بعد 56 سنة على نكسة حزيران.. الضفة لم تلق السلاح والمقاومة تفرض واقعا جديدا

في الوقت الذي يحيي فيه الفلسطينيون الذكرى الـ56 للنكسة، التي احتلت فيها قوات الاحتلال الإسرائيلي الضفة الغربية المحتلة، بما فيها ما تسميها "إسرائيل" القدس الشرقية، وقطاع غزة والجولان السوري، يجمع المراقبون على أن "المقاومة المسلحة بقيت الخيار الأول في الضفة الغربية المحتلة، ولم يترك الفلسطينيون البندقية".
وتؤكد المؤشرات، وخاصة خلال العامين الأخيرين، وبما لا يدع مجالا للشك، "وجود حاضنة شعبية جارفة للعمل العسكري، وتأييد منقطع النظير للعمليات الفدائية بمختلف أشكالها ضد الأهداف الإسرائيلية، في مناطق الضفة الغربية المحتلة".
ويقول الكاتب والمحلل السياسي ثامر سباعنة لـ"قدس برس" إنه: بالرغم من "كل ما مر به الفلسطينيون منذ عام ١٩٤٨ والنكسة عام ١٩٦٧، ورغم ما تعرضوا له من استخدام أسلوب الجزرة، من خلال فتح آفاق الحل السلمي السياسي معهم، وإنتاج سلطة حكم ذاتي لإدارة الشؤون الخدماتية بالضفة، والترويج أن الضفة ستتحول إلى سنغافورة الشرق، وقبلها وخلالها وبعدها استخدام أسلوب العصا".
ويشير إلى أن "الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لم يتخلف عن دوره الحقيقي المنوط به، وهو مقاومة الاحتلال الإسرائيلي بشتى الطرق، وفي مقدمتها حمله للسلاح الشريف والطاهر، والتسابق في التضحية والفداء، في سبيل تحقيقه أمانيه المشروعة".
وينوه سباعنة إلى أنه: وخلال سنوات الاحتلال، مرت الضفة بفترات مفصلية مهمة، وأبرزها على الاطلاق الانتفاضة الأولى ما بين عامي 1987-1993، وخلالها ورغم الطابع الشعبي الذي طغى عليها، إلا أنها شهدت تأسيس "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، وقبلها مجموعات "الفهد الأسود" التابعة لحركة التحرير الوطني "فتح"، التي كانت لها خلايا ضاربة في مختلف محافظات الضفة الغربية المحتلة.
ويذكر بأن "الحدث الأبرز، كان اندلاع انتفاضة الأقصى نهاية عام 2000، ودخول الشعب الفلسطيني برمته في مواجهة عسكرية مسلحة مع الاحتلال الإسرائيلي" مشيراً إلى الهبات المتتالية التي تندلع بين الفينة والأخرى في الضفة الغربية، ومنها "هبة النفق" عام 1996، وسلسلة عمليات الطعن التي انطلقت عام 2015.
وعن الوضع الراهن، يلفت سباعنة إلى ما تعيشه الضفة الغربية اليوم من حالة مقاومة، بدأت في شمال الضفة وانتقلت لمختلف مناطقها، حتى أصبح العمل العسكري المقاوم سمة لهذه المرحلة.
الخيار الوحيد
أما أحد قادة المقاومة العسكرية في الضفة الغربية المحتلة، والذي طلب عدم ذكر اسمه، فأكد لـ"قدس برس" أن "الشعب الفلسطيني بات يدرك أن خيار المقاومة هو الوحيد المتبقي له، وهو الذي يحقق للفلسطيني حقوقه ويحفظ له ثوابته ومقدساته".
واستدرك قائلا: "لذا نجد التفافا قويا من الحاضنة الشعبية حول المقاومة والمسلحين في الضفة، وارتفاعا واضحا في أعداد المسلحين والمطاردين، وفي الوقت نفسه ارتفاع في تمسك الشارع الفلسطيني بالمقاومة والمقاومين؛ رغم ما يقدمه الشعب الفلسطيني من تضحيات جسام من خيرة ابنائه".
ودلل القيادي في المقاومة على ذلك بما تعيشه مدينتا نابلس وجنين (شمالي الضفة الغربية) على وجه الخصوص، حيث سطر المقاومون في "عرين الأسود" و"كتيبة جنين" (مجموعات مقاومة) أروع الأمثلة في الرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي، وتلقينه دروسا لن ينساها.
وأضاف "ما يؤكد ما ذهبنا إليه، هو ظهور مجموعات للمقاومة في مناطق أخرى في الضفة الغربية، مثل كتيبة مخيم عسكر بنابلس، والرد السريع في طولكرم، وعقبة جبر في أريحا وكتيبة جبع، والأمثلة كثيرة
وتمر اليوم الذكرى الـ56 على نكسة الخامس من يونيو/حزيران 1967، عندما شنت "إسرائيل" حربا على ثلاثة دول عربية، هي سوريا ومصر والأردن، دامت ستة أيام، وهزمت فيها الجيوش العربية.
وكان من نتائج هذه الحرب خسائر بشرية ومادية كبيرة، وتدمير أغلبية العتاد العسكري العربي، واحتلال الضفة الغربية، والشطر الشرقي من مدينة القدس، وقطاع غزّة، والجولان السوري، وصحراء سيناء المصرية.