في يومهم العالمي.. كيف يعيش اللاجئون الفلسطينيون في لبنان!؟
سلّط مراقبان متخصّصان، الضوء على الوضع المعيشي السيئ للاجئين الفلسطينيين في مخيمات لبنان، تزامناً مع إحياء "يوم اللاجئين العالمي"، مشيرين إلى الأوضاع العامة التي تعاني منها الدولة اللبنانية من جهة، وإلى القوانين التي تحدّ من إمكانية عمل هؤلاء اللاجئين.
وقال مدير منظمة "ثابت لحق العودة" (أهلية)، سامي حمود، إنه "بعد مرور أكثر من 75 عاماً على نكبة فلسطين، لا بد من التوقف عند آثار النكبة وما نتج عنها من مآسي اللجوء والهجرة التي ارتبطت بمستقبل وحياة آلاف اللاجئين الفلسطينيين الذين تهجّروا قسراً عن أرضهم ووطنهم بسبب الاحتلال الصهيوني".
وأضاف حمود، في تصريح لـ"قدس برس" اليوم الإثنين، أن "اللاجئين الفلسطينيين في مخيمات وتجمعات لبنان يعيشون حياةً إنسانية صعبة، تزداد سوءا نتيجة عدة أسباب، أبرزها حرمان شعبنا من أبسط الحقوق الاقتصادية والاجتماعية، ومنعه من حق العمل وحق التملك، والتضييق عليه على أكثر من صعيد، بالإضافة إلى تقليص وكالة "أونروا" خدماتها الأساسية وتراجع أداء عملها، وعدم القيام بمسؤولياتها في ظل الظروف الاقتصادية والمالية الصعبة التي يمر بها لبنان".
وتابع" يُضاف لهذه الأسباب، الأزمات الاقتصادية والمالية والسياسية الحالية التي يعيشها لبنان منذ أكثر من ثلاث سنوات، وفي ظل انهيار للعملة الوطنية مقابل الدولار، وارتفاع الأسعار بشكل جنوني وغياب فرص العمل وارتفاع معدلات الفقر والبطالة لدى مجتمع اللاجئين التي تجاوزت 93 بالمئة".
وشدد حمود على أنه وبالرغم من الأوضاع الإنسانية الصعبة التي يعيشها اللاجئون الفلسطينيون في لبنان، إلاّ أنهم "متمسكين بحقوقهم وثوابتهم الوطنية دون أيّ تنازل أو تفريط، وفي مقدمتها حق العودة".
من جهته أكد حسن السيدة، الباحث والناشط الحقوقي، في "المؤسسة الفلسطينية لحقوق الإنسان - شاهد"(حقوقية مقرها بيروت)، أن "اليوم العالمي للاجئين هو مناسبة لتقييم منظومة حقوق الإنسان بشكل عام، وتقييم مدى فعالية الآليات المحلية والإقليمية والدولية لحماية حقوق الإنسان".
وأكد السيدة لـ"قدس برس" على ضرورة قيام المجتمع الدولي بـ "تحمّل مسؤوليته من أجل توفير المزيد من التمويل لوكالة أونروا كي تتمكن من الوفاء بالتزاماتها الإنسانية تجاه اللاجئين الفلسطينيين في الأقطار الخمسة".
ودعا السيدة، "المجتمع الدولي"، إلى"الوقوف الجادّ إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة، وحقّه في تقرير مصيره وعودته إلى دياره وممتلكاته التي هجّر منها وفق القوانين الدولية ذات الصلة".
وطالب الدول العربية المضيفة، لاسيما لبنان ومصر والأردن وسوريا بـ "أن تحسّن من ظروف اللاجئين الفلسطينيين، والعمل على إصدار القوانين التي تضمن الكرامة الإنسانية لهم، لحين العودة الكريمة إلى بيوتهم وممتلكاتهم".
ويوم اللاجئ العالمي أو اليوم العالمي للاجئين يحتفل به في 20 حزيران/يونيو من كل عام، حيث يخصص لاستعراض هموم وقضايا ومشاكل اللاجئين والأشخاص الذين تتعرض حياتهم في أوطانهم للتهديد، وتسليط الضوء علي معاناة هؤلاء وبحث سبل تقديم المزيد من العون لهم.
وبيّنت إحصائية لـ"أونروا" أن 93 بالمئة من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان، باتوا يقبعون تحت خط الفقر، ما يعني أن الجميع تقريبا غير قادرين على تلبية احتياجاتهم الأساسية.
ويقدر عدد اللاجئين الفلسطينيين في لبنان بأكثر من 200 ألف لاجئ، وفق تقديرات "الأمم المتحدة"، ويتوزع معظمهم على 12 مخيماً ومناطق سكنية أخرى في البلاد.