جماهير غفيرة تشيع جثمان الشيخ حمامي في القدس المحتلة
شيعت جماهير غفيرة من مدينة القدس جثمان الشيخ جميل عبد الرحيم حمامي (71 عاماً)، أحد مؤسسي "الحركة الإسلامية" في القدس المحتلة.
وحمل المشيعون جثمان الشيخ الحمامي على الأكتاف، من رحاب المسجد الأقصى المبارك إلى مقبرة باب الرحمة الإسلامية.
وأكد المتحدثون، خلال التشييع، على "سيرة العطاء التي قدمها الشيخ في حياته واعدينه، المضي قُدماً وإكمال مسيرته التي حملها على الأكتاف طيلة حياته الجهادية المدافعة عن فلسطين والقدس ومسجدها المبارك".
ويعتبر الشيخ حمامي من الشخصيات المقدسية البارزة الاعتبارية، شغل العديد من المناصب أبرزها "مدير المسجد الأقصى ودار الحديث، وشغل حتى رحيله إدارة جمعية لجنة العلوم والثقافة الإسلامية، والإدارة العامة لمدارس الإيمان في القدس".
وهو متزوج وله ثلاثة أبناء ذكور وخمس إناث أتم دراسته الابتدائية والإعدادية والثانوية في مدينة القدس وتخرج من مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية في القدس عام 1973.
التحق بكلية الشريعة بجامعة الأزهر وحصل منها على درجة الليسانس في الشريعة عام 1977 ثم التحق عام 1982 بجامعة عين شمس لدراسة الماجستير لكنه عاد بعد فترة وجيزة ولم يكمل دراسته.
وعمل الراحل في مجال التدريس والوعظ والخطابة والأعمال الإدارية فقد عمل فور تخرجه من المرحلة الثانوية عام 1973 إمامًا وخطيبًا في مسجد بيرزيت وذلك قبل سفره إلى مصر.
وبعد تخرجه من الجامعة عام 1977 عمل واعظًا متجولًا في منطقة رام الله، ثم مدرسًا في مدرسة ثانوية الأقصى الشرعية، فمديرًا لدار الحديث الشريف في المسجد الأقصى المبارك، فمديرًا للمسجد الأقصى، فمديرًا لأوقاف بيت لحم، ثم مساعدًا لمدير المعهد الشرعي (كلية العلوم الإسلامية) في أبو ديس في القدس، ثم باحثًا في جامعة القدس.
شارك الشيخ حمامي في تأسيس دار الحديث الشريف عام 1979، وفي تأسيس جمعية لجنة العلوم والثقافة الإسلامية عام 1984م وهو أمين سرها ومديرها التنفيذي منذ التأسيس حتى الآن وخلال عمله في دار الحديث الشريف.
واهتم بإقامة مهرجانات سنوية خاصة بإحياء السنة النبوية وبإقامة معارض الكتب السنوية أعد الشيخ الحمامي كتابًا في مصطلح الحديث عام 1982، وله رسالة بعنوان (مع الغزالي في نظريته التربوية).
التحق الشيخ بجماعة الإخوان المسلمين في أثناء دراسته الجامعية، وفي عام 1978م شارك في تأسيس حركة المقاومة الإسلامية "حماس" ، واعتقل للمرة الأولى عام 1998 بتهمة المشاركة في تأسيس "حماس"، وتوجيه الانتفاضة الفلسطينية وحكم عليه بالسجن 18 شهرًا.
وفي عام 1990، اعتقلته سلطات الاحتلال الإسرائيلي من مطار اللد بعد عودته من أمريكا، حيث حضر مؤتمرا هناك وحكمت عليه عشرين شهرًا بتهمة التنسيق بين الفصائل وتوقيع وثيقة الشرف بين (حماس) وحركة (فتح)، اعتقل مرة ثالثة وحكم عليه مدة 6 أشهر بتهمة التحريض ضد الاحتلال.
شارك في الثمانينيات والتسعينيات في التنسيق والإصلاح بين التنظيمات والفصائل الفلسطينية، وفي عام 1994م، سافر إلى القاهرة والسودان للمشاركة في الحوار بين السلطة وحركة حماس وفي عام 1992.
اتخذ الشيخ الراحل نهجا سياسيًّا خاصا يختلف عن نهج "حماس" السياسي مما أدى إلى افتراقهما، وقد استمر الشيخ الحمامي في نشاطه العلمي من خلال المشاركة في الحوارات والندوات محليا وخارجيا وفي المؤتمرات العالمية وفي اللقاءات الصحفية والتلفزيونية.
ونعت حركة "حماس" على لسان الناطق باسمها عن مدينة القدس محمد حمادة، الراحل حمامي، مؤكدا أنه " عمل واجتهد وقدم للقدس خير ما يقدمه ابنٌ بارّ لبلده وخدمة دين الل"ه.
وقال حمادة، "إن الراحل حمامي، مربي فاضل وداعية طليعي وركن أصيل من أركان بيت المقدس"،
كما نعت جماعة "الإخوان المسلمين - بيت المقدس" الراحل حمامي وقالت إن "الشيخ جميل رحمه الله كان ركناً من أركان المسجد الأقصى المبارك، ولبنة كريمة في جدار الذود عنه وعن طهره، وفي طليعة الذين تصدروا الدعوة والإصلاح في المدينة، ولم يكل ولم يمل حتى الرمق الأخير من أجل العمل على بناء جيل معتز بدينه وهويته، متجذر في وطنه، ومدافع عن حقوقه ومقدساته".
كما نعته "مدارس الإيمان" الذي يعتبر من مؤسسيها وشغل فيها منصب المدير العام في القدس الشريف.