عائلة لحلوح بجنين.. نزوح تحت وطأة الإجرام وقصف يدمر أثاث بيت زواج منتظر
كانت عائلة جمال محمود لحلوح، تتهيأ وتتجهز لفرح ابنها محمود، المنوي إقامته بعد أسبوعين من الآن، قبل أن تتحول تلك الأمنية والحلم إلى كابوس، بعد أن أتى الاحتلال على منزلها وما فيه من أثاث ومقتنيات.
وتروي أم بكر زوج المواطن لحلوح، ووالدة العريس المنتظر محمود؛ تفاصيل ما تعرضت له عائلتها من جريمة قصف لمنزل العائلة، واحتراقه بما فيه من أثاث وأدوات كهربائية.
وتشير أم بكر خلال حديثها الخاص مع "قدس برس" بأن عائلتها أمضت يومين متتاليين من أيام الاجتياح الذي شنته قوات الاحتلال بحق مخيم جنين (شمالي الضفة الغربية) الاثنين الماضي، محتمية وأنفارها السبع؛ بين جدران المنزل الواقع في أزقه المخيم، ظنا منهم بأنّ الأمان سوف يصاحبهم.
وتكمل أن أصوات التفجيرات والقصف المتتالي للمنازل، "أرغمنا في نهاية اليوم الثاني، وتحديدا الساعة الـ 11 قبل منتصف الليل، على مغادرة المنزل، وتركه خشيه هجوم للاحتلال عليهم أو قصفه".
وصلت العائلة إلى ساحه مستشفى "ابن سينا" قرابه الساعة 12 منتصف الليل، كغيرها من مئات الأسر التي لجأت إلى هناك؛ هروبا من القصف، وحفاظا على أرواحهم من بطش آلة الاحتلال.
وتضيف: ما هي إلا دقائق، حتى تلقت العائلة اتصالاً هاتفياً من جيران لهم في المخيم، تخبرهم بأن بيتهم الذي أخلي للتو، قد تعرض للقصف من قبل طائرات الاحتلال.
ظلت العائلة كما تقول أم بكر لحلوح، تعد اللحظات والثواني حتى يعود الهدوء للمخيم، وينسحب الاحتلال منه، ثم العودة إلى البيت، ولم يكن في مخيلتهم بأن حجم الدمار الذي لحق بالمنزل سوف يكون أكثر من حطام جدران أو تهشيم للشبابيك، ولكن الصدمة بالنسبة إليهم كانت كبيره، عندما وجدوا النيران قد أتت على كل ما في البيت من أثاث وأدوات منزلية.
تقول أم بكر: "لم أفكر في تلك اللحظة بأي شيء سوى بأثاث وعفش نجلي محمود، الذي نعد اللحظات والأيام لكي نزفه إلى بيت الزوجية، فإذا بنا نجد كل ما اشتريناه قبل أيام وأسابيع، وجمعناه هنا في بيتي قبل نقله إلى بيته، قد تحول إلى كومه من الرماد، وكتل من الحديد المتآكل بفعل النيران التي أتت عليه، إثر القصف الاحتلالي.
تحولت أحلام العائلة وآمالها، وما رسمته من لحظات سعيدة، إلى كابوس حقيقي للحظات قبل أن تسترجع وتقول: "لا حول ولا قوه الا بالله وانا لله وانا اليه راجعون"، البيت بما فيه من أثاث وأدوات منزليه فداء للمخيم والمقاومة، ومهما قدمنا فإننا لن نوفي المقاومة حقها".
وتتابع: في نهاية الأمر أنا أم، وحلمي أن أزف ابني إلى بيت الزوجية، ولكن بما أن البلاء قد حل على الجميع، وإجرام الاحتلال لم يبق على بيت في المخيم إلا وقد اصابه، فإنني احتسب ما حصل معنا في سبيل الله، ومن أجل المقاومة.
ورأت ام بكر بان ما حصل مع عائلتها ومنزلها يدلل على عقليه الاحتلال الإجرامية التي همها وهدفها الأول البطش والقتل والتدمير وتابعت:" نحن بيت لا يوجد فيه مقاومون او متحصنون او ورش للتصنيع كما ادعى زورا وبهتانا عند تدميره لعشرات المنازل الأخرى ".
واردفت: "كلما زاد القصف والدمار اليوم وغدا فسوف نزداد عزيمة وقوة وإرادة، وسوف نضحي بالغالي والنفيس، ونبقى السد والسند لجنين ومقاوميها وشرفائها حتى لو اضطررنا ان نضحي بأرواحنا في سبيل ذلك.
وعن حجم الدمار وقيمة الخسائر قالت أم خالد: "بيتي المكون من ثلاث غرف وصالون ومطبخ وحمام، وما فيه من أثاث، تعرض للحرق الكامل، بالإضافة إلى أثاث ابني العريس، الذي كان يتجهز لزفافه في الـ 17 من الشهر الجاري.
وشهد مخيم جنين عدواناً إسرائيلياً الإثنبن الماضي، أدى إلى استشهاد 12 فلسطينياً، وإصابة العشرات، وتدمير كبير في البنية التحتية، وحرق وهدم عشرات المنازل، في حين اعترف جيش الاحتلال بمقتل جندي إسرائيلي خلال الاشتباكات مع مقاومين فلسطينيين.
وصرّحت وزارة الأشغال في السلطة الفلسطينتية، وفي "حصر أولي" لأضرار العدوان، أن جيش الاحتلال الإسرائيلي، دمّر 800 منزل في مخيم جنين، فيما قُدرت الخسائر الاقتصادية الأولية بمختلف القطاعات ما لا يقل عن 40 مليون دولار.
وتجد بلدية جنين صعوبة في تقديم الحاجات الأساسية من مياه وكهرباء لثلاثين ألف مواطن يعيشون في المخيم، حيث أكد نائب رئيس بلديتها محمد جرار أن الخسائر تفوق طاقة البلدية وإمكانياتها بـ 10 أضعاف.
ونوّه "جرار" في تصريحاتٍ صحفية اليوم الخميس إلى أن بلدية جنين تحتاج إلى 10 ملايين دولار بشكلٍ عاجل خلال الساعات القادمة كي تستطيع تقديم خدماتها للمتضررين.