فلسطينيون مهددون بالتشرد في شوارع "أربيل" العراقية

بعد قرار حكومي عراقي بإغلاق مخيم "بحركة"
حالة من القلق والترقب تسود بين العائلات الفلسطينية النازحة إلى مخيم "بحركة" في مدينة "أربيل" شمال العراق، بعد إبلاغهم بنية وزارة الهجرة العراقية، إغلاق المخيم.
 
ووضع هذا القرار مصير سكان المخيم أمام مصير غامض، ورغم الأوضاع الإنسانية القاسية في المخيم، إلا أن إغلاقه سيتسبب بكارثة إنسانية أعمق للعائلات الفلسطينية المقيمة فيه.
 
يقول "محمد" وهو أحد سكان المخيم "لست سعيدا في عيشي داخل هذا المخيم البائس، ولكن يبقى أفضل من أن أبيت أنا وعائلتي على قارعة الطريق، فمنزلي والحي الذي كنت أسكنه في (مدينة) الموصل (شمال العراق) مدمر تماما، ولا يمكنني العودة إليه... ليس لدي القدرة على الانتقال إلى مكان آخر وتحمل تكاليف الإيجار كما كان الحال في الموصل".
 
وأضاف في حديث مع مراسل "قدس برس" إنه "ناشدنا الحكومة العراقية والسفارة الفلسطينية (في بغداد) لإيجاد حل لمشكلتنا وحتى الآن لم نتلق ردا يطمئننا، ويبدو أن السلطات العراقية عازمة على إغلاق المخيم".
 
من جهته أوضح الناشط والصحفي الفلسطيني حسن الخالد إن هذه العوائل كانت تسكن في معظمها في مدينة "الموصل" شمال العراق، وفي عام 2014 عندما اقتحمت المليشيات المسلحة التابعة لتنظيم "الدولة الإسلامية" المدينة، نزحت قرابة 55 عائلة فلسطينية إلى مدينة "أربيل" في إقليم كردستان، و20 عائلة إلى مخيم "حركة" للنازحين، حيث كانت حكومة "كردستان" تنشئ مخيمات للنازحين في تلك الفترة.
 
وأضاف متحدثا لمراسلنا، أنه "مع مرور الزمن بدأت هذه العائلات تفقد الأمل في إيجاد حل لمشكلتهم، فبدأت تغادر المخيم باتجاه مدينة أربيل، ومنهم توجه إلى تركيا، فبقي في المخيم 11 عائلة فلسطينية".
 
وأوضح الخالد أن "الحكومة العراقية تكفلت بتعويض العراقيين بموجب القرار 20 لعام 2009 لتعويض المتضررين من الأعمال العسكرية والعمليات الإرهابية، إلا أن هذا القانون لا يشمل الفلسطينيين بأي شكل من الأشكال، حتى أولئك الذين استشهد منهم أحد أفراد العائلة، أو دمر بيته".
 
واستغرب الخالد "تخلي كل الجهات المعنية عن فلسطينيي العراق، وعلى رأسهم السلطة الفلسطينية التي تتهرب من مسؤولياتها في الكثير من المواقف، والأغرب أن السلطة تنفي علمها بالموضوع، رغم المناشدات التي رفعناها لها" وفق قوله.
 
وأضاف ناشدنا أحمد أبو هولي رئيس دائرة شؤون اللاجئين الفلسطينيين بأن يزور المخيم، كما زار بعض المخيمات الفلسطينية مؤخرا في سوريا ولبنان، ولكن لم نتلق أي تجاوب.
 
وكشف الخالد عن إجراءات بدأها النشطاء الفلسطينيون في العراق لرفع الموضوع لمجلس حقوق الإنسان في جنيف عن طريق مركز "العودة" في لندن، في محاولة لإيجاد حل، ولو تأمين سكن مؤقت.
 
ورغم أن مخيم "بحركة" أنشئ في منطقة شبه صحراوية على أطراف مدينة "أربيل" العراقية، التي يبعد عنها 13 كيلومتراً، ورغم انعدام فرص العمل في المخيم وعدم تمكن الفلسطينيين من العمل في أربيل لبعد المسافة، إلا أن الفلسطينيين يفضلون البقاء في المخيم على أن يتم تفكيكه دون إيجاد حل لهم يضمن لهم حياة كريمة ولو بالحد الأدنى.
وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
مجلس الأمن يعقد جلسة طارئة الجمعة لمناقشة تفجيرات لبنان
سبتمبر 18, 2024
يعتزم مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة، عقد جلسة طارئة بعد ظهر الجمعة المقبلة، لمناقشة تفجيرات لبنان. وأعلنت رئيسة الدورة الحالية لمجلس الأمن، دولة سلوفينيا، أنها وافقت على طلب تقدمت به الجزائر من أجل عقد اجتماع طارئ الجمعة. وكان الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، أعرب في وقت سابق اليوم، عن "شعوره بقلق بالغ إزاء
"حماس": قرار جمعية الأمم المتحدة تعبير عن الإرادة الدولية الحقيقية
سبتمبر 18, 2024
رحبت حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، الأربعاء، باعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارا يطالب "الكيان الصهيوني بإنهاء وجوده غير القانوني في الأراضي الفلسطينية المحتلة". وقالت "حماس" إنها تعدّ "هذا التصويت تعبيرا عن الإرادة الدولية الحقيقية المؤيدة لشعبنا وحقوقه المشروعة، وفي مقدمتها حقه في تقرير المصير، وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس". وأضافت أنه "هذا القرار يعبر عن
تورك يطالب بفتح تحقيق شامل وشفاف بملابسات التفجيرات في لبنان
سبتمبر 18, 2024
قال مفوض الأمم المتحدة لحقوق الإنسان، فولكر تورك، الأربعاء، إنه يجب "فتح تحقيق مستقل وشامل وشفاف حول ملابسات التفجيرات الجماعية التي وقعت في لبنان وسوريا، ومحاسبة من أمر بها ونفذها". وأضاف تورك في بيان، أن "الانفجارات التي وقعت على نطاق واسع وبشكل متزامن في لبنان وسوريا، نتيجة انفجار أجهزة (بيجر)، صادمة للغاية وآثارها على المدنيين
غوتيريش يعبر عن "قلقه البالغ" جراء انفجار أجهزة اتصالات في لبنان
سبتمبر 18, 2024
أعرب الأمين العام للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، الأربعاء، عن "شعوره بقلق بالغ إزاء التقارير التي تفيد بأن عددا كبيرا من أجهزة الاتصالات انفجرت في جميع أنحاء لبنان". وحث غوتيريش جميع الأطراف المعنية على "ممارسة أقصى درجات ضبط النفس لتجنب أي تصعيد إضافي، والالتزام مجددا بالتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن 1701 والعودة فورا إلى وقف الأعمال
14 شهيدا و450 مصابا بتفجيرات جديدة لأجهزة "بيجر" في لبنان
سبتمبر 18, 2024
استشهد 14 لبنانيا، وأصيب 450 آخرون، الأربعاء، جراء انفجارات جديدة متزامنة لأجهزة اتصال في مناطق مختلفة في لبنان لليوم الثاني على التوالي. وأوضحت مصادر طبية لبنانية، أن الشهداء ارتقوا في انفجار أجهزة اتصال كانت بحوزتهم، في عدد من البلدات والمدن اللبنانية. وأشارت إلى أن "عددا من الجرحى نقلوا إلى مستشفيات منطقة بعلبك نتيجة عدوان سيبراني
الرشق: العدوان على لبنان لن ينال من إرادة وصمود المقاومة
سبتمبر 18, 2024
أدان عضو المكتب السياسي في حركة المقاومة الفلسطينية (حماس)، عزت الرشق، الأربعاء، تجدّد واستمرار "العدوان الصهيوني ضدَّ الشعب اللبناني الشقيق، واستهداف المواطنين المدنيين، بتفجير أجهزة الاتصالات اللاسلكية في مختلف الأراضي اللبنانية، ما أدّى إلى وقوع العديد من الضحايا والجرحى". وقال الرشق في بيان تلقته "قدس برس"، إن "حكومة الاحتلال الفاشية تتحمل كامل المسؤولية عن تداعيات