرب الأخيرة على غزة (توقفت السبت الماضي)، إلا أن هناك ثباتاً في النظرة لحماس لدى هذا الجيل، وبأنها الأقدر على المحافظة على الثوابت الفلسطينية.
يذكر أن آخر فوز كان لكتلة "فلسطين المسلمة" قبل 16 عاما، تعرضت بعدها للمنع من المشاركة بحجة الأحداث في قطاع غزة عام 2007، وتم إلغاء عقد الانتخابات في الجامعة لعدة مرات، كانت آخرها منذ عام 2017 حتى هذا العام.
وفازت "الكتلة الإسلامية"،الثلاثاء، بانتخابات مجلس الطلبة في جامعة النجاح، بواقع خمسة آلاف و476 صوتا، مقابل خمسة آلاف و035 لكتلة الشبيبة، الذراع الطلابي لحركة التحرير الوطني "فتح".
وحصلت على 40 مقعدًا، متقدمة بمقعدين على كتلة "الشهداء" التابعة لشبيبة "فتح"، و التي حصلت على 38 مقعدًا، ثم قائمة الشهيد أبو على مصطفى "القطب الطلابي" ثلاثة مقاعد.