الجامعة العربية تتحرك لإنصاف المحتوى الإعلامي الفلسطيني "رقميا".. ماذا يقول الخبراء؟
طالب الأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال في الجامعة العربية، أحمد خطابي، الثلاثاء الماضي، بالعمل على إنصاف المحتوى الإعلامي الداعم للقضية الفلسطينية على منصات التواصل الاجتماعي.
وكشف خطابي عن تشكيل فريق للتفاوض مع الشركات العالمية المشغلة لمنصات التواصل الاجتماعي، لإعادة ضبط الخوارزميات التي تحاصر انتشار الرواية الفلسطينية إعلاميا على تلك المنصات.
وقال مخاطبا أعضاء ذلك الفريق "إننا وبكل حزم مطالبين بالعمل على إنصاف المحتوى الداعم للقضية الفلسطينية والقدس الشريف والحيلولة دون الاستخدامات المحرفة للحقائق التاريخية والجغرافية والعمرانية والتراثية ذات الصلة بالشعب الفلسطيني وقضيته المشروعة".
خبراء: فيسبوك أعدم المحتوى الفلسطيني
يقول مدير حملة "فيسبوك يعدمنا"، محمود الشريف، إن صحيفة "واشنطن بوست" وعدد من وسائل الإعلام العالمية، أوردت في تقارير لها، أن إدارة منصتي "فيسبوك" و "إكس - تويتر"، قاموا بإعدام الملايين من الحسابات والمنشورات التي تناصر فلسطين، مما استفز ردود فعل واسعة.
وأضاف الشريف، في حديث مع "قدس برس"، أن حملة "فيسبوك يعدمنا"، التي انطلقت أواسط عام 2021، "دعت إدارة فيسبوك للعمل مع مختصين عرب لإصلاح (خوازمياته) التي أمست مقصلة منفلتة تعدم أصحاب المحتوى العربي المتزن دون تمييز".
وشدد الشريف على أن إدارة "فيسبوك" قامت "بعمليات إعدام رقمي جماعي وعشوائي لآلاف الحسابات التي أظهرت تعاطفا مع الأحداث الفلسطينية، ونقلت حقيقة ما يجري خلال السنوات الماضية".
وكشف عن أن "فيسبوك" اعتبر أسماء أماكن جغرافية مثل "الأقصى" أو "حي الشيخ جراح" بأنها عبارات تدل على العنف والإرهاب.
وأعرب الشريف عن أمله من أن يتمكن تحرك الجامعة العربية من إحداث اختراق في هذا الملف، مشددا على ضرورة أن "تمارس الجامعة ضغوطا كبيرة على إدارة المنصات الرقمية، لكي تثنيها عن سياساتها تجاه المحتوى الفلسطيني".
مطالبات بالكشف عن معايير المنصات الرقمية
وطالب أحد مؤسسي حملة "فيسبوك يعدمنا"، الخبير التقني خالد طه، "بالكشف عن المعايير التفصيلية وآليات وقواعد الحكم على المحتوى والحسابات العربية، بشفافية مع بيان تفصيلي للجرم في حال وقوع البعض في خطاب كراهية".
وقال مخاطبا إدارات المنصات الرقمية العالمية "نحن مستعدون كمتطوعين متخصصين عرب في الذكاء الصناعي، ومؤثرين رقميين ونشطاء حقوقيين، لمساعدتكم على تقويم أسلوبكم تجاه المحتوى الفلسطيني".
وشدد طه في حديث مع "قدس برس" على ضرورة أن تغتنم تلك المنصات مبادرة جامعة الدول العربية "التي من شأنها المساعدة على فهم عناصر المحتوى الفلسطيني، وتحييده عن الضغوطات الإسرائيلية، التي أضرت بسمعة تلك المنصات" على حد تعبيره.
وكان مجلس وزراء الإعلام العرب، أقر في حزيران/يونيو الماضي، في دورته العادية الـ53 التي انعقدت في العاصمة المغربية الرباط، الاستراتيجية التي أعدها الأردن بتكليف من المجلس، والتي تشتمل على مبدأ إنصاف المحتوى الفلسطيني، ومحاربة جميع أشكال الكراهية الرقميّة ضد العرب والمسلمين.
ونصت الاستراتيجية على عدم استخدام التقنيات "الخوارزميات" التي تحجب أو تحد من انتشار المحتوى المساند لعدالة القضية الفلسطينية والقدس الشريف، والذي لا يشكّل أي انتهاكات أخرى وفقا للقانون الدولي.