غضب إسرائيلي من نية "اليونسكو" إعلان "تل أريحا" موقعاً للتراث العالمي في فلسطين

ذكرت وسائل إعلام عبرية، أن حالة من الغضب تسود سلطات الاحتلال، من نية "اليونسكو" (منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة) إعلان "تل أريحا" في مدينة أريحا شرق الضفة الغربية المحتلة، موقعاً للتراث العالمي في فلسطين.

وقالت صحيفة /يسرائيل هيوم/ العبرية، اليوم الأحد: إنه من المتوقع أن "تعلن اليونسكو تل أريحا موقعا للتراث العالمي في فلسطين، زاعمة أنها واحدة من المدن ذات الأهمية اليهودية الكبرى، لأنها وفقا للتقاليد اليهودية كانت في مركز الصراع الدائر حول عبور بني إسرائيل نهر النيل إلى الأرض بعد التيه في الصحراء".

وأضافت أنه في "المؤتمر الذي سيعقد بعد نحو أسبوعين في السعودية، سيصوت النواب، من بين أمور أخرى، على إعلان أريحا القديمة موقعا للتراث العالمي، ومن المتوقع أن يوافقوا عليه نظرا للأغلبية التلقائية في اللجنة". 

وادعت الصحيفة ذات التوجهات اليمينية، أن هذه  "ليست هي المرة الأولى التي يستولي فيها الفلسطينيون على أجزاء من التاريخ اليهودي والإسرائيلي، زاعمة أنه في عام 2017، أعلنت منظمة اليونسكو الحرم الإبراهيمي موقعا تراثيا فلسطينيا، وقبل ذلك بعام، اتخذت اليونسكو قرارا بتعريف القدس على أنها مدينة مهمة للديانات التوحيدية الثلاث، لكنها حددتت المسجد الأقصى وساحة البراق كموقع إسلامي مقدس".

وقالت الصحيفة: هذه المرة "لا يتعلق الأمر بتعريف المكان كموقع تراث فلسطيني، بل كموقع تراث عالمي، بناء على الاكتشافات التي تم اكتشافها في الموقع والتي يعود تاريخها إلى فترة ما قبل حوالي 10 آلاف سنة". وأضافت أن عضو برلمان الاحتلال "الكنيست" دان إيلوز من حزب (الليكود) الحاكم، وجه رسالة إلى الأمينة العامة لليونسكو، أودري أزولاي، دعا فيها إلى إلغاء التصويت".

ووفقا له، فإن هذا يعد "تدخلا سافرا من قبل المنظمة في صراع معقد، وأن القرارات السابقة، التي طالت مدينة الخليل والحرم القدسي، أضرت بالعلاقات بين اليونسكو ودولة إسرائيل".

من جانبها كشفت صحيفة /ميكور ريشون/ العبرية، أنه في الأسابيع الأخيرة، تدرس عدد من الجهات في إسرائيل إمكانيات التحرك ضد الخطوة في اليونسكو، بما في ذلك وزارة الخارجية ووزارة البعثات الوطنية ووزارة التراث، بالإضافة إلى السفراء الإسرائيليين لدى الولايات المتحدة.

وأضافت أن  أحد مسارات العمل المحتملة يستند إلى الحجة القائلة بأن مثل هذا الإعلان على موقع على شبكة الإنترنت له تاريخ يهودي متميز، يشكل انتهاكاً للاتفاقيات التي أبرمتها إسرائيل، حتى تعود الولايات المتحدة إلى المنظمة.

وفي يونيو/حزيران الماضي، عادت الولايات المتحدة إلى عضويتها في منظمة اليونسكو بعد انسحابها منها عام 2017. وجاء الانسحاب آنذاك، في عهد إدارة ترامب، على خلفية إقرار المنظمة الاعتراف بمدينة الخليل الأثرية، بما في ذلك الحرم الإبراهيمي، كموقع تراث فلسطيني.

وأشارت إلى أن المسار الإسرائيلي الآخر المحتمل ضد القرار،  هو محاولة التأثير على الدول المشاركة في لجنة الاختيار التابعة لليونسكو، مضيفة  أن فرصة الحصول على أغلبية مؤيدة لإسرائيل هناك ليست عالية.

ولفتت الصحيفة إلى أنه في "القائمة المبدئية" التي قدمها الفلسطينيون إلى اليونسكو، "هناك 14 موقعا يرغبون في الاعتراف بها كمواقع تراثية. وتشمل القائمة، من بين أمور أخرى، مواقع مثل: جبل جرزيم  وموقع السامريين، ومغارات قمران، ومخطوطات البحر الميت، وموقع سبسطية".

وتعتبر مدينة أريحا القديمة الواقعة في الضفة الغربية المحتلة من أخفض وأقدم مدينة في العالم، وتعود للعصر الحجري وتمثل حضارة مميزة امتدت على مدى عشرة آلاف عام ضمن 29 مرحلة زمنية.

وكانت السلطة الفلسطينية سلمت اليونسكو ملف "أريحا القديمة ـ تل السلطان او تل اريحا"رسميا لمركز التراث العالمي في 26 كانون ثاني/ يناير الماضي العام الماضي وذلك لتتم دراسته وإدراج الموقع على قائمة التراث العالمي وفق الإجراءات المعمول بها لدى مركز التراث العالمي في اليونسكو.

 

وسوم :
تصنيفات :
مواضيع ذات صلة
عباس يُعفي دبور من مهامه التنظيمية في لبنان
يوليو 6, 2025
أصدر رئيس السلطة الفلسطينية ورئيس حركة "فتح"، محمود عباس، قرارًا بإعفاء السفير الفلسطيني في لبنان أشرف دبور من مهامه كنائب للمشرف العام على الساحة الفلسطينية في لبنان، وذلك بعد سنوات من شغله لهذا المنصب إلى جانب مهامه الرسمية كسفير معتمد لدى الجمهورية اللبنانية. وجاء القرار، الذي كُشف عنه اليوم السبت، موقّعًا من عباس، واستند إلى 
"أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة": وقف إطلاق النار انتصار لتضحيات غزة
يوليو 5, 2025
أصدرت "الأمانة العامة لتكتل أبناء فلسطين 48 – أبناء العودة" (حركة سياسية تنظيمية تسعى للحفاظ على الحقوق الوطنية الفلسطينية)، بياناً رحبت فيه باتفاق وقف إطلاق النار في قطاع غزة، معتبرةً إياه انتصاراً لتضحيات أهل غزة وصمودهم في وجه آلة الحرب "الإسرائيلية" وتتويجاً لجهاد ومقاومة الشعب الفلسطيني في القطاع. وأكد التكتل دعمه الكامل للموقف الذي أعلنت
مشاهد لإغارة "القسام" على تجمع لآليات الاحتلال بخان يونس
يوليو 5, 2025
عرضت كتائب "القسام" الجناح العسكري لحركة "حماس" مشاهد لإغارة مقاتليها على تجمع لآليات وجنود الاحتلال الإسرائيلي واستهداف دبابتين بطريقة "العمل الفدائي" في مدينة خان يونس جنوبي قطاع غزة. وتضمنت المشاهد الإغارة على تجمع لجنود وآليات الاحتلال حيث قاموا باستهداف دبابتي (ميركافا) بعبوتي شواظ بطريقة "العمل الفدائي" واستهداف ناقلة جند بقذيفة (الياسين 105) والاشتباك مع قوة
بيانات تأييد الفصائل لـ"حماس".. ما دلالاتها السياسية والميدانية؟
يوليو 5, 2025
أجمعت فصائل فلسطينية بارزة على دعم موقف حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في تعاطيها مع المقترحات الدولية لوقف إطلاق النار في قطاع غزة. فقد توالت بيانات التأييد من مختلف القوى الوطنية والإسلامية، لتؤكد أن موقف "حماس" لا يعكس اجتهادًا فرديًا، بل يستند إلى غطاء سياسي وشعبي واسع يرى في المقاومة الخيار الجامع لحماية الحقوق الوطنية والتصدي
مستوطنون يقتحمون البلدة القديمة في الخليل
يوليو 5, 2025
اقتحم عدد من المستوطنين تحت حماية جنود الاحتلال البلدة القديمة في مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية المحتلة. وكان مستوطنون قد أقدموا صباح اليوم السبت على إقامة بؤرة استيطانية فوق "جبل الجمجمة" في مدينة حلحول شمال الخليل والتي تعد القمة الأكثر ارتفاعا في الضفة المحتلة، حيث نصبوا غرفا متنقلة ورفعوا العلم "الإسرائيلي" فوقها. ويُعد "جبل الجمجمة"
"حماس": على العالم التحرك لوقف مجازر "الإبادة" في غزة
يوليو 5, 2025
قالت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، إن "المجازر اليومية المستمرة في كافة مناطق قطاع غزة، وارتقاء عشرات الشهداء جراء غارات جيش الاحتلال على الأحياء السكنية وخيام النازحين ومراكز الإيواء ونقاط انتظار المساعدات إمعان في حرب الإبادة التي ترتكبها حكومة الاحتلال". ودعت "حماس" في بيان تلقته "قدس برس"، مساء اليوم السبت الدول العربية والإسلامية، والأمم المتحدة ومؤسساتها،