غزة.. مواصلة اعتداءات الاحتلال على الصيادين يهدد بانقراض مهنة الصيد

لا يكاد يمر يوما دون تعرض الصيادين الفلسطينيين في بحر غزة على سواحل البحر المتوسط (جنوبي فلسطين)، لاعتداءات قوات البحرية الإسرائيلية وأحيانا أكثر من مرة في اليوم، وذلك حسب مراقبين فلسطينيين.
وباتت هذه الاعتداءات اليومية المتكررة تهدد مهنة الصيد بشكل عام لإجبار الصيادين ترك البحر، وذلك من خلال أشكال عدة.
وقال الخبير في قطاع الصيد بغزة، زكريا بكر لـ "قدس برس" إن "دولة الاحتلال تعمد إلى تضييق الخناق على الصيادين من خلال عدة محاور وهي: الحصار البحري، الاعتداءات، منع إدخال معدات الصيد".
وأضاف "هناك عملية تدمير ممنهجة تقوم بها قوات البحرية الإسرائيلية تهدف إلى إفراغ الصيادين من البحر أو تقييد عملهم بالمناطق الشاطئية".
وأعرب عن اعتقاده أن "الاحتلال يريد فرض شيء ما على الأرض أو توسيع المنطقة المقيد الوصول إليها من جهة الشمال، وعلى أقل تقدير ميل بحري جديد ليصبح المنطقة المقيد الوصول إليها شمالا 2.5 ميل".
وأكد بكر على أن الهدف من تضييق الخناق على الصيادين حرمانهم من المناطق الخصبة والغنية بالأسماك كما يفعل في المنطقة من غرب مدينة غزة وحتى حدودها الشمالية، بمنطقة لا تزيد عن 6 أميال بحرية من العام 2006".
وأشار إلى "حرمان الصيادين من المخزون الاستراتيجي لساحل قطاع غزة، وتلك المنطقة الغنية بالمراعي والتربة المختلفة عن باقي مناطق القطاع، لما فيها من تنوع أراضي مثل الصخور الناعمة والمطاين وبقع الهرمس" في إشارة إلى عدد من مكوّنات البيئة البحرية الملائمة لتكاثر أنواع جيدة من الأسماك.
وكشف بكر عن أن بحرية الاحتلال نفذت منذ مطلع العام الجاري قرابة 230 عملية إطلاق نار تجاه الصيادين الفلسطينيين في عرض البحر، أسفرت عن إصابة 18 صيادا فلسطينيا بجراح مختلفة.
وأكد أنه تم خلال هذه الفترة اعتقال 30 صياداً، ومصادرة 12 قارب صيد، وتدمير جزئي لـ 7 قوارب، وإتلاف شباك 20 قاربا.
وقال نائب مدير مركز "الميزان" لحقوق الإنسان، سمير زقوت لـ "قدس برس" إن "انتهاكات بحرية الاحتلال بحق الصيادين تنوعت ما بين إطلاق النار تجاههم، ومطاردتهم واعتقالهم وإيقاع الإصابات في صفوفهم، والاستيلاء على مراكبهم ومعداتهم".
وحذر من مواصلة سلطات الاحتلال حظر دخول المعدات الضرورية لاستمرار مهنة الصيد البحري في قطاع غزة، في إطار حصارها المشدد المفروض على القطاع.
وطالب الحقوقي الفلسطيني المجتمع الدولي "بالتدخل لحماية المدنيين، ووقف الانتهاكات الإسرائيلية المنظمة التي ترتكب بحقهم لا سيما في حق الصيادين، وإخلاء سبيل الصيادين المعتقلين، والإفراج عن مراكب الصيد المحتجزة، وإعادة كافة معدات وأدوات الصيد".
وشدد على ضرورة رفع الحصار المفروض على قطاع غزة بما في ذلك الحصار البحري، وتعويض الصيادين وجبر أضرارهم عن الفترة التي توقفوا فيها عن العمل جراء الانتهاكات الإسرائيلية.