ماهي أبرز دلالات فوز الكتلة الإسلامية في أهم جامعتين بالضفة الغربية؟

حققت كتلة "الوفاء الإسلامية"، الذراع الطلابي لحركة "حماس"، فوزاً في انتخابات مجلس طلبة جامعة بيرزيت في رام الله (وسط الضفة الغربية)، بحصولها على (4481) صوتاً مقابل (3539) لحركة "الشبيبة الطلابية"، الذراع الطلابي لحركة "فتح".
ويعتبر هذا الفوز هو الثاني للكتلة الإسلامية، بعد الذي حققته قبل أسبوع، في جامعة النجاح الوطنية بمدينة نابلس (شمال الضفة الغربية)، "رغم حملات الملاحقة والتضييق التي يتعرض لها عناصر الكتلة الإسلامية في كل جامعات الضفة على يد الاحتلال الإسرائيلي أو أجهزة أمن السلطة"، كما تقول الكتلة في بياناتها.
ورغم تراجع كتلة "الوفاء الإسلامية" عن انتخابات العام الماضي في عدد المقاعد، والتي يراها مراقبون، بأنها كانت "استثنائية، بسبب معركة سيف القدس، عقب الأحداث في المسجد الأقصى ووقوف السلطة عاجزة عن فعل أي شيء، واغتيال الناشط نزار بنات على يد عناصر جهاز الأمن الوقائي".
ويقول الكاتب إسلام أبو عون، إن "الفوزين المتتاليين للكتلة الإسلامية يؤكدان العديد من الأمور، أهمها، أن الهجوم المتواصل ضد حركة حماس لم يؤت ثماره، بل زاد من التفاف الطلبة حول مشروع المقاومة".
وأضاف أبو عون لـ"قدس برس"، أن "حركة حماس تتعرض لحملة إعلامية كبيرة، تتهمها بالخذلان والتقصير في قطاع غزة، وهذه الدعاية لم تنطلي على الطلبة الذين صوتوا وقدموا حماس بالدرجة الأولى في أكبر وأهم جامعتين في الضفة".
واعتبر هذا الفوز "دعم ورصيد إضافي لمشروع المقاومة، حيث فازت كتلتين من الكتل المحسوبة على المقاومة، وهما حماس والجبهة الشعبية، بأكثر من نصف عدد المقاعد، بينما حتى الذي حصلت عليه حركة الشبيبة الطلابية لحركة فتح، كان مبنيا على خطاب المقاومة والمواجهة".
ويتابع أبو عون، "الشبيبة حاولت تدعيم حملتها بشخصيات ورموز فتحاوية مثل أبو رعد خازم، والأسير مروان البرغوثي، بمعنى أنها حاولت أن تستثمر برموز المقاومة الفتحاوية، وهذا يدلل أن الجامعتين والطلبة أعطوا استفتاء ومبايعة جديدة لمشروع المقاومة والمواجهة في فلسطين".
ويشير إلى أن الرسالة المهمة من فوز الكتلة الإسلامية هي "عبثية مشروع الاجتثاث الذي تقوم به السلطة الفلسطينية ضد حركة حماس، منذ أكثر من 15 عاماً".
والعكس من ذلك كما يلفت أبوعون، فانه "كلما زاد التخويف زاد التحدي والإصرار وعاقب الصندوق من يقوم بذلك، والسلطة اليوم وحركة فتح تدفعان ثمن إجراءاتهما ومواقفهما، وبخاصة الاعتداءات على مسيرات استقبال الأسرى وجنازات الشهداء".
بدوره،يقول الكاتب جاد قدومي، بأن "السلطة تفعل ما بوسعها للسيطرة بالوسائل الأمنية وقوة المال، وتمارس سياسات ضد إرادة الناس وتنتهج نهج فاشل منذ سنوات".
ويضيف قدومي لـ"قدس برس"، أن "الإنجاز الوحيد للسلطة كان الحفاظ على مجموعة متنفذة لمصالحها الشخصية، بينما تطحن حركة تحرر وطني لها تاريخ وقاعدة جماهيرية عريضة"، وفق قوله.
ويبدي قدومي استغرابه من أن "طلبة الشبيبة أصبحوا مجبرين على مواجهة فشل غيرهم، وهم مجبرون على اعتبارهم قادتهم الذين لم يختاروهم ولم يستطيعوا تغييرهم"، ويتابع: "يستحق شباب فتح أن تكون حركتهم ملكهم وملكنا جميعاً.. ليس لأجل انتخابات وإنما لأجل الوطن".